الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرسم على الآنية يثري المائدة ويحولها إلى معرض قطع فنية

الرسم على الآنية يثري المائدة ويحولها إلى معرض قطع فنية
4 أكتوبر 2010 21:43
الرسم على الأواني والأطباق بكافة خاماتها هو من الفنون القديمة حيث وجدت أنواع من الزخارف والنقوش في آثار الأمم السابقة إذ أنها انتشرت في العصر الروماني، وعصر الدولة الإسلامية ثم عصر النهضة في القرون الوسطى في أوروبا إذ أطلق الفنانون أفكارهم وإبداعاتهم على تلك الأواني والأطباق الزاهية الفضية منها والذهبية. من المعتاد رؤية الأعمال الفنية مجسدة في إطار خشبي ومعلق على جدار معين، غير أن رؤية مجموعة زاهية من الأعمال الفنية قد اتخذت مساحة من الأطباق والصواني لتحولها إلى تحف غنية بتفاصيل تحاكي الطبيعة، وتقف عند إبداع فنانة تخط بفرشاتها بكل مهارة وإتقان، وما تحمله في باطنها من آمال وأمان مندفعة بيقين لترسم ملامح الجمال على مجموعة من الأطباق بخلاف خاماتها ومادتها، إنه الفن الذي تحترفه الفنانة آمال إبراهيم. تقول إبراهيم إن “فن الرسم على الأواني الزجاجية والخزفية يعطيها رونقا خاصا وجمالا جذابا يتوافق واستعمالها والمناسبة المعدة لهذه الآنية. ونجد أن أدوات المائدة هي أكثر أصناف الزجاج التي تزخر بالرسومات الجميلة التي تعكس جمال الطبيعة حيث تضفي على المائدة جمالا ورونقا. وتضيف “الأسواق تعج بصنوف مختلفة من الأدوات والأطباق والأكواب بأشكال وألوان متفاوتة وزاهية، ومنها مزخرفة بزخارف نباتية وألوان قاتمة ومنها ما يجسد مجموعة من الأحياء كالحيوانات والنباتات، ونماذج أخرى تجسد الأشكال الهندسية، ومنها مذهب الأطراف باستخدام طبقة رقيقة من الذهب تثبت فوق سطح الإناء ثم تنقش الزخرفة المطلوبة على الطبقة الذهبية ثم يكشط من الزخرفة أرضية الرسم حتى يبقى الجزء المزخرف وحده على جدار الإناء، وهناك أشكال مرصعة بخيوط من الكريستال والأحجار الكريمة التي تمنح الأطباق قيمة مادية ومعنوية”. وتتابع إبراهيم “من الجميل أن يوظف المرء إبداعه وما يتمتع به من ذوق في خلق بيئة ثرية بتفاصيل متعددة ومتميزة في ثنايا المنزل، وأنا أسعى إلى التميز في كل ما يتعلق بمقتنيات منزلي الذي أترك بصمتي عليه، من خلال الرسم على الأطباق والصواني والأكواب بكافة خاماتها، فأحاول أن أرسم تفاصيل نباتية كالزهور والأشجار وقد أحيك بعض التفاصيل الموجودة في مخيلتي، ولكن في كثير من الأحيان أحاول أن أصور ملامح الزهور وبكافة أشكالها وأنواعها فهي مفتاح البهجة وفاتحة للشهية”، مشيرة إلى أن محاولة المزج بين الألوان بشكل دقيق وجذاب يتوقف على الذوق والنظرة الفنية في انتقاء الألوان الملائمة لأي مناسبة يمكن أن يقدم فيه الطبق، ومدى ما يمكن أن تتركه الألوان من أثر على نفسية المرء، فبعضها يوحي بأفكار تبعث على الفرح والسعادة وبعضها تأجج مشاعر القلق وتدفع إلى الانزعاج والكآبة. رواج السلع توضح إبراهيم “اللون يلعب أيضا في مجال رواج السلعة لما يعكسه من تأثيرات وقيمة جمالية تجذب انتباه الكثيرين لها وترغبهم في اقتنائها من خلال زخارفها ونقوشها وألوانها التي تتناغم مع ألوان الديكور، وبخلاف الاكسسوارات التي تثري طاولة الطعام إلا أن الصحون والأكواب هي التي تلعب الدور البارز على