الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخاب ترامب.. مثار جدل في أستراليا

14 ديسمبر 2016 23:13
أثار انتخاب دونالد ترامب جدلاً غير مريح في واحدة من أهم الدول الحليفة لأميركا، وهي أستراليا، حول مستقبل تحالفها مع الولايات المتحدة، والذي كان الأساس لأمنها القومي منذ عام 1941. ويتساءل خبراء السياسة الخارجية والمعلقون السياسيون وحزب العمل المعارض ما إذا كان عدم الاكتراث الواضح من جانب الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن التحالفات الخارجية – حيث شكك في قيمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال حملته - يعني أن استراليا يتعين عليها تبني سياسة خارجية أكثر استقلالية. ومن شأن هذه الخطوة أن تكون تحولاً زلزالياً بالنسبة لهذه الدولة التي تضم 25 مليون نسمة، والتي اعتمدت على الولايات المتحدة في الأمور التي تتعلق بأمنها منذ أن هدد اليابانيون بالغزو خلال الحرب العالمية الثانية. وبعد فوز ترامب، اقترح رئيس الوزراء السابق «بول كيتينج» أن تقوم أستراليا «بالانفصال» عن الولايات المتحدة وتشكيل روابط عسكرية أقوى مع رابطة دول جنوب شرق آسيا، المعروفة اختصاراً باسم «آسيان» التي أسستها إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند في عام 1967. ومن غير المرجح إنهاء التحالف العسكري الرسمي. وقال رئيس الوزراء «مالكولم تيرنبول» في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر (إن أستراليا هي المؤيد الأكثر نفوذاً للولايات المتحدة، وألا ينبغي خفض مستوى العلاقات، والحقيقة هي أن الولايات المتحدة تظل أهم حليف استراتيجي ودفاعي لنا). بيد أن مجرد وجود جدل يوضح كيف أن فوز ترامب قد أثار مخاوف حول شخصيته وفهمه للشؤون العالمية والتزامه بالتحالفات العسكرية والدبلوماسية طويلة الأمد. ومن جانبه، كتب المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب العمل «بيني وونج» في صحيفة «سيدني مورنينج هيرالد» الشهر الماضي «يجب ألا نكون ساذجين في هذه الفترة من عدم اليقين». وأضاف «لقد عبر خطاب ترامب خلال الحملة عن آراء تتناقض مع ما يُعد القيم الأساسية لمعظم الأستراليين. إننا بحاجة إلى التفكير في مجموعة أوسع من السيناريوهات أكثر مما كنا نفكر فيها من قبل». باعتبارها اقتصاد متوسط الحجم يعتمد على الوصول إلى الأسواق الأجنبية لبيع خام الحديد والفحم الغاز ولحوم الأبقار والقمح وغير ذلك من السلع الأساسية، يجب أن تكون استراليا قد استفادت من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، وهي اتفاقية تجارية إقليمية قال ترامب إنه لن يوقعها. وعلى الجانب الآخر، تراقب الصين، التي تعد أكبر شريك تجاري لأستراليا، الموقف عن كثب. فهي ستحب أن ترى أستراليا، وهي تخفف من ولائها للأميركيين. أما المؤيدون المحليون لإقامة علاقة أوثق مع الصين، فهم يؤججون هذه المناقشة. ومن بين هؤلاء وزير الخارجية السابق «بوب كار» الذي يرأس معهد العلاقات الأسترالية – الصينية في جامعة التكنولوجيا في العاصمة سيدني. ومن جانبها، تدفع بكين من أجل إبرام اتفاق تجارة منافس. «للمرة الأولى، هناك هوة كبيرة بين القيم الأسترالية وتلك التي تحملها الإدارة الأميركية – مثل تخلي ترامب عن التجارة الحرة لصالح الحمائية، وإهماله لتأييد القيام بتحرك دولي بشأن التغير المناخي، وإصراره على أن أميركا أولا بدلا من التحالفات والتعددية»، بحسب ما ذكر «كار» في مقابلة. واستطرد قائلا «إن المسألة تتعلق بأن نكون أكثر حصافة وواقعية وأقل رومانسية ومثالية بشأن صلاتنا بالولايات المتحدة». هذه الحالة من عدم اليقين حيال العلاقة مع الرئيس الأميركي المنتخب تأكدت عندما تواصل «تيرنبول» مع ترامب بعد أيام قليلة من إجراء الانتخابات من خلال الحصول على رقم هاتفه الخلوي من «جريج نورمان»، لاعب جولف استرالي محترف يعيش في فلوريدا. ومن الطبيعي أن يقوم المسؤولون الدبلوماسيون بالإعداد لمثل هذه المكالمات. وفي مقابل وعد بالحماية العسكرية، كانت أستراليا ملتزمة وملائمة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ عقود. فقد ألزمت القوات العسكرية بغزو العراق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، ولا تزال لديها مدربين للجيش في أفغانستان. وعلاوة على ذلك، فقد كانت مساهما مبكرا ومتحمسا لحملة القصف الحالية التي تشنها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا. ويميل دبلوماسيون أستراليون لمتابعة موقف الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط. ففي عام 2014، كانت الدولتان هما العضوان الوحيدان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اللذان عارضا مطلبا بأن تنهي اسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية في غضون عامين. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©