تتميز الفنون اليدوية التراثية بجمال وسحر خاص.. فهي إبداع يتسم بالتفرد.. تحمل نبض وروح مبدعيها وتعبر عن مهارة وخبرة متوارثة.. ومنذ سنوات اقتحمت نورا مسلم مجال إحياء الفنون التراثية واليدوية.. وأسست بيتا فنيا يحمل اسمها لتقدم العديد من المنتجات تعيد البريق والتألق لفنون الأجداد وتروي بتلقائية صفحات مطوية في تاريخ القبائل والجماعات تؤكد حب المصريين وتذوقهم للجمال والفن وقدرتهم على الإبداع، سواء عاشت تلك القبائل والجماعات على ضفاف النيل في الوجه البحري أو في الصحاري والواحات وعلى سفوح الجبال.
ماجدة محيي الدين (القاهرة) - تؤكد نورا مسلم، أن اهتمامها بالفنون التراثية ومحاولة بعثها بشكل ملائم لتنافس أجود المنتجات العالمية شغل تفكيرها منذ سنوات بعيدة عندما عاشت في العاصمة البريطانية لسنوات ولاحظت انبهار الأوروبيين وشغفهم بالفنون التراثية اليدوية.
موضحة أنها وجدت ان العقدة الأساسية التي كانت تواجه معظم تلك الفنون هو عدم الوصول بالمنتج الفني لمستوى الجودة العالمية ما دفعها للاهتمام بالتفاصيل والسعي للتغلب على بعض تلك المشاكل التقنية.
النسيج اليدوي
وتضيف: كانت البداية هي جمع العينات الأصلية من النسيج اليدوي المصنع على الأنوال أو من خامات الأقمشة المطرزة يدويا برسوم وأشكال عديدة والتعرف على ما ترويه كل قطعة من قصص تعبر عن البيئة والطبيعة والمكان والزمان ووجدت أن الفنان المصري عبر بفطرته عن مفردات الحياة من حوله وابتكر أدوات ومنتجات خاصة به تلبي احتياجاته.
وتوضح: أنا واحدة من الذين يعشقون الفنون التراثية ولكني قررت ان يتحول هذا العشق الى شيء ملموس وعندما أسست البيت الفني الذي يحمل اسمي كان هدفي تطوير المنتجات والفنون التراثية لتلبي التطور الذي لحق بحياتنا وان تكون تلك المنتجات ذات جودة عالية تجعلها قادرة على منافسة أفخر المنتجات العالمية من مفروشات منزلية وحقائب يد لكل الأغراض وهو ما جعل الأسواق الغربية تتقبلها.
تراث نوبي وبدوي
وتشير نورا مسلم الى أنها تضع تصاميمها وأفكارها الجديدة من حقائب اليد في كل موسم بحيث تراعي الأساليب والاتجاهات الجديدة في أحجام وأشكال الحقائب.. وهناك موديلات خاصة للأغراض المختلفة منها حقائب لحفظ المجوهرات والمصاغ بطريقة تجعلها سهلة الاستعمال وأخرى لأدوات المكياج أو حفظ النظارات أو العملات المعدنية فضلا عن حقائب مميزة لحمل اللاب توب.
وعن جديدها من حقائب اليد لهذا الموسم تقول: الألوان في الصيف تسيطر عليها الدرجات الزاهية القوية والفسفورية سواء في الحقائب أو الأحذية، ومن حيث الحجم فإن الاتجاه العام هي الحقائب الصغيرة.. لكن مازالت حقيبة اليد الضخمة لها أهميتها لدى شريحة كبيرة من النساء باعتبارها عملية ويمكن الاعتماد عليها خاصة في فترة الصباح. أما حقائب المساء والسهرة فالحجم الاصغر هو الملائم ومن خلال أنماط ونماذج مختلفة يمكن للمرأة اختيار ما يناسب ستايل ملابسها.. وطبيعة قوامها وهناك تصاميم مختلفة جميعها من وحي الفنون التراثية منها ما هو مستوحى من التراث النوبي والبدوي بألوانه المعبرة عن الطبيعة سواء ما ينتمي لبدو سيوة أو بدو سيناء وبعضها متوارث من أجدادنا في صعيد مصر.
إكسسوارات معدنية
وتضيف نورا مسلم: تضم المجموعة الحقيبة المستطيلة التي تشبه المظروف وهي نوعية كانت سائدة في حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وعادت من جديد، وحرصت على أن تحمل كل حقيبة موتيفات ورموزا ورسوما تعبر عن جزء من الموروث الشعبي وبعض الحقائب مزينة بإكسسوارات معدنية تشبه العملات القديمة وأخرى تحمل تطريزا يدويا بغرز الكان، ومنها ما تتدلى منه حليات مثلثة اصطلح على تسميتها أحجبة لتبعد عيون الحساد.
وترى، أن حقائب اليد التراثية لا تفقد قيمتها مثل غيرها من الحقائب التي تخضع لتقلبات الموضة.. لانها تمنح المرأة الخصوصية والتفرد وتعكس اعتزازها بجذورها وتاريخها.. وهو ما يجعل مظهرها جذابا وأنيقا كما يدل على إحساسها المرهف بالفنون اليدوية التي تحتفظ بسحرها وجمالها على مر الزمن.
وتضيف: أختار لكل موديل اسما معبرا عنه وتضم المجموعة الجديدة جيلا جديدا من الحقائب اليدوية الأنيقة حيث يتم تطوير بعض التصاميم القديمة بخامات وافكار حديثة وجميع ما أنفذه من حقائب يعتمد على مهارة الصنعة اليدوية لمجموعة من النساء والشباب من مختلف مناطق مصر، معظمهم توارثوا تلك الفنون جيلا بعد جيل ولديهم رغبة في تقديم الأفضل.
الحفاظ على الحقائب التراثية
حول الطريقة الأنسب للحفاظ على الحقائب التراثية تقول نورا مسلم: أفضل أن تحتفظ المرأة بالحقائب اليدوية التراثية في خزانة مخصصة بحيث توضع كل حقيبة في كيس من القماش الناعم، حتى تظل الاكسسوارات بحالة جيدة ولا تترك الحقيبة عرضة للعوامل الجوية مثل الأتربة التي قد تؤثر على ألوان الخامات.
عدد اليوم
