الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كبار السن: حريصون على غرس قيم الانتماء للوطن في نفوس الأبناء

كبار السن: حريصون على غرس قيم الانتماء للوطن في نفوس الأبناء
5 يوليو 2013 00:25
هناء الحمادي (أبوظبي) - الانتماء للوطن شريان حياة، يمنح الإنسان إحساسا بالأمن والاستقرار، بما يتيح له تحقيق آماله وطموحاته في الحياة. وأكثر من يعرف ذلك، في أي مجتمع هم كبار السن، من الرجال والنساء الذين استظلوا بشجرة الوطن الوارفة على مدى عقود، شهدوا خلالها تحولات كثيرة، لم تزدهم إلا حبا وانتماء للأرض التي نشأوا فيها. وهؤلاء تحديدا، هم أيضا أكثر من يعرف أهمية الحفاظ على جمع الشمل والالتفاف حول ولاة الأمر من أجل أمن واستقرار الوطن. غرس القيم والفضائل يرى الباحث الإماراتي عبيد بن صندل أن الولاء لا يستقر في العقول والقلوب من كلام يكتب في الكتب، وإنما هو ثمرة توجيه النشء وتعليمهم من الصغر حب الوطن والأهل وزرع الأمل في النفوس نحو المستقبل باعتبار أن الوطن هو من سيحقق لهم طموحاتهم ويوفر لهم الاستقرار والأمان. ويضيف ابن صندل “الولاء يتأتى أيضا من معايشة التلاميذ للواقع والتفاعل معه وتدريبهم بطرق وأساليب فاعلة للمحافظة على الأملاك الخاصة والعامة واحترام نظم وقوانين البلاد بكل محبة وإخلاص”. وفي السياق ذاته يشير ابن صندل إلى أهمية دور الأسرة في زرع الانتماء الأصيل لدى الطفل منذ صغره، ويتم ذلك بغرس القيم والفضائل الأخلاقية للحفاظ على الوطن والدفاع عنه والتعاون التام مع الجميع لدفع عجلة الإنتاج والإنجازات التي من شأنها أن ترفع راية الوطن خفاقة عالية بين رايات الدول المتقدمة والراقية. ويتفق في الرأي سلطان بن غافان، الذي يؤكد أن “الانتساب إلى الوطن هو نعمة وبركة والبر بكلتيهما واجب ضروري، ولتعزيز قيمة الولاء والانتماء لابد من تنمية الشعور باتجاه حب الوطن عند الإنسان من خلال تربية تلك الأجيال على استشعار ما للوطن من أفضالٍ سابقةٍ ولاحقة عليه منذ نعومة أظفاره”. ويضيف “لابد من تربية النشء على رد الجميل، ومجازاة الإحسان بالإحسان لاسيما أن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحث على ذلك ، والحرص على مد جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن في أي مكانٍ منه لإيجاد جو من التآلف والتآخي والتآزر بين أعضائه الذين يمثلون في مجموعهم جسداً واحداً مُتماسكاً في مواجهة الظروف المختلفة”. ويشدد ابن غافان على ضرورة تدريب الجميع على التعبير عن الانتماء الإيجابي للوطن، من خلال مختلف المؤسسات التربوية في المجتمع كالبيت ، والمدرسة، والمسجد، والنادي، ومكان العمل، وعبر وسائل الإعلام المختلفة مقروءة أو مسموعة أو مرئية، إضافة إلى تربية أبناء الوطن على تقدير خيرات الوطن ومعطياته والمحافظة على مرافقه ومُكتسباته التي من حق الجميع أن ينعُم بها وأن يتمتع بحظه منها كاملاً غير منقوص. وفي الوقت ذاته “يجب التصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن، وذلك بالعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل والإمكانات الممكنة والمُتاحة، والدفاع عن الوطن عند الحاجة إلى ذلك بالقول أو العمل”، حسبما قال ابن غافان. الانتماء الوطني ومعروف بالطبع أن الانتماء شعور إنساني تكتمل به شخصية الإنسان، وتختلف أساليب وطرق التعبير عنه. والانتماء إلى أسرة واحدة لا يمنع من حدوث اختلاف في وجهات النظر أو حتى مع رموز السلطة فيها، وهذا الخلاف أو الاختلاف لا يعني عدم الانتماء لتلك الأسرة.. والأمر نفسه ينطبق على الأوطان. في هذا السياق يشدد الستيني راشد أحمد