الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأفغان ينقلبون على «طالبان»

4 أكتوبر 2010 21:02
في مظهر نادر للمقاومة الشعبية، قام سكان منطقة نجراب بإقليم كابيسا الأفغاني بطرد متمردي "طالبان" من منطقتهم بعد أن ضاقوا ذرعاً بتدخلاتهم في مشاريع إعادة الإعمار. وكان جزء كبير من إقليم كابيسا، الواقع شمال شرق أفغانستان، خاضعاً لنفوذ حركة "طالبان"، التي تفرض قوانينها الخاصة على السكان وتحول في أحيان كثيرة دون إنجاز مشاريع المساعدة الخارجية؛ غير أن ما قلب الموازين في نجراب، حسب الزعيم القبلي تورخان، 53 عاماً، هو اختطاف "طالبان" لمهندسين من شركة "خوستي" للبناء كانا يعملان على مشروع لبناء طريق جديد. وبعد الاختطاف، بعث وجهاء القبائل والقسم الأمني في الشركة برسالة إلى مقاتلي "طالبان"، وحذروهم من عواقب وخيمة في حال أصيب المهندسان بأي مكروه. "ونتيجة لهذا التحذير، أحجمت طالبان عن قتل المهندسين، ولكنها اشترطت فدية مالية مقابل إطلاق سراحهما"، كما يقول تورخان الذي يضيف أنه مع السكان المحليين اتصلوا بالسلطات الأفغانية، و"حصلنا على الأسلحة وبدأنا نقاتلهم (طالبان)، وفي الأخير أمَّنَّا إطلاق سراح المهندسين"، مضيفاً "لقد جاء العديد من مقاتلي طالبان من مناطق أخرى من أجل دعم المقاتلين في منطقة نجراب، ولكن دون جدوى لأنهم أُجبروا على مغادرة منطقتنا في نهاية المطاف". يقول مدير القسم الأمني في شركة "خوستي" للبناء: "إن هذا الحادث، الذي أتى بعد اختطاف اثنين من مهندسينا، يُظهر أن الناس مهتمون جدّاً بإعادة إعمار بلدهم"، مضيفاً "إنه درس بليغ، ويتمثل جوهره في ضرورة أن نعتمد دائماً على أنفسنا". ومن جانبه، عبَّر رئيس الحكومة المحلية في منطقة نجراب، عن سعادته برد السكان حيث قال: "إن رد فعل السكان على طالبان يُظهر أنهم يحبون بلدهم ويرغبون في إعادة إعماره.. لقد قرروا أن يتخذوا موقفاً ضد أي شخص يرفض مشاريع إعادة الإعمار، وهو ما يمثل تعبيراً واضحاً عن دعمهم للحكومة". وفي هذه الأثناء، أوضح مسؤول من حركة "طالبان"، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الهدف العام للمتمردين هو الحيلولة دون إنشاء الطرق التي ستستعملها القوات الأميركية من أجل القيام بدوريات وتنفيذ عمليات محاربة التمرد، حيث يقول: "لقد غادرنا المنطقة تجنباً لوقوع إصابات في صفوف المدنيين"، في محاولة منه لوضع وجه جميل على الهزيمة، مضيفاً "إن مخططنا يقضي بأن نجعل السكان المحليين يفهمون هذا الأمر حتى نسيطر، إن شاء الله، على المنطقة في المستقبل القريب". غير أن كبير المسؤولين الأمنيين في منطقة نجراب، يؤكد أن ذلك لن يحدث، وأن عداء الجمهور لـ"طالبان" سيستمر، حيث يقول : "إننا متأكدون من أن طالبان ليست لديها القدرة على القيام بمزيد من العمليات ودخول المنطقة"، مضيفاً "إن لدينا القدرة على التصدي للعمليات التي تقوم بها طالبان. أما في حال حدث شيء من ذلك القبيل، فإن قوات التحالف الدولي والجيش الوطني سيقدمان لنا الدعم، لأننا سندعوهم إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك". وحتى السكان المحليون الذين كانوا يتعاطفون مع "طالبان" في الماضي غيروا هم أيضاً رأيهم. وفي هذا الإطار، يقول الزعيم القبلي شاه آغا، 65 عاماً: "في البداية، كان أتباع طالبان الأفغان يعاملوننا بشكل أقل استفزازاً وحدة، ولم يكونوا يعترضون على مشاريع إعادة الإعمار، ولكن عندما أتى مقاتلو الحركة من الأجانب لاحقاً، بدأوا يضربون موظفي الحكومة ومنظمات المساعدة، بل إنهم قتلوا بعض الأشخاص الذين اتهموهم بالتجسس. ومع وجود هؤلاء المقاتلين الأجانب، أصبحت طالبان المحلية قاسية أيضاً، حيث بدأ أفرادها يتحركون ضد مصالح الناس على نحو غير مسبوق -حيث يرغمون السكان بالقوة، على سبيل المثال، على أن يحْضروا لهم الطعام أو يغسلوا ثيابهم". وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي أحمد سيِّدي، إن على الحكومة الأفغانية ألا تهمل هذه القضية، مضيفاً "إنه درس جيد جدّاً لحكومة كرزاي. عليه أن يستفيد من هذه التطورات فيزيد ثقة الناس في الحكومة ويقرِّبهم منها، ويعتمد على الشعب". محمد فهيم دشتي صحفي أفغاني ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©