الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تركيا تستقبل موسماً سياحياً استثنائياً

تركيا تستقبل موسماً سياحياً استثنائياً
7 يوليو 2011 22:04
تتجول عشرات النساء الخليجيات في واحد من أفخم المراكز التجارية في اسطنبول ويحملن اكياساً عامرة بالملابس الداخلية والأحذية ولعب الأطفال وبصحبتهن أطفالهن. موسم السياحة الصيفية على أشده في تركيا وهو ما يعطي اركان زنجين مدير أحد متاجر شركة تركية كبيرة للمجوهرات سبباً للسعادة. وقال “زبائننا الأجانب أغلبهم من السعودية. لهم ذوق جيد في المجوهرات ويختارون عادة الأحجار الكبيرة”. يتكرر المشهد في متجر قريب للأحذية والمعاطف الجلدية حيث يحاول موظف جاهداً تلبية طلبات الزبائن الذين قدموا من الشرق الأوسط وينفقون المال الكثير. وقال الموظف “ليسوا مثل الأتراك. إنهم يحبون الأحذية ويطلبون مقاساتهم ويجربونها ثم يذهبون الى الخزينة ويدفعون. الأتراك يريدون تجربة 20 زوجاً من الأحذية قبل أن يتخذوا القرار”، مضيفاً “عملاؤنا المفضلون هم العرب بسبب قراراتهم السريعة وقدرتهم الشرائية العالية”. وأصبحت تركيا وجهة مهمة للسائحين والمستثمرين العرب في الأعوام القليلة الماضية وظهرت كقوة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط، تحت قيادة حزب العدالة والتنمية الذي هو حزب رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان. وساعد اهتمام العرب بالثقافة التركية بدءاً بالمسلسلات التلفزيونية والموسيقى والأطعمة وغيرها في تدفق أعداد كبيرة من السائحين العرب. ويقصد الكثير من العرب اسطنبول العاصمة الامبراطورية القديمة لإقامة أعراسهم. كما يستطيع العرب الذين يهربون من حرارة الصيف الحارقة الاستفادة من قطاع متنام في تركيا يخدم المسلمين المتدينين الأثرياء بفنادق بها أحواض سباحة ومناطق شاطئية مخصصة للرجال وأخرى للنساء ولا تقدم الخمور. وبعد أن أقلقت انتفاضات “الربيع العربي” التي تجتاح أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الزائرين تعتمد تركيا على ساحلها الكبير المطل على البحر المتوسط وتراثها لاجتذاب المزيد من السائحين. وقال بصران اولوسوي، رئيس رابطة شركات السياحة التركية، “الربيع العربي يؤثر على عائداتنا من السياحة بالإيجاب، قدم إسهاماً إيجابياً للنظرة الى تركيا على المستوى الدولي”. وتظهر بيانات من وزارة السياحة أن عدد السائحين الذين يزورون تركيا زاد بنسبة 14,56% خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة من يناير إلى مايو 2010. وفي حين لا يزال الألمان والروس والبريطانيون يتصدرون قائمة السائحين ومعظمهم تغريهم عروض الإقامة الكاملة منخفضة التكلفة في تركيا، فإن زيادة كبيرة طرأت على أعداد السائحين العرب الذين ينفقون ببذخ. وتتحدث الأرقام عن نفسها. في مايو ارتفع عدد السائحين من اليمن بنسبة 87% عن العام الماضي في حين بلغت نسبة الزيادة في السياح من السعودية 79,3% والعراق و 45,84%. ويعطي هذا دعماً مطلوباً لخزائن تركيا حيث تسعى البلاد الى سد العجز المتنامي في ميزان المعاملات الجارية. والسياحة مصدر ضروري للعملات الأجنبية في تركيا وهي تساعد في سد العجز في ميزان المعاملات الجارية الذي ارتفع 77% على أساس سنوي الى 7,68 مليار دولار. وبذلت تركيا جهوداً كبيرة لتحسين العلاقات السياسية والتجارية مع جيرانها في الشرق الأوسط لكن اضطرابات “الربيع العربي” كلفت رجال الأعمال الأتراك مليارات الدولارات في ليبيا وعطلت مشاريع البنية التحتية في سوريا المجاورة. واضطرت الأوضاع في مصر وتونس الكثيرين الى إعادة النظر في خططهم للسفر وينظر الى تركيا على أنها مستفيدة لأن الوجهات السياحية في الدول التي تعاني من زعزعة الاستقرار تضررت بشدة. وقال اوزجور التوج، كبير الاقتصاديين في شركة (بي.جي.سي) للسمسرة، “تركيا مقدمة على موسم سياحي هائل هذا العام مستفيدة من المشاكل في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والاستثمارات السياحية الجديدة في البلاد”. وأضاف “نهاية مايو هي البداية الرسمية للموسم السياحي في تركيا وفي يوليو واغسطس وسبتمبر ستصل العملات الأجنبية في تركيا إلى ذروتها بسبب ازدياد عائدات السياحة”. وتجاوزت عائدات تركيا من السياحة 25 مليار دولار عام 2010 ويتوقع المسؤولون تحقيق مبالغ أكبر في عام 2011. ومن المنتظر أن يكون قد دخل اكثر من 30 مليون سائح بحلول نهاية العام في ارتفاع من 28,6 مليون العام الماضي.
المصدر: اسطنبول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©