الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في ‏‏‏‏‏وداعية «البي بي»

4 أكتوبر 2010 21:37
إما أن نحتفل سوياً في هذه الزاوية الأسبوع القادم باستمرار الخدمة، وإما أن تكون هذه الزاوية هي آخر ما سيصل إليكم عبر «البلاك بيري ماسنجر»؛ وعموما يبدو أن مستخدمي «البي بي»، قد تعجلو بالحسرة على أيامه، وبدأوا في نظم الأبيات التي فاضت بها قرائحهم، فانتشر الأسبوع الماضي عدد من القصائد المخلوطة بدموع المشتركين، يبكون أصدقاءهم في «اللسته» ويودعون فيها الساعات المبهجة التي قضوها بصحبة «المحشش» و«عزيزي». ومن بعض ما قيل في المناسبة: يا خطـوط الخدمه صيحي.. يا دمـوع «البيبي» طيحي صرت من «الهيئه» جريحـي.. وقلبـي عن الخدمـه تسكر روح يا طايـر وقلـه.. قله الووووعـد يوم الجمعـه الـحياة مع «نووكيـا» ممله.. وحالـي من بعد «البيبي» تدهور وهذه أبيات أخرى لشاعر اختار استخدام مفردات «البي بي» في أبياته: تعودت أنام «والبلاك بيري» فحضني كل ليله.. تعودت لا غفيت جاني «PING» يوعيني.. وما بقى لقطع الخدمة سوى كم ليله.. وبنحرم من الــ«BBM» اللي يسليني.. ناسٍ عرفناهم وصارت فالقلب خليله.. وناسٍ بالــ«Broadcast» نهار وليلي «عزيزي» و«المحشش» وسوالف ثجيله.. إشاعات وكذب وفلان مات جتيلي «سوني أريكسون» و«نوكيا» و«الكاتل» بديله.. و«الآي فــون» فـــواتيره تــهد الــحيلي ومن أشكال الحسرة الأخرى، ما تناقله المشتركون من بعض ما سيصابون به بعد غياب الخدمة، مثل: خلااااص ما بنسوي بنق، ولا بنشوف واحد عاقل ومنزل رأسه، ولا بيشد انتباهنا واحد يضحك بروحه، ولا بنعرف حالات بعض، لا أكل تايم ولا حواطة تايم، ولا بتكون لنا الأولوية بالأخبار، وبنرد على «النوكيا» و«الآي فون»، وبنرد على القرقرة بالساعات، وبنرد على الممل والزهقة.. هيييه والله. فيما قرر آخرون تناقل رسائل الاعتذار وطلب المسامحة لمن هم في قائمة اتصاله. كما انتشرت رسالة أخرى تقول: ‏‏«بمناسبة انهـم بيقطعون الخدمة، اللي زعلانين منـي يسامحوني، واللي يحبـوني يعتـرفون، واللي يبون إيميلي واللي يبون رقمـي يسون لي بينج، اللي مايبون شـيء تشرفنا بمعرفتهم». في حين انتشرت قصة تحكي عن شاب أحب فتاة تعمل في ‏‏‏محل لبيع اسطوانات أغاني؛ وقد أغرم الشاب بالفتاة لدرجة أفقدته القدرة على الاعتراف لها بحبها، فأصبح يكتفي بالتردد على المحل وشراء الأسطوانات لكي يرى فتاته، غير أنه وبعد مرور زمن على ذلك، اختفى فجأة؛ فذهبت الفتاة إلى منزله لتسأل عنه، لتفاجأ بوالدته تخبرها بموته، وأخذتها لغرفته لتجد كل الاسطوانات التي اشتراها الشاب لا تزال في أكياسها لم تفتح، فبكت الفتاة بحرقة، إلى أن توفيت؛ هل تعرفون لماذا؟ لأنها كانت تترك للشاب رسائل تعترف له بحبها له في علب الاسطوانات، غير أنه لم يفتحها! وتنتهي القصة بنصيحة من لكل من في «اللسته» إن كان يشعر بالحب تجاه أحد فليخبره بسرعة ولا يتردد، قبل أن يموت. وما أريد أن أقوله هو إن كل رسائل مستخدمي (البي بي ماسنجر) المشتركين في خدمة «الاتحاد بلاك بيري»، كانت تحظى باهتمام وخصوصية، كونها تنقل شيئا من عالم لم نكن نعلم عنه شيئا، والحقيقة أن نسبة المزاح وخفة الظل هي السائدة على مستخدمي (البي بي ماسنجر)؛ ونوع من هذا السلوك -أعني هنا التعليقات الساخرة التي تحتوي على الكثير من تفاصيل الحياة اليومية والأحداث التي تمر بأعضاء العالم الافتراضي- إنما هي أمر يستحق أن يخضع للملاحظة والدراسة، وعلينا قراءة تلك الرسائل بعين أكثر من مجرد اعتبارها سخافات وتفاهات لأشخاص مجهولين في «عالم افتراضي» كما يعتقد البعض. ولعل من بعض أفراد هذا العالم الافتراضي أشخاص حقيقيون عرفناهم بأسمائهم بسبب علاقتهم بالصحيفة وأخبار الاتحاد عبر «البلاك بيري»، كالصديق «صقر عبدالله البلغوني» الذي نشر أخبار «الاتحاد» تحت اسم (سواح)، فكان نعم الصديق.. وإليه نتقدم بشكر خاص من فريق «الاتحاد نت».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©