الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راحوا الطيبين-1

22 يوليو 2014 02:27
هل يتذكر أحد خبر «فيسبوك» شراء «واتس أب» بمبلغ خيالي وصل إلى 19 مليار دولار، وهو التطبيق شبه المجاني الذي لم يكن يؤمِّن مدخولا مجديا من إعلانات، أو اشتراكات. «واتس أب» بمشتركيه الـ450 مليون شخص، قد لا يبدون كثرا أمام مليار ونصف المليار على «فيسبوك»، لكن هذا التطبيق الذي لم يطمح، في البدء، إلا أن يكون بديلا أو موازيا للرسائل التليفونية القصيرة، يرتفع عدد مشتركيه (زبائنه) مليون شخص يوميا، وهو ما لا تحلم به أضخم مؤسسة تقليدية في العالم. فشركة مثل «أبل» تنام على صندوق مالي يحوي 145 مليار دولار، وبمقدورها أن تنافس ميزانيات دول، وأن تشتري مجموعة شركات تصنع سيارات وطائرات، على سبيل المثال. المنافسة طاحنة بين شركات مثل «سامسونج «و «أبل» أو «جوجل» و»ياهو» وغيرها، والسبب ما شاهده العالم من أحداث وقعت لشركات عملاقة مثل «نوكيا» التي اكتسحت العالم بميزة إضافية على هواتفها النقالة، فأصبحت من كبرى الشركات في العالم، وبلمحة بصر اختفت هذه الشركة العملاقة بتاريخها الكبير نتيجة ترددها في الدخول إلى مجال جديد لتضيفه على «موبايلاتها» فأصبحت الفرصة متاحة أمام «أبل وسامسونج» وأصبحنا خلال عدة سنوات فقط نقول على شركة «نوكيا» ومنتجاتها «راحوا الطيبين»، وبيعت الشركة ذات الاسم العريق بسعر 7 مليارات دولار وهو أقل من نصف ما دفع في «واتس أب» والذي لم يكن يبلغ عمره أكثر من ست سنوات في ذلك الوقت. بالإضافة إلى أن قيمته اليوم أصبحت أكبر من شركة «رينو» الفرنسية لصناعة السيارات، التي يكدح عمالها منذ قرن من الزمان، ومع ذلك فهي لا تساوي أكثر من 12 مليار دولار. مارك زوكربيرج مؤسس «فيسبوك» الذي اشترى «إنستجرام» بمليار دولار منذ عامين صار على استعداد ليدفع أضعافا مضاعفة من أجل أن يمتلك مزيدا من الأذرع الأخطبوطية التي تطبق علينا بمحبة من تليفوناتنا الذكية. ما قيل حول هروب الشباب من «فيسبوك» تستدركه الصفقة لتعيد المتسربين الصغار إلى حظيرة الشبكة الاجتماعية الأكثر نشاطا على الإطلاق، ومن اجل عدم تكرار أخطاء شركات عملاقة كانت ملء السمع والبصر قبل وقت قريب مثل «نوكيا وياهو». . فمدينة مثل ديترويت والتي كانت عاصمة صناعة السيارات في العالم أعلنت إفلاسها وانتقل منها سكانها وشركاتها ونقول عليها اليوم «راحوا الطيبين» لأن المدينة لم تدرك أن التحدي لم يعد يكمن في صناعة سيارات، وإنما تطوير هذه السيارات ولكن ليس من منظور السرعة (فرادار المرور) ينتظرك، ولكن التوجه هو الوصول إلى سيارات ذكية مثل الهواتف الذكية، وقس على ذلك أمور كثيرة ذكية مثل المستقبل للمباني الذكية والملابس الذكية والأدوية الذكية والأطعمة الذكية وأيضا. . الدول الذكية وإلا سوف تندثر وتنتهي ونقول عليها «راحوا الطيبين»، وللحديث صلة الأسبوع المقبل. خليفة الرميثي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©