الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البرتغال في سباق محموم لطمأنة الدائنين والعودة إلى أسواق المال الدولية

البرتغال في سباق محموم لطمأنة الدائنين والعودة إلى أسواق المال الدولية
5 يوليو 2013 22:07
لشبونة (أ ف ب) - شهدت لشبونة أمس سباقاً سياسياً محموماً لمنع الحكومة من الانهيار، بهدف طمأنة الدائنين الأوروبيين وضمان العودة إلى أسواق المال خلال العام المقبل. وحصلت لشبونة على خطة من الترويكا الدولية التي تضم كلا من الاتحاد الأوروبي، وصندوق النقد الدولي، والبنك المركزي الأوروبي، بقيمة 78 مليار يورو، تم التفاوض عليها في مايو 2011. وقال بيدرو باسوس كويلو رئيس الوزراء البرتغالي أمس بعد مفاوضات شاقة مع الأطراف السياسية كافة في البلاد، إنه تم التوصل إلى صيغة تتيح ضمان استقرار الحكومة، وذلك بعد محادثات مع الرئيس انيبال كافاكو سيلفا، دون إعطاء تفاصيل حول الصيغة. وأضاف أن المشاورات مستمرة لتحديد مضمون الحل، لكن تكهنات عديدة أشارت إلى أن رئيس الدولة يرغب في بقاء باولو بورتاس وزير الخارجية المستقيل في الحكومة، وهو احتمال لم يذكره رئيس الوزراء. ومن المفترض أن يلتقي الرئيس البرتغالي الاثنين المقبل، الأحزاب السياسية من اليسار المتطرف، وذلك بعد اجتماع الأربعاء الماضي، مع زعيم ابرز أحزاب المعارضة الاشتراكي انتونيو جوزيه سيغورو، الذي طالب بأجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وقام رئيس الحكومة عقب النداءات التي وجهتها بروكسل من اجل إعطاء إيضاحات والقلق الذي أعربت عنه الأسواق المالية، بمشاورات مكثفة مع وزير الخارجية باولو بورتاس الذي أدت استقالته إلي أزمة سياسية في البلاد، وبورتاس زعيم حزب محافظ صغير، شريك الحزب الاجتماعي الديموقراطي الذي يتزعمه رئيس الوزراء، ويعتبر دعمه أساسياً ليحافظ الائتلاف الحاكم على الغالبية في البرلمان. ورفض باسوس كويلو استقالة بورتاس، وذلك بعد استقالة فيتور غاسبار وزير المالية، المكلف الإشراف على تطبيق خطة التقشف التي التزمت البرتغال بها لقاء الحصول على مساعدة دولية بقيمة 78 مليار يورو. وحذر باسوس، أمام خبراء اقتصاديين أمس، من أن بلاده قد لا تتمكن من العودة إلى الأسواق المالية بمعدلات معقولة، على الرغم من تنفيذ البرنامج الإصلاحي، موضحاً أن الفشل يمكن أن يفسر بحوادث مالية خارجية أو صعوبات سياسية داخلية. واكد باسوس انه يبذل كل الجهود للتحقق من أن تواصل حكومته العمل، في محاولة لطمأنة الجهات الدائنة لبلاده. وقال انتونيو كوستا بينتو، خبير السياسة في جامعة لشبونة لوكالة فرانس برس، إن احتمال إجراء انتخابات مبكرة، يثير مخاوف كبيرة لدى الحزب الاشتراكي الديموقراطي، إلي درجة أن رئيس الوزراء مستعد لبذل كل الجهود من اجل إنقاذ الائتلاف الحاكم. وارتفعت بورصة لشبونة قرابة 4% الخميس الماضي بنسبة 5,31% كدليل على الهدوء، والتوصل إلى حل للأزمة السياسية في البرتغال، كما عادت معدلات فوائد القروض البرتغالية على عشر سنوات إلى طبيعتها، عند انتهاء المداولات بعد أن تجاوزت قبل يوم عتبة 8% للمرة الأولى منذ نوفمبر الماضي. لكن وحتى إذا تمكن كويلو من تفادي إجراء الانتخابات المبكرة التي تطالب بها المعارضة الاشتراكية، إلا أن الائتلاف سيخرج اكثر ضعفاً، وسيواجه صعوبات في تطبيق الإجراءات التي تطالب بها الترويكا، بحسب كوستا بينتو. ومن المفترض أن تبدأ الجهات الدائنة في 15 يوليو الحالي، النظر مجدداً في خطة مساعدة البرتغال التي تريد اقتطاع 4,7 مليار يورو اضافية من النفقات العامة، وعلى الرغم من الاقتطاعات في الموازنة وزيادة الضرائب بشكل لا سابق له، إلا أن الدين العام للبرتغال يمثل 120% من إجمالي الناتج الداخلي، بينما قارب العجز 10,6% في أواخر مارس الماضي. وتعهدت لشبونة بإعادة العجز إلى 5,5% بحلول نهاية العام، إلا انه تم تعديل هذا الهدف مرتين، بسبب حجم الانكماش الاقتصادي ونسبة البطالة في البلاد وحاولت أوروبا التي تأمل بخروج سريع للبرتغال من الأزمة اتخاذ موقف مطمئن. واعتبر ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي، أن البرتغال حققت حتى الآن نتائج ملفتة واستثنائية. من جانبه، قال فولفغانغ شويبله وزير المالية الألماني، إن الأزمة السياسية في البرتغال سيكون لها أثر محدود، وان الأسواق تعتبر أن اليورو مستقر بما يكفي بحيث لا يؤدي الوضع السياسي في دولة واحدة إلى أزمة استقرار لليورو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©