الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أمير الشعراء» تتوج علاء جانب أميراً لدورتها الخامسة في أبوظبي

«أمير الشعراء» تتوج علاء جانب أميراً لدورتها الخامسة في أبوظبي
5 يوليو 2013 00:10
أبوظبي ( الاتحاد) - حقق الشاعر المصري علاء جانب حلمه حين حمل لقب أمير الشعراء وفاز ببردة الشعر وخاتمه، بعد أن كان قد توقع الوصول إلى النهائيات برفقة زميله الشيخ ولد بلّعمش، وتنافسه وإياه على المركزين الأول والثاني، لكنه لم يتحقق من جهة الشاعر الموريتاني الذي حلّ ثالثاً، حيث ذهب المركز الثاني للشاعر اليمني يحيى وهاس. جرى ذلك خلال حلقة ليلة أمس الأول وهي آخر حلقات مسابقة “أمير الشعراء”، وأهمها على الإطلاق، ليس لأنه من خلالها ينتهي الموسم الخامس من هذه المسابقة التي تقام منذ عام 2007 على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي؛ إنما لأن أميراً قد تُوِّج بعد منافسات بين الشعراء الـعشرين، ومن ثم بين الشعراء الستة الذين وقفوا على خشبة المسرح في الأسبوع الماضي، واستمروا حتى حلقة أمس الأول التي قدمها الفنان السوري باسم ياخور الذي تلاعب كثيراً - كجزء من التشويق - بأعصاب الجمهور، والشعراء وهم: علاء جانب من مصر الذي حصل في الحلقة السابقة على أعلى الدرجات ممثلة بـ29 من درجات لجنة التحكيم من أصل 30، والشيخ ولد بلّعمش من موريتانيا الذي حصل على 24 درجة، ومحمد أبو شرارة من السعوية 25 درجة، وهشام الصقري من سلطنة عمان 25 درجة، ويحيى وهاس من اليمن 24 درجة، وأخيراً ليندا إبراهيم من سوريا 23 درجة، وهي التي خرجت ليلة أمس من المسابقة بسبب حصولها على أقل الدرجات بعد إضافة درجات تصويت الجمهور وهي 40 درجة. مفتتح الخاتمة كان حضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ليلة أمس الأول إلى مسرح شاطئ الراحة بهياً، وإلى جانبه محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي؛ عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة؛ رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، بالإضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم الدكتور عبدالملك مرتاض، والدكتور علي بن تميم، والدكتور صلاح فضل الذين كانوا مستعدين لإكمال مهمتهم في إضفاء لمساتهم النقدية على ما يقدمه الشعراء. وكانت قصيدة “رؤى الصيَّاد الأخيرة” النص الشعري الأول الذي استهلت به الأمسية فأتحف الشاعر الشيخ ولد بلَّعمش،الجمهور به، بادئاً بالموضوع الذي كانت قد طلبته اللجنة من المتنافسين الخمسة، وهو التغني بأبوظبي في ثمانية أبيات لا أكثر وعليها ستمنح كل واحد منهم درجاتها من أصل 30 درجة، وقد قال الشاعر في نصه المحبوك فنياً وإبداعياً: أراهُما بجوار البئر ساعِدهُ مُلْقىً على ظبيه المصطاد صائدُه لا ماءَ يا ربُّ من يسقيه؟ لا أحدٌ يأتي وما زالت الدنيا تراوده النقد والقصيدة وأشار الدكتور علي بن تميم إلى أن الشاعر افتتح النص بحكاية الماء والظبي، وهو مفتتح حكاية أبوظبي، وفي النص حافظ الشاعر على أبوظبي والصياد، ووجد أن النص لفتة جميلة، وولد بلَّعمش شاعر متجدد. ومن جهته قال الدكتور مرتاض:” إن الشاعر ألقى ثماني أبيات حسناء، استلهمت من رائعة ابن زريق: لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه”. وأضاف:” إنه كلما تقدمت المسابقة ازدادت شعرية بلَّعمش توهجاً، وفي النص تصوير فني بديع بتمثل الشيخ زايد في توحيد الإمارات، والحلم بالمستقبل العظيم. وقال الدكتور صلاح فضل موجهاً كلامه للشيخ بلَّعمش: “أنت شاعر متمكن باهر وقوي كما أجمع زميلاي، في شعرك حلاوة تغلب عليه نبرة الصدق، وقد آثرت توظيف شيء من السرد، لكن ظل المطلع غائماً، في حين أن السرد له منطقه، إذ لا بد من خضوعك له، وعموماً لديك غنائية جميلة مبدعة”. ومع انتهاء أعضاء لجنة التحكيم من تقييمهم ما قدم الشاعر، سأله ياخور: “ماذا لو لم تفز بلقب الأمير؟ وهو الجزء الثاني من طلب اللجنة في الحلقة الماضية، فقال: “آخر ما قال ابن زريق”: لا تعذليه فإن الكون يسمعه وإن مشى فطيور الحقل تتبعه أيقونة الحب ثاني الشعراء هو الشاعر علاء جانب الذي فائز بلقب الإمارة، والذي ألقى على مسامع الجمهور “أيقونة الحب” فقال: آتٍ على مُهْرَةِ الأحْلَام يَسْبِقُنِي قَلْبِي وَرِيحُ الْهَوى بِالشَّوقِ تَحْدُونِي وذكَّرت قصيدة علاء جانب الدكتور بن تميم بقصيدة الجواهري: يا دجلة الخير يا نبعاً أفـارقـه على الكراهةِ بين الحِينِ والحينِ وأضاف: “حاولت أن تصل “أيقونة الحب” بقصيدة قديمة”، وختم بالقول: ” إن الميادين في البيت تحْكِي الشَّوَارِعُ لِي/ يَا طُولَ مَا سَرَدَتْ/ عنْ صَبْرِ زَايِدَ فِي هَذي المَيَادِينِ) مختلفة عن ميادين مصر”. ومن جهته قال مرتاض: “إن الشاعر حلّق في الفضاء مستعيناً برياح الهوى، ويمم شطر أبوظبي بكل ما لها وما فيها. وأكد فضل أن قطعة الشاعر مفعمة بالشجن والوفاء والصدق، وإيقاعه فاتن، وأخيلته مجنّحة، وهو الذي أخضع القطعة العمودية لنسق حداثي، فأبرز ما في اللغة من إبداع وجمال، أما النبرة الشعبية فما تزال تبسط سيطرتها عليه، وطبع الختام (يَا دَمْعَةً لفِرَاقِ الأهْلِ تَسْكُبُنِي/ هَلْ كُنْتُ نَاقِصَ دَمْعٍ كَي تُبَكِّينِي؟). سبع سنابل أهدى الشاعر السعودي محمد أبو شرارة قصيدته “سبعُ سَنَابِل خُضْر”، إلى روح الشيخ زايد رحمه الله؛ و قال فيها: رتَّبتُ أَسرابَ الحَمَامِ وقطفتُ تفاحَ الكلامِ وأعادت القصيدة الدكتور علي بن تميم إلى قصيدة للمتنبي، كما رأى أن فيها نزعة جواهرية “ نسبة للجواهري” ، والتصوير في النص كان أكثر من الخطابة، حيث تخلص الشاعر من التشاؤم، وذهب إلى الفرح، وفي عبارة “سبع سنابل” اقتباس من القرآن. وقال الدكتور مرتاض للشاعر: “تبركت بالقرآن، فتحولت المفردات إلى قيمة سياسية، وقاربت كلاماً سهلاً، لكنه كان سهلاً ممتنعاً، وكأني أسمع أبو العتاهية، وفي شعرك حب ونقاء، فيما تعددت القيم الجمالية في النص مثل (سبع سنابل) قيمة جمالية، في حين طفحت الشعرية في البيت (لِتَصُبَّ بُنَّ الشَّنفرى/ في دلَّةِ الأنُـفِ الكرامِ). وتوقف فضل عند البيت (ليْ بُحَّةُ الشحرورِ/ مُوسيْقَى تَفِيضُ على مَقَامِ)، وأضاف: “كالعهد بك تضمر في أبياتك ثقافة وتاريخ، وفي البيت (وطنٌ/لسبعِ سنابلٍ خضرٍ) قطفت ثمار البلاغة، وقطفت تفاحة الإبداع لكن لم تطرد من جنة الشعر”. مسبَحةُ النُّور تألق الشاعر العماني هشام الصقري في قصيدته “مسبَحةُ النُّور” وهو الذي قال فيها: صمتاً أمَامَكَ لكنَّ الفُؤادَ حَكَى مِنْ غَيمةٍ نَبْضُها بِالحُبِّ أمطَرَكَا فقال له علي بن تميم: “لعل الإضاءات الشعرية تتبدل كثيراً في النص، لكن القصيدة تشبه لوحة تجريدية تعلو كثيراً، وأحياناً تنعزل عن المكان”. من جهته رأى مرتاض أن في النص شعرية طافحة، وإيقاع جديد لم يسمع له نظيرا في “أمير الشعراء”، وهي الكاف المنتهية بألف ممدودة ليرتد بها الصوت، وفي البيت (وَمِلْء عَيْنَيَّ خَيْطُ النّورِ مُنْسَرِبٌ/ يَخيطُ بُردةَ بَدْرٍ تَنفضُ الحَلَكا) قرَن الشاعر البردة بقيم كثيرة، بردة كعب وبردة زايد، وأنت الذي ترجو أن تُكْساها. وأكد فضل أن رؤية الشاعر نورانية جميلة، كما أن المستمع بحاجة إلى وقفات لاستعادة واستحضار القيم الموجودة فيها، مثل (النخلة)،غير أن النص كاد أن يكون صنعة، ولعل أجمل ما لديك هو الحب المشترك بالإيثار وتقديم الآخر. الأرض ذات البروج ألقى ثاني الفائزين الشاعر يحيى وهاس نصه الشعري “الأرض ذات البروج” فقال فيه: قَبّلْ سناها ولا تشبعْ من القُبَلِ واغسل لياليك في أحداقها النُجُلِ فقال علي:” إن العنوان يذكر بالآية القرآنية (والسماء ذات البروج)، وكأن الشاعر يلمح بأن ما للسماء هو للسماء، وما للأرض هو للأرض، أما أجمل ما في النص أنه يذكّر بأبي الطيب المتنبي (أَعلى المَمالِكِ ما يُبنى عَلى الأَسَلِ/ وَالطَعنُ عِندَ مُحِبِّيهِنَّ كَالقُبَلِ). ورأى مرتاض أن العنوان مؤثر، خصوصاً وأنه مأخوذ عن الآية القرآنية “لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد”، كما أبدع الشاعر في البيت الأخير، هي (الإمارات لا خوفٌ ولا سغَبٌ/يا نعمة الله دومي وانثري قُبَلي)، وهو مأخوذ من قوله تعالى: “الَّذِي أَطْعِمْهُمْ مِنْ جُوع”، وأضاف: “بينك وبين الظبية حكاية عشق جميلة تهواك وتهواها”. وختم فضل بالقول: “احتضنت موضوعك بجرأة وجسارة، وقدمت مطلعاً شعرياً بديعاً يحتمي بالتقاليد الفنية الأصيلة، كما تستحضر العديد من الآيات، وتشيد بالعمران، دون أن تنسى على الإنسان سعيه، ودعاؤك الخير صادق، وما أجمل الختام (هي الإمارات لا خوفٌ ولا سغَبٌ/ يا نعمة الله دومي وانثري قُبَلي)، والذي يغلق الدائرة مع المطلع الجميل”. عشرون شاعراً يقرأون قصيدة واحدة اجتمع عشرون شاعرا على خشبة مسرح شاطئ الراحة، وختموا القراءات الشعرية بقصيدة ألقى كل واحد منهم بيتاً منها، وجاء في مطلعها الذي قاله ولد بلّعمش: عتق حروفك واسكبها شذا وندى تسمع لحنونك ما بين النجوم صدى ومع إعلان النتائج كرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومحمد خلف المزروعي، الفائزين الذين حصلوا على الدرجات النهائية التالية وهي: يحيى وهاس 59 درجة، الشيخ ولد بلّعمش 56 درجة، هشام الصقري 55 درجة، محمد أبو شرارة 54 درجة، أما الأول علاء جانب الذي حصل على 69 درجة فقد سلمه البردة والخاتم الشاعر اليمني الفائز في الدورة الماضية من المسابقة عبدالعزيز