الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السيارات الفاخرة تغزو فيتنام الشيوعية

7 يوليو 2011 22:04
تقف شابة بفستان فضي فضفاض أمام سيارة فاخرة في معرض السيارات في هانوي. وتوازي قيمة هذه السيارة راتب قرنين بالنسبة إلى فيتنامي عادي، ومع ذلك فإن سيارات “أودي” و”مرسيدس” تتضاعف في شوارع العاصمة هانوي. يعتبر جون هيندرا أن هذا دليل على التباين الاجتماعي المتنامي و”الاستهلاك المتباهي” في بلد شيوعي انفتح تدريجياً على اقتصاد السوق منذ 1986. وقال هيندرا مؤخراً، قبل أن يغادر منصبه كمدير الأمم المتحدة في البلاد، إن “الشرخ يتزايد بين الأغنياء والفقراء”. في السابق، كان النظام الشيوعي الفيتنامي يعتبر “البورجوازيين” بمثابة أعداء الشعب. ولكن حالياً، بات الثراء أمراً مقبولاً سواء أكان مصدره الفقاعة العقارية أم التجارة أم الصناعة أم الفساد المستشري. وبائعو السيارات يستفيدون من ذلك. وقال لوران جينيت، المدير العام لشركة “اوتوموتيف آسيا” المحدودة التي تعد المستورد الرسمي لسيارات “أودي”، “نضاعف مبيعاتنا كل سنة وأعتقد أننا سنواصل القيام بذلك”. وقدم المصنع الألماني في معرض فيتنام للسيارات سيارة “اودي” من طراز “آيه 6” التي يبلغ ثمنها أقل بقليل من 100 الف يورو، أي ما يقارب الراتب الشهري العادي في فيتنام (45 يورو) على امتداد 180 سنة. وتجمع شركات “فورد” و”تويوتا” و”مرسيدس-بنز” وغيرها سيارات في هذا البلد منذ سنوات عدة. ومنذ انضمامها الى منظمة التجارة العالمية سنة 2007، فتحت فيتنام أبوابها أمام المستوردين الرسميين. فدخلت علامات مسجلة جديدة الى السوق المتنامية بسرعة. وتبيع “رينو” منذ العام الماضي سيارة “كوليوس” رباعية الدفع بمبلغ قدره 1,429 مليون دونج (47 الف يورو تقريباً). واكد كزافييه كاسين صاحب شركة “اوتو موتورز فيتنام” المستوردة لهذه السيارة الفرنسية أن “مبيعاتنا انطلقت على نحو جيد”. وتبدو حال رانج روفر جيدة أيضاً. فالعلامة المسجلة دخلت فيتنام منذ ثلاث سنوات وارتفعت مبيعاتها بنسبة 50 في المئة سنة 2011، وإن كانت الطرازات المطروحة في المعرض تقارب 200 ألف دولار. في الإجمال، ارتفعت مبيعات السيارات الخاصة والسيارات رباعية الدفع بنسبة 38% في سنة واحدة خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة، حسبما ذكرت جمعية مصنعي السيارات في فيتنام. وتعبر بعض طرازات “بينتلي” أو “رولز رويس “شوارع هانوي الضيقة بجوار السيارات التي لا يحصى عددها، وذلك على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب. فإن كانت فيتنام تشهد منذ سنوات عديدة نمواً قوياً، إلا أنها تواجه اضطرابات شديدة: عجز تجاري بقيمة 12,4 مليار دولار سنة 2010، وانهيار العملة وتضخم بلغ في يونيو 21%، خلال سنة واحدة. وفي محاولة منه لضمان الاستقرار الاقتصادي، أمر المصرف المركزي بالحد من القروض إلى القطاعات غير المنتجة مثل التخمين العقاري والبورصة، والحفاظ على نمو القروض تحت عتبة الـ 20% هذا العام. لكن لا شيء يؤثر في سوق السلع الفاخرة، على ما اكد لوران جينيت. وقال “نبيع سيارات باهظة الثمن إلى اشخاص لا يحتاجون فعلاً إلى قروض. بالنسبة إلى هؤلاء، إنها مسألة تباهٍ، إنها بمثابة استثمار”. وقال وكيل العقارات تران مينه توان (28 عاماً) إن “السيارة التي تقودها هي رمز للطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها ورمز لهويتك”. وأضاف “اعتقد أن الطلب على السيارات الفاخرة في فيتنام لطالما كان كبيراً. وإن كان الوضع الاقتصادي سيئاً أحياناً، يبقى هناك الكثير من الأشخاص الذين يملكون المال”. إنه استعراض للثروة ويعتبره الكثيرون دليلاً على الفساد المستشري في البلاد.
المصدر: هانوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©