الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنوب السودان... وتشابك المصالح النفطية مع الخرطوم

جنوب السودان... وتشابك المصالح النفطية مع الخرطوم
21 يناير 2014 23:55
أحمد فتيحة الخرطوم مع تفاقم الصراع بين المتمردين والقوات الحكومية، وجد رئيس جنوب السودان سلفا كير عوناً من السودان الذي خاض الجنوبيون حرباً ضده لمدة عقدين. والرئيس السوداني عمر البشير بحاجة لاستمرار تدفق النفط من الجنوب كما أن حكومته قلقة من أن يؤدي عدم الاستقرار على امتداد حدودها إلى عرقلة معركتها مع متمرديها. وتوجه البشير مطلع هذا الشهر الى جوبا عاصمة جنوب السودان للاجتماع مع «كير» وقال إنه لن يدعم المتمردين. وعندما عبرت ميليشيا متمردة إلى السودان التماساً للجوء جردتهم السلطات من أسلحتهم. ويؤكد «مجدي الجزولي» من معهد «ريفت فالي» الذي يتخذ من نيروبي مقراً له على أن حكومة السودان مهتمة حتى أكثر من السودانيين الجنوبيين أنفسهم بالحفاظ على استقرار الجنوب تحت قيادة حكومة قادرة على تولي زمام الأمور. فمنذ أن فاز الجنوب باستقلاله عن السودان في يوليو 2011، فقد السودان ثلاثة أرباع انتاج النفط للبلد الذي كان موحداً. وصندوق النقد الدولي يقول إن رسوم نقل نفط جنوب السودان كان من المقرر أن تدر 1.4 مليار دولار هذا العام على اقتصاد السودان البالغ حجمه 59 مليار دولار. وفي اتصال هاتفي من الخرطوم، صرح أبو بكر الصديق المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية «بلادنا هي الأكثر تضرراً من هذه الأزمة... انهيار الأمن في الجنوب يؤثر مباشرة على أمننا». وتحسنت العلاقات بين «كير» و«البشير» العام الماضي بعد أن حسما خلافاً على رسوم نقل النفط وأمن الحدود كان قد أدى إلى تجميد لانتاج النفط استمر 15 شهراً لينتهى في أبريل الماضي. وأشار «برينستون ليمان» المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان إلى أن الخرطوم على المدى الطويل تريد حكومة في جوبا تحترم اتفاق النفط كما تريد أيضاً من حكومة كير أن تتخلى عن مزاعمها بالحق في انتاج النفط في منطقة هجليج التي خاض البلدان عليها معارك في إبريل 2012 وعن مطالب بإجراء استفتاء على منطقة آبيي لتقرير ضمها إما الى السودان أو إلى الجنوب. ويقول هاري فيرهوفن المحلل المختص بشؤون السودان في جامعة اوكسفورد «الخرطوم تستفيد من وجود جنوب ضعيف لكن ليس بالضعف الذي يحول دون تدفق النفط». وكانت خلافات نشبت داخل حركة الجيش الشعبي لتحرير السودان الحاكمة في يوليو الماضي عندما أقال كير حكومته ومن بينهم نائبه ريك مشار. وانفجرت أعمال العنف في 15 ديسمبر بإطلاق الرصاص على اجتماع للحركة في جوبا. واتهم «كير» نائبه السابق «مشار» بمحاولة تدبير انقلاب عسكري وهو ما نفاه «مشار»، كما اعتقل «كير» 11 سياسياً بارزاً بينهم باجان أموم الأمين العام السابق للحركة و«دينج ألور» وزير شؤون مجلس الوزراء السابق. ويشير الجزولي إلى أن عمليات الاعتقال تسر الخرطوم التي تعتبر شخصيات مثل «أموم»و«ألور» من الموالين لجون قرنق مؤسس «الجيش الشعبي لتحرير السودان»، الذي قتل في تحطم طائرة عام 2005. وكان «قرنق» ينادي بالإطاحة بحكومة البشير والابقاء على السودان موحداً وليس استقلال الجنوب. ويعتبر السودان «أموم» نصيراً محورياً للمتمردين الذين يقاتلون قواته على الحدود في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، بينما يناصر «ألور» ضم منطقة «أبيي» إلى جنوب السودان. ويقول الجزولي «الوضع الحالي يوجد فيه أبناء قرنق في السجن، وهذا جيد جداً بالنسبة للخرطوم». ومع اشتباك قوات «كير» في معارك مع المتمردين الذين يقودهم مشار انخفض انتاج النفط. وعندما لحق الضرر بمنشآت ضخ النفط في ولاية الوحدة بجنوب السودان بسبب القتال، تعهدت حكومة البشير بأن تساعد في استئناف الانتاج. وبينما يقول الجنوب إن انتاج النفط انخفض إلى 200 ألف برميل بدلاً من 245 ألف في اليوم، قالت «ليندا توماس جرينفيلد» مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي إن معظم الانتاج توقف. وأجلت الشركات ومنها شركة البترول الوطنية الصينية وشركة النفظ والغاز الطبيعي الهندية موظفيها عن البلاد. وتشير بيانات لشركة «بريتش بتروليوم» إلى أن جنوب السودان به أكبر مخزون نفطي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بعد نيجيريا وانجولا. وكتب فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة غداً الخميس في بيان أن قوات المتمردين «سيطروا فيما يبدو» على ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل وان بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط التي استعادتها القوات الحكومية الأسبوع الماضي تعرضت لإطلاق نار وقصف شديدين. وبحسب بيانات لمجموعة الأزمات الدولية التي تتخذ من بروكسل مقراً لها فإن إجمالي حصيلة القتلى من المعارك تقترب من عشرة آلاف وهناك 83900 شخص فروا إلى بلدان أخرى منها أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ونزح داخلياً نحو 468 ألف شخص تاركين ديارهم بحسب بيانات للأمم المتحدة. وهناك 66900 شخص يلجأون الى مقار الأمم المتحدة في أنحاء جنوب السودان. وكتب «إيفان سيمونوفيتش» مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان أن كلا الجانبين ضالعان في ارتكاب «أعمال قتال كبيرة»، وأنه أثناء زيارته لجنوب السودان على مدار أربعة أيام تلقى «تقارير عن عمليات قتل جماعية وإعدام تعسفي واحتجاز اعتباطي واختفاء قسري وعنف جنسي وتدمير واسع النطاق للممتلكات واستخدام للأطفال في الصراع... إن شهراً واحداً من الصراع عاد بجنوب السودان القهقري عقداً من الزمن». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©