اندلعت معارك عنيفة أمس بين الجيش الباكستاني المدعوم بمروحيات قتالية ومقاتلي حركة طالبان في وزيرستان الشمالية معقل المتطرفين المتمردين على الدولة في شمال غرب باكستان. فيما قتل سبعة عشر شخصا باشتباكات عرقية في مدينة كراتشي جنوبي البلاد.
ووقعت المعارك في وسط ميرانشاه، كبرى مدن هذه المنطقة القبلية، بعدما فتح عناصر طالبان النار على نقاط تفتيش تابعة للجيش الذي قام بالرد. والاشتباكات كانت لا تزال جارية بعد ظهر أمس. لكن لا شيء يشير في هذه المرحلة إلى أن هذا هو الهجوم العسكري الذي تطالب به الولايات المتحدة منذ فترة طويلة في معقل شبكة القاعدة هذا والقاعدة الخلفية لحركة طالبان الأفغانية.
وتكرر إسلام آباد التأكيد أن مثل تلك العملية ستبدأ حين يرى الجيش أنها أصبحت ضرورية. وهذه المعارك نادرا ما تحصل في وزيرستان الشمالية، خصوصا في وسط ميرانشاه التي تأوي أكثر من 50 ألف نسمة. والجيش متواجد في تلك المنطقة لكن فقط في مراكزه وعند نقاط التفتيش بحسب السكان.
والمدينة بغالبيتها تعتبر بين أيدي حركة طالبان وحلفائها من مقاتلي القاعدة الأجانب الذين قدموا بشكل خاص من دول عربية ومن آسيا الوسطى.
وقال سكان في اتصالات هاتفية إن الاشتباكات اندلعت مباشرة بعد بدء الجيش مستخدما المتفجرات، بتدمير مستشفى خاص صغير تستخدمه حركة طالبان ومسلحون آخرون غداة اعتداء بالقنبلة أدى إلى مقتل ثلاثة جنود في ميرانشاه وإصابة 15 بجروح.
وقال مراسل وكالة فرانس برس عبر الهاتف إن تبادلا كثيفا لإطلاق النار يجري بين طالبان والعسكريين على نقاط التفتيش فيما يستخدم المسلحون أسلحة خفيفة وقاذفات صواريخ ويرد عناصر الجيش بالمدفعية. وقال أحد الشهود رفض الكشف عن اسمه عبر الهاتف إن مروحيتين قتاليتين فتحتا النار على مدرسة عامة تمركز فيها المسلحون لمهاجمة إحدى نقاط التفتيش. وأغلقت السوق الرئيسية في ميرانشاه وغرقت المدينة في الظلام بعدما استهدف مسلحو طالبان محولا كهربائيا.
وكانت قنبلة فجرت عن بعد الثلاثاء قرب المستشفى نفسه وأسفرت عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 15 آخرين. وقال أحد السكان إن متمردين هاجموا العسكريين الذين كانوا يدمرون المستشفى وهم يرددون “الله أكبر”. ووزيرستان الشمالية تعتبر المعقل الرئيسي في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان، لحركة طالبان الباكستانية التي أعلنت ولاءها عام 2007 لشبكة القاعدة وتخوض منذ ذلك الحين حملة اعتداءات دامية في كل أنحاء البلاد.
عدد اليوم
