الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راشد القمزي يخرج من عباءة الوظيفة من أجل رعاية الحيوانات

راشد القمزي يخرج من عباءة الوظيفة من أجل رعاية الحيوانات
3 يوليو 2012
نبه المواطن راشد القمزي مشرف تجميع الحيوانات بحديقة الحيوانات في العين، إلى أهمية اعتراف الإنسان بأخطائه قبل نجاحاته سواء على صعيد الدراسة أو صعيد العمل، ليعطي كل من يقرأ قصته دروساً وعبراً في أهمية أن يكتشف المرء ذاته وأين يمكن أن يبدع ويتميز. وراشد على القمزي لم يتجاوز عمره 32 سنة لديه عشق وشغف للعمل في مجال الحيوانات قاده إلى أن يصبح مشرف تجميع في حديقة الحيوانات بالعين، بعد أن اختار دراسة إدارة الأعمال في الولايات المتحدة الأميركية، لكنه لم يكملها، وعمل في وظائف حكومية لكنه لم يجد نفسه، فخرج من عباءة الوظيفة ليتخصص في مجال رعاية الحيوانات، الذي تعلم خلاله الكثير من دروس الحياة، وأهمها فنون الصبر. غدير عبد المجيد (العين)- قال راشد القمزي، بعد أن انتهيت من الثانوية العامة اتجهت إلى إكمال دراستي الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية وذلك بعد أن تم ابتعاثي مع مجموعة من الشباب المواطنين لنكمل دراستنا، واخترت دراسة إدارة الأعمال ليس لأنني أرغب بها أو ميولي تتجه نحوها بل لأنني لم أكن أعرف ماذا أدرس ووجدت معظم زملائي يختارون هذا التخصص لأنهم يعتقدون أنه سهل، فجاريتهم وبعد أن أنهينا سنتين من دراسة اللغة بدأنا بدراسة التخصص وبانتهاء الفصل الدراسي الأول عدت إلى الدولة عقب أحداث 11 سبتمبر، وبعد عودتي سجلت في جامعة عجمان نفس التخصص لأستفيد باحتساب الفصل الذي درسته لكنني لم أرتح بالدراسة، وقررت تأجيلها فترة واتجهت إلى العمل. ويتابع القمزي، أول مهنة عملت بها تطلبت وجودي في بريطانيا، وهناك استثمرت وجودي للعمل لأكمل دراستي الجامعية ثانية في إحدى الجامعات البريطانية، وسجلت إدارة أعمال أيضا ولم أوفق فيها وأعترف بأنني بقيت 10 سنوات أحاول دراسة إدارة الأعمال وأصر عليها دون أن أتكيف مع الدراسة، لدرجة أنني وصلت إلى مرحلة الشعور بالفشل والإحباط، ولأن الفترة التي عملت في بريطانيا طويلة نوعا ما إذ استمرت لغاية 7 سنوات، كنت أواظب خلالها على زيارة حدائق الحيوانات والمزارع ومراكز إنقاذ الحيوانات وفي أوقات فراغي من العمل والعطل، وكنت أتطوع لمساعدة الموظفين هناك على رعاية الحيوانات وذلك بسبب حبي الشديد لها الذي بدأ منذ الصغر وازداد يوما بعد يوم. تربية الأسماك والمرجان وأشار القمزي إلى أنه في تلك الآونة كان يربي الأسماك والمرجان في منزله في بريطانيا ويستعين بالكتب لمعرفة كيفية تربية بعض أنواع المرجان التي يصعب النجاح في تربيتها، وكان يجتمع مع أصدقائه من جنسيات مختلفة في محل لبيع المرجان ليتحدثوا عن خبراتهم في تربية المرجان ويستفيدوا من بعضهم البعض، وفي أحد الأيام وصلت يد راشد القمزي إلى كتاب أحياء فأخذ يقرؤه ويقع