الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الطب البديل» والأدوية العشبية غير مغطاة صحياً رغم ثبوت قيمتها العلاجية

«الطب البديل» والأدوية العشبية غير مغطاة صحياً رغم ثبوت قيمتها العلاجية
4 أكتوبر 2010 21:24
أصبح العديد من المرضى يلجأون إلى الطب البديل أو ما يصطلح عليه البعض «الطب التكميلي». ويقوم الطب البديل على إعطاء الأولوية للمريض ويُركز على كل ما هو طبيعي ويتبع نظما وقائية تهدف إلى اتقاء المرض قبل حدوثه من خلال جملة من الممارسات الصحية والأنظمة الغذائية. غير أن هذا النوع من العلاج لم تصنفه بعد غالبية دول العالم- باستثناء الصين وبعض الدول الآسيوية- ضمن العلاجات المشمولة بالتأمين الصحي. وليس هناك أكثر إحباطاً من أن تجد الرعاية الصحية التي تحتاجها وتناسب حالتك، ثم تكتشف بعد ذلك أنها غير مغطاة صحياً، وأنه يجب عليك أن تدفع مقابل ما تلقيته من علاج طبيعي. وقد يكون هذا العلاج على سبيل المثال معالجةً يدوية تقوم على إرجاع الفقرات إلى موضعها وتساعد على التخلص من آلام الظهر المُبرٍحة، دون اللجوء إلى استعمال الجراحة أو الأدوية، كما قد يكون مجموعة حصص «يوجا» تساعد على تخفيف التوتر والضغط، وقد يتوازى مع تناول منتجات طبية تكميلية أو عشبية بديلة معظمها غير مغطى صحياً. لا يتمتع بتأمين يغطي خدمات الطب البديل إلا قلة قليلة من المشمولين بالتأمين الصحي. ولا يتعدى ذلك علاجات تُعد على رؤوس الأصابع، وتُرفق باشتراطات عديدة مثل أن يكون المستفيد من علية الموظفين وأن لا يتعدى راتبه مبلغ كذا ويُخصم منه مبلغ كذا، مع التشديد على عدم التعامل مع عيادات الطب البديل إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة، وهو ما يشجع الناس بطريقة تكاد تكون مباشرة على عدم التداوي بمنتجات الطب البديل. غير أنه وعلى الرغم من ذلك، فإن رقعة المتداوين بالطب البديل تتسع وتنتشر بوتيرة سريعة، بل وتتجه إلى أن البعض يراهن على أن تصبح في المستقبل طريقة التداوي السائدة والأكثر شيوعاً، مثل ما هو عليه الحال في الصين. التجربة الصينية يُفضل معظم المرضى الصينيين العلاج باستخدام الأدوية التكميلية، ولا يستخدم الطريقة المعاصرة منهم في العلاج إلا نسبة ضئيلة تشمل بصفة خاصة الشباب والجيل الجديد الذي يفضل رؤية النتائج سريعاً. وقد ارتفع عدد المستشفيات الجامعية التي تدرس نظريات الطب البديل في التشخيص أو العلاج وتدرب الطلبة على ممارسته في عياداتها التدريبية ومختبراتها، فانتقل إلى أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وبعض بلدان العالم العربي. ويصرف الأميركيون وحدهم أكثر من 33 مليار دولار سنوياً على العلاجات التكميلية البديلة، وهو رقم لا يتجاوز نسبة 11% من مصروفات الأميركيين على خدمات الرعاية الصحية حسب المركز الوطني للطب التكميلي والبديل، أحد المؤسسات التابعة لشبكة المعاهد الوطنية الصحية. اعتقاد وإحباط تأتي غالبية هذه المصروفات من الأشخاص المشمولين بالتغطية الصحية. وتقول الدكتورة جانيت شافير، طبيبة مرخصة متخصصة في الوخز بالإبر بمركز «دوك» للطب التكميلي بجامعة دوك في نيويورك، «يتوقع الناس الذين يتمتعون بتغطيات صحية ذات مستوى عال من قبل المؤسسات التي يعملون بها أنه يمكنهم استخدام جميع أنواع العلاجات البديلة، ولذلك فإنهم يصابون بالإحباط حينما يكتشفون عدم دقة اعتقادهم». تكاليف منخفضة رغم قلتها، تختلف العلاجات البديلة المشمولة بالتأمين الصحي باختلاف عوامل أخرى مثل المُشغٍل وشركة التأمين ومكان تلقي العلاج أيضاً. وتقول جولي لينتز، أخصائية أولى في إدارة الشبكة بجمعية بلو شيلد الفيدرالية بكاليفورنيا والتي تضم 39 شركة تأمين صحة بأميركا، «إن غالبية خطط شركة التزويد بخدمات التأمين الصحي المختارة تشمل بعض العلاجات اليدوية والوخز بالإبر». وقد بدأت جمعية بلو شيلد بعرض خدماتها في المعالجة اليدوية منذ 25 عاماً، ثم أضافت خدمات أخرى غير تقليدية بعد أن تزايد الطلب عليها. وتضيف جولي «يطلب الزبائن من المرضى الحصول على خدمات علاجية بديلة بشكل متزايد .. ولا شك أن حرص كل شخص على أن يظل يتمتع بصحة جيدة له دور مهم في إبقاء تكاليف العلاج منخفضةً». قيم علاجية تغطي معظم شركات التأمين