مائدة الطعام وجمال الدور الذي تلعبه هذه الأدوات يظهر في زخارفها ورسوماتها التي تزين سطحها وتعكس أناقتها، كالمزج بين التنقيط والخطوط والرسومات الطبيعية والتماثيل”، مبينة أن التشعب والتكرار له مدلولات رائعة تعكس مدى رقي وفخامة الطبق. وأيضا الزخارف والنقوش النباتية والتي يستدل بها على نمط وطراز وثقافة المكان الذي انبثقت منها كرسم ملامح الأمكنة التي تعود إلى سحر الشرق الأقصى بتفاصيله الدقيقة التي تمثلت في الأشجار العملاقة وأكاليل الزهور البيضاء والزهرية التي غطت مساحاتها، أو أن تحمل ريش الطاووس بألوانه الزاهية والمنسجمة مع بعضها البعض في تداخل لوني بديع. وتضيف “أصبحت أدوات المائدة أكثر تنوعا في الشكل والمواد التي صنعت منه، وقد نشط المهتمون في هذه الحرفة على مبدأ التجديد والابتكار في صناعة هذه الأدوات التي تعتبر سيدة المائدة وضرورة لا بد منها فبقدر أهميتها فهي أيضا تضفي على المكان سحرا خاصا”. وتتابع “تستخدم بعض الأطباق والأواني كديكور يثري جوانب وزاويا المكان فيمكن أن تشغل أمكان عدة من خلال وضعه على حامل لتزين بها أحد الرفوف، أو توضع على طاولة في زاوية ما أو في دولاب الأواني التي توضع في غرفة الطعام”، مشيرة إلى أنه من الجميل أن تتحول الأطباق إلى لوحة فنية رائعة تحاكي منظومة الجمال، وتطلق عبر الرغبة في البحث عن التميز. ألوان الإكريليك تذكر إبراهيم أن هناك بعض الصواني المصنوعة من مادة الخشب حيث يمكن أن تستخدم في حمل أكواب العصير أو حتى يمكن أن تحول إلى لوحة تزين بها جانب من غرف الطعام أو المطبخ”، مشيرة إلى أن هذه الحرفة لا تتطلب سوى الدقة والصبر، وامتلاك قدر من الموهبة لتحويل الأواني إلى قطعة من ديكور المنزل. وهناك أشكال وأحجام مختلفة من الأطباق باختلاف خاماتها الزجاجية والبلاستيكية، والخشبية التي تتميز بقوتها ومتانتها مقارنة بالخامات الأخرى المعرضة للكسر في أي لحظة. في هذا الإطار، تقول “يجب انتقاء الطبق أو الوعاء المناسب، حيث يبدأ بمسحه وتنظيفه جيدا للتخلص من الشوائب العالقة به التي قد تعرقل مرور الفرشاة عليها وتشوه منظر الرسم، ثم نبدأ بانتقاء الرسمة أو النقشة من خلال ديكور وبيئة المكان أو من خلال ما يمليه على مخيلتي من أفكار أو صورة ظلت أسيرة في عقلي، عندها أخط بفرشاتي بكل تأن وحذر باستخدام ألوان الإكريليك وأقوم بتعريضه لحرارة قوية حتى يثبت اللون جيدا، وهذا ما يتعلق بالرسم على الزجاج. عن الرسم على الصواني المصنوعة من مادة الخشب، تقول إبراهيم “أجد فيه النمط القديم والكلاسيكي الدافئ، فكثيرا ما أنتقي الأطباق الخشبية من خلال تواجده بكثرة في الأسواق أو أحيانا أقوم بتنفيذه عند أحد النجارين بحجم معين وشكل محدد ثم آتي بوعاء من الخشب بحجم مناسب أقوم بسنفرته حتى أحصل على قطعة ملمسها ناعم ثم طلاؤه بلون موحد من الداخل والخارج، ثم أطلق العنان لفرشاتي التي تخطو على الطبق بكل سلاسة وسهولة، وباستخدام ألوان الاكريليك، وعندما أشرع في رسم جزء من العمل لابد أن أعرضه للحرارة باستخدام مجفف الشعر، ليجف الجزء المطلوب فأباشر في أجزاء أخرى، ففن تزيين الأطباق والصواني من الأمور التي باتت السيدة تسعى لاقتنائها لتستقبل بها ضيوفها بحفاوة”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©