المطروشي على أن “الانتماء الوطني يحتاج إلى عمل مستمر وجهد لا يتوقف، من المؤسسات الثلاث المسؤولة عن تركيبة العقل والوجدان وهي التعليم، والثقافة، والإعلام، ومن خلال الدوائر التي تحيط بالفرد، الأسرة، والأصدقاء، والأصحاب والزملاء والمعارف، ثم المجتمع والدولة”. ويضيف المطروشي “لتحقيق ذلك يجب أن يتشارك الجميع الرؤية والأهداف والوسائل والطرق، حتى يتزايد الانتماء باعتباره جزءا من منظومة الأخلاق المتكاملة، التي يجب أن يتشربها الطفل من صغره، ويجب أن يحرص عليها الآباء حرصهم على بقية المكارم والأخلاق”. وتتفق في الرأي أمينة ماجد (تربوية متقاعدة)، حيث تقول إن الولاء للوطن، يتجلى في السلوك الذي يترجم مشاعر الاعتزاز بالانتماء، ويصل إلى حد القبول بمقومات التضحية في سبيل حماية استقرار الوطن وكرامته وسيادته، لذلك فإنها تعتبر “الولاء له أولوية في علاقة المواطن بوطنه، إذ يجعله أكثر قربا منه، مما يحافظ على التماسك الوطني ويدعم التآزُر بين المواطنين”. وتضيف “لتعزيز وترسيخ تلك القيم لابد أن يحرص أبناء المجتمع على الحوار بين أفراده وإبراز ثقافة أدب الحوار وأدب ثقافة الخلاف وجعل مصلحة الوطن بارزة أمام الجميع، فالحوار يستهدف صالح الوطن وليس لتحقيق تفوق شخصي أمام الآخرين”. وأعربت أمينة عن أملها في أن يعمل الجميع بإخلاص، صغارا وكبارا، على إبراز قيمة الوحدة الوطنية وجعلها هدفًا يعمل الجميع على تحقيقه والمحافظة عليه، واضعا في اعتباره أن قيمة التسامح تمثل أيضا جزءا مهما من قيم الانتماء الوطني، لأن من يعيش على أرض الوطن له الحق في المشاركة في بناء حضارته والمساهمة في التفاعل مع مجتمعه”. وطني هويتي وتلفت فاطمة عبدالله الظاهري (ربة منزل) إلى أن القضاء الإماراتي أثبت نجاحه في قضية التنظيم السري، كما أن تنفيذ الأحكام القضائية أثبت مصداقية ذلك، مؤكدة ضرورة أن يعي الكل أن القانون فوق الجميع، والكل سواسية أمامه وأن الدولة تولي جل اهتمامها للحفاظ على سيادة القانون وضمان العدالة في إطار من الحيادية والنزاهة التي يتمتع بها قضاؤنا الشامخ. وبمشاعر ولاء فياضة تكنها للوطن، تقول الظاهري “وطني هويتي وعنوان كبريائي، وطني إحساس بالأمان والاستقرار، وحبي لوطني فطرة مزروعة في مع نشأتي على أرضه وترعرعي بين أنحائه فهو في عيون أبنائه حبيب وعزيز وغالٍ، ويكون الانتماء للوطن بالإسهام الفعال والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته والمشاركة في بنائه ونهضته والمحافظة على ممتلكاته وأمنه واستقراره، والولاء للوطن واجب كل مواطن تجاه وطنه، كما أن الولاء هو التضحية من أجله، والدفاع عنه والعمل على نهضته وتقديم العطاء له سخيا من دون مردود”. من جانبها تقول السيدة عائشة خميس (ربة بيت) إن الولاء هو القيمة العليا السائدة التي ينبغي أن تكون راسخة في وِجدان الناس، ولا يتم ذلك إلا من خلال غرس حبّ الوطن في نفوس الناشئة والشباب، ليزدادوا اعتزازًا به مع العمل من أجل تقدُّمه وإعلاء شأنه، وغرس حب العمل أيا كان نوعه، ما لم يكن منافيا للدين في نفوس الناشئة والشباب. وتضيف “لابد من تعريف الناشئة والشباب بمؤسسات بلدهم وتنظيماته الحضارية، وأن هذه لم تأت محض مصادفة، بل ثمرة عمل دؤوب وكفاح مرير، ولن يتم ذلك إلا من خلال غرس حب النظام واحترام القانون في نفوس الناشئة والشباب، باعتبارهما من مظاهر التمدن والرقي، بالإضافة إلى غرس قيم الانتماء والمشاركة والمواطنة والعمل والإنتاج والإنجاز. وهذا يعني بذل الجهود من أجل رُقي الوطن، في جو من التضامن والعمل المخلص”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©