السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هدوء حذر بالخرطوم في اليوم الـ17 للاحتجاجات

2 يوليو 2012
سناء شاهين (الخرطوم ، وكالات) - ساد العاصمة السودانية هدوء نسبي حذر، أمس، مع دخول موجة التظاهرات أسبوعها الثالث على التوالي، فيما دخل عمر النظام عامه الرابع والعشرين أمس تحت حكم المشير عمر البشير الذي قاد انقلابا على نظام ديمقراطي منتخب في الثلاثين من يونيو عام 1989. وفيما لوحظ غياب الاحتفالات الرسمية السنوية المعتادة بذكرى “ثورة الإنقاذ الوطني”، كما وصف البشير انقلابه في أول خطاب له، انشغل سكان الخرطوم بمتابعة افتتاح مجمع ترفيهي وتجاري وسط العاصمة. وخلت الشوارع من المتظاهرين على الرغم من تواصل حالة التذمر والاحتجاج الشعبي من غلاء أسعار السلع، والتي برزت بشكل واضح في الأسواق والمحال التجارية. وعلى الرغم من الهدوء الذي ساد نواحي واسعة في العاصمة المثلثة “الخرطوم وأمدرمان وبحري” إلا أن قوات الشرطة كانت لا تزال حاضرة بكثافة في الشوارع العامة، وعلى جنبات الشوارع، وبالقرب من محطات توزيع الوقود، حيث تشاهد سيارات الشرطة المفتوحة وبداخلها العشرات من أصحاب البزات الزرقاء يراقبون الشارع عن كثب، ويتدخلون أحياناً في تنظيم حركة المرور للسيارات. وشجع هدوء الأحوال أفراد الشرطة بمناطق عدة للترجل عن سياراتهم والجلوس لتناول الشاي في عرض الشارع. إلى ذلك ذكرت قناة “سكاي نيوز عربية” الإخبارية في تقرير من الخرطوم أن قوات الأمن السودانية قامت بتفريق تظاهرة لعشرات الطلاب داخل كلية الطب التابعة لجامعة الخرطوم (أكبر وأعرق جامعات البلاد)، حيث تقع مباني الكلية في قلب العاصمة. وذكرت القناة أن مواجهات وقعت بين الشرطة ومتظاهرين في ضاحية أمبده في مدينة أم درمان المتاخمة للعاصمة لخرطوم. ووفقاً للمصدر نفسه وقعت مواجهات في مدينة عطبرة العمالية في شمال البلاد. وقالت القناة إن نحو 130 شخصاً مثلوا أمس أمام القضاء السوداني بعد اعتقالهم من قبل السلطات الأمنية على خلفية التظاهرات التي خرجت خلال الأيام الماضية. وأشارت القناة إلى أن المعتقلين تتم محاكمتهم بتهمة إثارة الشغب والقيام بأعمال تحريضية، كانت جلسات أمس للاستماع فقط والنظر في التهم الموجهة لهم. وكانت مصادر إعلامية أكدت أمس الأول اعتقال نحو ألف شخص خلال تظاهرات يوم الجمعة الماضي، أي ما يوازي عدد المعتقلين طوال الأسبوعين الأولين من الحركة الاحتجاجية التي انطلقت شراراتها بعد رفع الحكومة الدعم عن أسعار المحروقات. وكانت منظمة الدفاع عن الحقوق والحريات ذكرت أن قمع تظاهرات الجمعة أسفر عن مئات الجرحى، موضحة أن من بين المصابين مسنين أغمى عليهم بعد إطلاق الغاز المسيل للدموع، فضلاً عن آخرين أصيبوا بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز والضرب بالهراوات. وقال مسؤول في المنظمة المذكورة، رافضاً كشف هويته: “إن البعض اعتقل ثم أفرج عنه، في حين اقتيد آخرون إلى سجون غير معروفة”. وأضاف المسؤول: “لا يمكنك أن تعلم أين هم موجودون، ولا يحق لك حتى أن تسأل”. ومن بين المعتقلين، الصحفي السوداني المتعاقد مع وكالة “فرانس برس” طلال سعد، الذي اعتقل في مكاتب الوكالة في الخرطوم عندما كان عائداً بصور التقطها لإحدى التظاهرات. وكان المتظاهرون يوم الجمعة أحرقوا إطارات مطاطية ورشقوا عناصر الشرطة بالحجارة، الأمر الذي يتكرر منذ أسبوعين في العديد من أحياء العاصمة السودانية ومدن أخرى. أما أمس الأحد، فقد استحوذ حدث افتتاح “مجمع أبراج واحة الخرطوم التجارية” أمس على اهتمام الشباب باعتباره أحد أفخم الواجهات الترفيهية والتجارية في العاصمة، طال انتظار افتتاحه، حيث بدأ العمل فيه منذ ما يزيد على عشر سنوات. ويتميز المجمع ذو الطراز المعماري الحديث بموقعه وسط الخرطوم، ويضم مركزاً تجارياً، ومناطق للترفيه، تعد الأولى من نوعها بالسودان. وشغل المجمع التجاري الذي افتتحه الرئيس السوداني عمر البشير اهتمام الشارع السوداني، وشكل الحدث الأبرز أمس بالخرطوم، خاصة بعد إعلان والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر تخصيص عوائد أسهم الولاية في المجمع، والبالغ 20% لصالح الفقراء. وفي الأسواق العامة والمحال التجارية كان الوضع مختلفاً، حيث يلفت انتباهك أصوات الزبائن، وهي تعلو مع الباعة احتجاجاً على الأسعار. وفي السوق الكبير في أمدرمان نفضت سيدة يدها عن قطع المانجو بعد جدال طويل مع بائع فاكهة حول السعر، ثم انصرفت غاضبة بسلتها، وهي خالية تماماً. وفي مكان ليس ببعيد عن محل الفاكهة دخل مشترٍ آخر في شجار مع احد الباعة انتهى بتدخل البعض مطالبين الطرفين بالهدوء والتمسك بحبال الصبر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©