بين هدف الأرجنتين في الدقيقة 49 وهدف التعادل لألمانيا في الدقيقة 80 عاشت الجماهير الألمانية أصعب وأطول 31 دقيقة منذ بداية البطولة لأن حلم الفوز باللقب كان في طريقه ليتبخر في سماء برلين · فالجماهير التي ملأت الشوارع والملاعب بالبهجة والسعادة والاحتفالات كل الوقت ، أصيبت بعطل مفاجئ في محركات الماكينة الألمانية ، وكادت أن تصاب بعطل إنساني من تأثير صدمة غير متوقعة بالخروج من المونديال ·
فالجماهير الألمانية كان لديها استعداد أن تتقبل اى شيء في بداية البطولة لأن ثقتها في الفريق معدومة ، ولكن بعد أن دارت عجلة البطولة تغيرت قناعتها وزدات ثقتها في الفريق ولم يكن لديها استعداد على الإطلاق أن تتقبل الخروج من البطولة ·
وارتسمت على الوجوه ملامح أخرى تختلف عن تلك التي شاهدناها في بداية المبارة تجمع ما بين الصمت والدهشة والذهول داخل الاستاد وخارجه وامتزجت الألوان الحمراء والسوداء والصفراء مع الدموع على الوجوه لتلعن حالة الخطر، يهتفون باسم بلادهم : ''دويتشلاند·· دويتشلاند'' ولكنهم في نفس الوقت بداخلهم براكين من الخوف والقلق ، وأصعب شيء في مثل هذه البطولات خروج الفريق صاحب الأرض لأن الصدمة تكون مباشرة ومؤلمة أكثر من أي فريق آخر·
سيناريوهات كثيرة كانت تدور وراء الوجوه حتى جاء هدف كلوزه لينهي تلك المعاناة ويعيد الأمل والفرحة للشعب الألماني ، لتنتهي دراما يوم الجمعة بمشهد أكثر روعة والملايين في الشوارع تبكي وترقص من فرط سعادتها، وتنازلت المستشارة أنجيلا ميركل عن البرتوكول وتعانقت بحرارة مع فرانز بكينباور رئيس اللجنة المنظمة·
وبدأت الجماهير تفكر في اللقب ، ولما لا فالفريق الذي يهزم السويد ثم الأرجنتين لابد ان يحلم باللقب ولذلك لم تبالغ صحيفة ''لوينشيدر ناشيرتين'' في ان تضع عنوانا في صدر صفحتها الأولى يقول: ''الآن نريد النهائي'' بينما تساءلت صحيفة راينش بوست: ''ماذا عن بطولة العالم؟''، أما صحيفة ''بيلد'' فكان عنوانها من كلمة واحدة : ''مدهش''·
عدد اليوم
