الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات النصفية: مجموعات الضغط تدخل على الخط!

الانتخابات النصفية: مجموعات الضغط تدخل على الخط!
4 أكتوبر 2010 21:00
تنفق "مجموعات الضغط الخاصة"، أو اللوبيات، على انتخابات الكونجرس لهذا العام ضعف ما أنفقته على آخر انتخابات نصفية بخمس مرات، وهي أكثر تكتماً من أي وقت مضى بشأن مصادر الأموال التي تنفقها؛ حيث تفوق الـ 80 مليون دولار التي أنفقتها حتى الآن مجموعات خارج الحزبين الديمقراطي والجمهوري بكثير الـ 16 مليون دولار التي أُنفقت في هذه المرحلة في انتخابات 2006 النصفية مثلاً. وإذا كان قد تم الكشف خلال تلك الانتخابات عن الأغلبية الساحقة من تلك الأموال -أكثر من 90 في المئة- إلى جانب هويات المانحين، فإن ذلك الرقم قد انخفض إلى أقل من نصف المجموع هذا العام، حسب بيانات حللتها صحيفة "واشنطن بوست"؛ حيث تشير الاتجاهات إلى موجة إنفاق واسع تتم بشكل رئيسي في الظل. والحال أن الجزء الأكبر من الأموال يُنفق من قبل المحافظين؛ وقد تأتت موجة الإنفاق هذه جزئيّاً بفضل سلسلة من أحكام المحكمة العليا التي أطلقت العنان للشركات ومجموعات الضغط الخاصة لإنفاق المال على السياسة. ويقول نشطاء محافظون إنهم يستفيدون من دعم المانحين المستائين من سياسات الحزب الديمقراطي التي يعتبرونها مناوئة لمصالح الشركات. وفي هذا السياق، يقول أنتوني كورادو، أستاذ الحكامة بكلية "كولبي كوليدج" الذي يدرس تمويل الحملات الانتخابية: "إن الإنفاق الخارجي للمجموعات يحركه بالأساس المناخ السياسي"، مضيفاً "إن المجموعات المنظمة تتطلع لهذه الفرصة الذهبية، وبالتالي فهناك مصلحة كبيرة لإنفاق المال من أجل التأثير في الانتخابات. والآن لديها إمكانية إحداث تغيير بشأن من يسيطر على الكونجرس". وتأتي الزيادة الأكبر في إنفاق المحافظين من مجموعات قديمة معروفة، ومن مجموعات لم يمض على تأسيسها إلا أشهر معدودة. والواقع أن مجموعات عمالية كبيرة على اليسار، مثل "الاتحاد الدولي للموظفين"، زادت هي أيضاً من حجم إنفاقها مقارنة مع 2006، ولكنها تظل غير قادرة على مواكبة ومجاراة المجموعات المصنفة ضمن اليمين. ومن بين أكبر المنفقين على الصعيد الوطني مجموعة مغمورة من ولاية "آيوا" تدعى "صندوق المستقبل الأميركي"، حيث أنفقت 7 ملايين دولار نيابة عن جمهوريين في أكثر من أربعة وعشرين سباقاً انتخابيّاً في مجلسي النواب والشيوخ. وطبعاً لم يتم الكشف عن المانحين الذين مولوا حملة إعلانية للمجموعة في سجلات قدمتها للجنة الانتخابات الفيدرالية. وقد دخل "صندوق المستقبل الأميركي" مؤخراً سباقاً انتخابيّاً في الولاية التي يوجد بها مقره -آيوا- وأعلن أنه سيرصد ما قد يصل إلى 800 ألف دولار لحملة ضد النائب الديمقراطي "بروس برالي" عن دائرة "ووترلو". وقد انطلقت الحملة الانتخابية بإعلان تلفزيوني يزعم أن برالي "يدعم بناء مسجد في جراوند زيرو"؛ ولكن الرجل نفسه ينفي دعم إنشاء المركز الثقافي الإسلامي المذكور بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي، ويقول إن هذا الأمر موضوع يخص سكان نيويورك الذين هم من ينبغي أن يبت فيه. وهذا الإعلان، الذي يعد جزءاً من حملة لوصلات إعلانية مماثلة تدور حول مسألة المسجد وتشمل كل التراب الأميركي، هو من بنات أفكار لاري مكارثي، الخبير في الاستراتيجيات الإعلامية الذي كان قد ذاع صيته بعد إعلانات "ويلي هورتون" التلفزيونية الشهيرة التي لا تخلو من تلميحات عنصرية ضد المرشح الديمقراطي مايكل دوكاكيس لانتخابات 1988 الرئاسية. وتقول كيتلين ليجاكي المتحدثة باسم برالي إنه: "ينبغي أن يشعر الناس عبر أميركا بالقلق من هذه المجموعات المجهولة التي تتدخل في انتخابات وتسعى لشراء نتيجة تخدم مصالحها"، والأخطر من ذلك أن الناس "ليست لديهم أية فكرة عن مصدر ذلك المال". جدير بالذكر هنا أن مجموعات المصالح الخاصة التي تنفق مبالغ ضخمة من الأموال على الانتخابات ممنوعة أساساً بمقتضى القانون من التحدث مع المرشحين بشأن استراتيجيتهم. غير أن "بِن لانج"، المنافس الجمهوري للمرشح "برالي"، ينفي أي صلة له بتهجمات "صندوق المستقبل الأميركي". ويقول كودي براون، المتحدث باسم لانج: "ليست لدينا أية علاقة مع هذه المجموعة"، مضيفاً في الوقت نفسه: "لسنا قلقين مما تفعله هذه المجموعات الخارجية بقدر ما نرغب في أن يكون لدينا نقاش نزيه ومركَّز حول هذه المواضيع". والراهن أن الإنفاق الكبير من قبل المجموعات الخارجية منح الحزب الجمهوري مرونة لاختيار السباقات الانتخابية التي سيركز عليها. ففي "ويست فرجينيا"، أنفق الحزب الجمهوري مؤخراً 1.2 مليون دولار في دعم رجل الأعمال جون ريسي الذي ينافس على مقعد بمجلس الشيوخ شغله لفترة طويلة "روبرت بيرد"، الذي توفي في يونيو الماضي. وكان هذا المقعد يعتبر آمناً بالنسبة للديمقراطيين ومرشحهم "جو مانشن الثالث" الذي يشغل منصب حاكم الولاية؛ ولكن أرقام شعبيته في استطلاعات الرأي أخذت تتآكل في الآونة الأخيرة. ولكن إذا كانت أموال مجموعات المصالح الخاصة قد ساعدت الجمهوريين في المقام الأول، فإن الديمقراطيين أثبتوا أنهم أفضل في جمع التبرعات من أجل الحزب عموماً، ومن أجل المرشحين بصفة خاصة؛ وهي تبرعات ينص القانون على ضرورة أن تأتي من أفراد وأن تكون محدودة من حيث الحجم؛ والحال أن جزءاً كبيراً من إنفاق مجموعات المصالح الخاصة يقوم على تبرعات كبيرة من مانحين أثرياء وشركات. وقد أفسحت المحكمة العليا المجال أمام إنفاق غير محدود من قبل الشركات والاتحادات وغيرها من مجموعات المصالح الخاصة على الإعلانات الانتخابية في الحكم الذي أصدرته هذا العام بأغلبية خمسة مقابل أربعة أصوات في قضية "مواطنون متحدون" ضد "لجنة الانتخابات الفيدرالية". ويذكر هنا أن العديد من مجموعات المصالح الخاصة لديها وضع مؤسسات غير ربحية، وهي غير مطالَبة بالكشف عن دعمها المالي، مما يساهم في زيادة المانحين السريين. وفي المقابل خفضت بعض المجموعات الديمقراطية من إنفاقها على الإعلانات الانتخابية، حيث تعتزم مجموعة المصالح الخاصة MoveOn.org التي تنشط على شبكة الإنترنت، مثلاً، إنفاق المبلغ نفسه تقريباً الذي أنفقته في انتخابات 2006 النصفية، كما يقول مديرها التنفيذي جاستن روبن، ولكنها تعتزم التركيز على تنظيم الأنصار بدلاً من محاولة التنافس على موجات الإذاعة والتلفزيون. ويقول روبن: "لا يمكننا أن نجاري هذا الإنفاق دولاراً مقابل دولار، ولكن نسبة المشاركة ستكون كبيرة في الانتخابات النصفية، ولعل أفضل طريقة للتأثير في الناخبين هي الاتصال المباشر شخصاً لشخص، ووجهاً لوجه. إن تلك المجموعات لديها بعض المليونيرات، ولكنها لا تستطيع التحدث مع هذا العدد الكبير من الناس". تي. دبليو. فارنماند ودان إيجن واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©