في غرامه ومن شدة ما شده قرر أن يدرس الأحياء في الجامعة. وأوضح أن كتاب الأحياء هذا قلب حياته «رأسا على عقب» فبسببه قرر أن يعود إلى بلده ويدرس في جامعة الإمارات تخصص الأحياء وراسل الجامعة فرحبت به ووضع هدفاً آخر في نفسه قبل قدومه وهو أن يترك وضيفته ويعمل في الوقت نفسه في حديقة الحيوانات بالعين، وخاطبت جهة عمله لتتم عملية نقله للعمل في الإمارات وبعدما تم ذلك وعتد فإذا به يتفاجأ بأنه لا يمكنه دراسة هذا التخصص لأنه في الأساس أنهى ثانوية عامة فرع أدبي وأن عليه أن يعيد الثانوية العامة ويدرس الفرع العلمي، فكان ذلك بمثابة صدمة لي، فأجل الدراسة مرة أخرى، وبقي موظفاً في جهة عمله لمدة 3 أشهر، وتم تعيينه بعدها في حديقة الحيوانات بالعين. ومشوار راشد القمزي مع حديقة الحيوانات بالعين بدأ منذ عام 2009 وفي ذاك الوقت كان واحدا من الشباب المواطنين القلائل الذين يعملون في هذه الحديقة، ومنذ اللحظة الأولى التي عين فيها لديهم وأجرى مقابلات مع الإدارات المختلفة كان يصر على طلب وظيفة يكون فيها قريبا من الحيوانات، ونظرا لعدم توافر الشاغر تم تعيينه بحسب تعبيره في قسم المرافق والصيانة، حيث بدأ يتدرب على أعمال تركيب وصيانة أقفاص الحيوانات، وبمضي 6 أشهرأصر إلى الانتقال إلى قسم آخر يحقق هدفه، فتم نقله إلى مركز استلام و تحضير الأغذية ليعمل بوظيفة مراقب أغذية، ويصف تلك المرحلة بأنها في غاية الأهمية لديه ويعلل، لقد أتيت إلى مركز استلام وتحضير الأغذية ونظمت العمل فيه بل أسسته من جديد، وأصبحت بفضله أعرف أنواع الحيوانات الموجودة في الحديقة، والتغذية المناسبة لكل نوع، وكيفية تحضير الطعام لها عبر إشرافي على عملية تحضيرها وتسليمها لملاحظي الحيوانات المسؤولين عن إطعامها، وكنت أشرف على قسم إنتاج الحيوانات الحية التي تتغذى عليها الحيوانات الأخرى مثل الأرانب والفئران والديدان. ذكرى البدايات وبين راشد أنه بعد مرور عام ونصف من عمله في مركز استلام وتحضير الأغذية توفر الشاغر الذي يبحث عنه والمتعلق برعاية الحيوانات، وقبل أن ينتقل إلى وظيفته الجديدة كمشرف تجميع الحيوانات في قسم تجميع الحيوانات كان لا بد من إخضاعه لبرامج تدريبية في كيفية رعاية الحيوانات، حيث بدأت عملية تدريبه على يد زملائه أصحاب الخبرات السابقة على العمل مع الحيوانات، واشتملت هذه البرامج التدريبية وفق القمزي على تعليمه كيف يطعم الحيوانات وينظفها ويرعاها ويجري لها الإسعافات الأولية قبل وصول الطبيب البيطري في حال احتاجت إلى ذلك، وغيرها من الأعمال التي يقوم بها ملاحظي الحيوانات في أقفاص الحيوانات والذين يعتبرون الأقرب إلى الحيوانات بحكم رعايتهم اليومية لها، وبعد مرور عامين على عملية التدريب أصبح راشد جاهزا للعمل بوظيفة مشرف تجميع الحيوانات. وعن طبيعة المهام التي يقوم بها كمشرف تجميع الحيوانات، قال القمزي، الانتقال من ملاحظ حيوانات إلى مشرف تجميع الحيوانات يعني أن علاقتي أصبحت