الصحي بديل المعالجة اليدوية والوخز بالإبر والعلاج بالتدليك، وهي علاجات أثبتت الدراسات الطبية صحتها. يقول مارك سليت، المتحدث الرسمي باسم شركة «سيجنا» للخدمات الطبية العالمية بولاية كونيكتيكت «العامل المشترك بين المعالجة اليدوية والعلاج بالتدليك والوخز بالإبر هو أن هناك دليلاً علمياً قاطعاً على أن لهذه الممارسات البديلة قيمة علاجية في عدد من الأمراض». وتستخدم شركة «سيجنا» المعالجة اليدوية لعلاج عدد من الأمراض، أما العلاج بالوخز بالإبر، فتُقدمه للمشمولين بتغطية الخدمات الطبية البديلة في حالات معدودة فقط، مثل الحاجة إلى علاج ألم مزمن أو حالات الغثيان المصاحب للعلاج الكيميائي أو الحمل. وتغطي شركة «سيجنا» كذلك العلاج بالتدليك عندما يُستخدَمُ بالاشتراك مع علاج آخر معتمَد لألم مزمن أو علاج كيميائي. وتقول سليت إن بعض العلاجات البديلة غير المعروفة كثيراً غير مشمولة بالتغطية الصحية نظراً لعدم وجود دليل علمي يثبت قيمتها العلاجية بعد. اعتماد وتوصية تقول المتحدثة الرسمية باسم شركة «أيتنا» إن شركة «أيتنا» تغطي نفس العلاجات البديلة الثلاثة التي تغطيها شركات التأمين الأخرى، وتشترط نفس الشروط على المستفيد من التأمين. وبالنسبة لأعضاء اتحاد «كايسر» لمؤسسات الرعاية الصحية، فإن العلاجات التكميلية والبديلة بشكل خاص غير مُدرجَة ضمن خطط التأمين المكفولة من الجهات المُشغٍلة أو الأفراد. وإذا اختارت شركة ما أن يستفيد موظفوها من خدمات العلاج البديل، فإن شركات التأمين التابعة لاتحاد «كايسر» تلبي طلبها من خلال إضافة خطة ثانوية ملحقة تشمل تغطية خدمات من قبيل المعالجة اليدوية والوخز بالإبر. ويقول جيم أندرسون، المتحدث الرسمي باسم اتحاد «كايسر» في أوكلاند، «يكون العلاج البديل قابلاً لأن يغطى صحياً في حال أوصى طبيب متخصص مشهود بمهنيته العالية واحترامه لأخلاقيات الطب بأن العلاج البديل أنجع وأقدر على شفاء المريض من العلاجات السائدة الأخرى، وهذا نادراً ما يحدث». ولا تقبل شركات التأمين الأميركية تزويد عملائها بخدمات طب بديل إلا إذا كانت المؤسسة الصحية التي وصفت لهم العلاج البديل حاصلة على اعتماد ساري المفعول من جهة داخلية أو خارجية، وشرط أن لا تكون قد تعرضت في السابق إلى عقوبات بسبب ممارسات طبية خاطئة أو ما شابه. تخفيضات بديلة تعرض بعض شركات التأمين على أعضائها في بعض الأحيان تخفيضات خاصة بالطب البديل حتى عندما تكون فئتهم الائتمانية لا تشمل تغطية العلاجات البديلة. فمثلاً، تعرض جمعية «بلو شيلد» تخفيضاً نسبته 25% عن خدماتها في العلاج بالتدليك والوخز بالإبر والمعالجة اليدوية، في حال كانت هذه الخدمات مُقدَمة من قٍبل «شبكة التخصص الأميركية». كما تعرض تخفيضات تصل إلى 40% عن الفيتامينات والمكملات الطبيعية والأجهزة الرياضية واليوجا والكتب وأقراص «دي في دي» المتخصصة في الصحة. وبدورها، تعرض شركة «أيتنا» على عملائها تخفيضات عن زيارات المعالجة اليدوية وباقي العلاجات البديلة ابتداءً من 25%. ويمكن اقتناء أكثر من 2,400 منتج صحي عبر موقع الشركة الإلكتروني، بما فيها المتخصصة في العلاج بالروائح والعلاج بالأعشاب والأدوية العشبية بأسعار منخفضة. وتعرض شركة «سيجنا» من خلال برنامج جوائزها الصحي تخفيضات لأعضائها حول الأدوية الطبيعية، والاشتراك في مجلة «اليوجا» ومنتجات وخدمات أخرى. رهان التأمين إذا أراد أحد استخدام علاج غير مشمول في فئة تغطيته الصحية، فبإمكانه سؤال شركة التأمين الخاصة به حول مدى وجود شروط معينة تُخوله الاستفادة من العلاج الذي يرغب فيه. كما يمكنه الاستفادة من خدمات العلاج التكميلي إذا أثبت أن العلاج بالأدوية الصيدلانية والطرق الطبية المتعارف عليها لم يكن ناجعاً في حالته. وبالمقارنة مع العقود الماضية، أصبحت الصيدليات في مختلف دول العالم توفر كميات أكبر من الأدوية العشبية والمنتجات التطبيبية البديلة، غير أن غالبية شركات التأمين الصحية ترفض إدراجها ضمن الأدوية المغطاة على الرغم من ثبات قيمتها العلاجية وتفضيل شريحة واسعة من المرضى لتناولها لاعتقادهم أن أعراضها الجانبية أقل ضرراً من الأدوية الصيدلانية الأخرى. عن «لوس أنجلوس تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©