أكبر مع الملاحظين من علاقتي مع الحيوانات نفسها بوصفي مديرا عليهم أو مرجعا وموجها لهم، حيث أقسم العمل بين فريق الملاحظين والذين يبلغ عددهم 25 ملاحظا مقسمين على أقسام الحيوانات الثلاثة وهي الثدييات والزواحف والطيور، وأتأكد عبر جولاتي الميدانية اليومية عليهم من أنهم يقومون بالمستوى المطلوب من الرعاية الخاصة بالحيوانات، وأتفقد الحيوانات أيضا عبر النظر إليها من خلف الأقفاص وأحيانا أدخل إليها وأطعمها لأكسب ودها وصداقتها، مما يسهل علي مساعدة الملاحظين إذا ما احتاجوا إلي في حالات طارئة مثل شجار الحيوانات مع بعضها وحاجتهم إلى مساعدتي في إبعادها عن بعضها ، وغيرها من المواقف التي تحصل داخل القفص ويحتاج الملاحظ إلى مشورتي فيها، وأركز على أهمية الاستماع للملاحظ وضرورة أن أشجعه على اتخاذ القرار بشأن الحيوانات في حالة غيابي أو انشغالي باجتماع أو دورة تدريبية للموظفين الجدد، حيث أقوم بعمل دورات للموظفين الجدد العاملين في مجال رعاية الحيوانات وسينظمون إلى قسم تجميع الحيوانات ، كما أتولى مسؤولية تحديد ميزانية القسم ورفعها للإدارة . ويبتسم راشد لدى سؤاله عن السمات التي اكتسبها من خلال عمله ويقول، قد يستغرب البعض من أن عملي في مجال رعاية الحيوانات طور حواسي وقواها حيث قويت لدي قوة الملاحظة وسرعة البديهة، وحاسة الشم، وأصبحت أكثر صبرا فالتعامل مع الحيوانات يجبرك على الصبر عليها حتى تتجاوب معك وتستجيب لأوامرك، وكذلك أصبحت أكثر إدراكا ومعرفة لأهمية الحيوانات في حياتنا وحكمة الله عز وجل في خلقها وأيقنت بأنها جزء لا يتجزأ من دورة الحياة. جولات تفقدية ويحدد راشد صعوبات العمل في أنها تكمن في حرارة الجو الذي يؤثر على الحيوانات والملاحظين وعليه شخصيا أثناء جولاته التفقدية التي تبدأ منذ السابعة صباحا ولغاية الحادية عشرة ظهرا، بالإضافة إلى طول مدة الدوام اليومي في أغلب الأوقات، حيث يبدأ من السابعة صباحا وينتهي في السادسة مساء، وصعوبة إيصال المعلومة لبعض الملاحظين بسبب اختلاف اللغة . ولفت القمزي إلى أمر في غاية الأهمية يكمن في نظرة البعض للعاملين في مجال رعاية الحيوانات حيث لا ينظرون إليهم بإيجابية ويستخفون بالدور الذي يقومون فيه ويرجح السبب هو عدم احترامهم للحيوانات واستيعاب أهميتها في الحياة وضرورة المحافظة عليها، وينصح غير بالعمل في هذا المجال لأنه مجال ممتع جدا وواسع ويمكن لأي انسان أن يطور نفسه فيه. أحلام الدراسة ظل حلم الدراسة يراود راشد القمزي، لكن هذه المرة ليس من أجل الحصول على الشهادة بقدر ما هو الحصول على المعرفة نفسها، حيث يدرس القمزي بالانتساب عبر الانترنت في جامعتين أحدهما في استراليا والأخرى في بريطانيا تخصصين مختلفين الأول سلوك الحيوان والثاني مبادئ علم حدائق الحيوان وسيحصل قريبا على دبلوم في كل منها، ويتمنى أن يصل إلى درجة خبير في رعاية الحيوانات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©