الزراعي. الجوائز بالإضافة إلى البردة التي تمثل الإرث التاريخي للعرب، والخاتم الذي يرمز للقب الإمارة ـ تبلغ القيمة المادية للفائز بالمركز الأول وبلقب “أمير الشعراء” مليون درهم إماراتي. فيما يحصل صاحب المركز الثاني على 500 ألف درهم إماراتي، ولصاحب المركز الثالث 300 ألف درهم إماراتي، أما جائزة صاحب المركز الرابع فهي 200 ألف درهم إماراتي، وتبلغ جائزة صاحب المركز الخامس 100 ألف درهم إماراتي . الشعر ... في رأي الجمهور أبوظبي (الاتحاد) - تفاعل جمهور مسرح شاطئ الراحة ليلة أمس الأول خلال حضورهم الحلقة الأخيرة من مسابقة أمير الشعراء في دورتها الخامسة، مع الشعر ورؤى الشعراء. وكان لهم آراؤهم وتصوراتهم؛ بل ولديهم أفراحهم بما سمعوا وبما يتمنون أن يسمعوا من غريب القول وجمال الصنعة، ليشنفوا آذانهم بشعر طري، طازج، عذب، لم يعلن للملأ بعدُ إلا لهم وهم يوازنون بين شعراء خمسة تباروا بالقول الناصع والمعنى البارع. وفي هذه المناسبة التقينا بالشاعر المصري أحمد عبد الفضيل والذي قال: “بكل تأكيد إن المسابقة حققت أهدافها، وذلك بتكريسها لأسماء شعرية واعدة في المشهد الشعري الحديث في الوطن العربي كله، وتسليط الأضواء على تجارب الشعراء المشاركين في الموسم الخامس”. وفي نفس السياق قال الشاعر الإماراتي جمعة بن مانع الغويص:” نعم استطاع الشعراء الوصول إلى طموحاتهم وأهدافهم من خلال قصائدهم، ورسم خريطة جديدة للشعر”. ويضيف الشاعر يحيى وهاس ممثل اليمن في مسابقة أمير الشعراء للموسم الخامس قائلاً: “بالتأكيد هذا الموسم حقق العديد من النجاحات ويكفي أنه أعاد للشعر الفصيح رونقه وبهاءه وبعثه من جديد، وأعطى هذا الموسم الأهمية للشعراء، ووضع النقاط على الحروف”. وفي نهاية قوله: “ولا شك أن الحظ يتدخل أحياناً في التصفيات لأن التصويت يساهم وبقوة في صنع القرار، لذلك فكل من وصل لمرحلة العشرين فهم أمراء للشعر”. وفي نفس الموضوع قال الإعلامي السعودي نايف الكرشي:” إن هذه المسابقة حققت هدفها، وكيف لا والشعر الفصيح ما زال ينبض في أبوظبي، عاصمة الشعر وأم الشعراء”. وحيث شاركنا في الحوار الشاعر حسن محمد بعيتي الحائز بلقب أمير الشعراء في الموسم الثالث وفي اعتقاده أن المسابقة حققت الكثير من أهدافها. وأضاف:” إن المسابقة عبر مواسمها قدمت أهم الشعراء الشباب، فكانت أشبه بالبيت الذي جعل من شعراء العربية أسرة واحدة على اختلاف مشاربهم وكسرت طوق العزلة الذي عانى منه الشعر في عصر الفضائيات التي أهملت المنتج الثقافي، فكانت رائدة في ذلك”. وأعرب الإعلامي السعودي محمد آل عبد الكريم قائلاً: “نحن بحاجة إلى شعر يحكي أصالة الماضي ومعاناة الحاضر، ثم أضاف:”وما إمارة الشعر إلا رمز ومنصة للشعر والشعراء، فهي الحضن الدافئ لأهل الشعر الفصيح، ومن منطلق الحديث إذاً نحن بحاجة للشعر من خلال إمارة ترمز له”. ومن جهته قال الشاعر السعودي محمد الزهراني بأنه يعتقد ان هناك حاجة إلى شعر حقيقي بعيد عن المدح المجاني الاحتفالي، وإنما بحاجة إلى شعر يعبر عن قضايا إنسانية كالحرية والفقر ونبذ العنصرية والتطرف”. وعبر الشاعر أحمد الأخرس قائلاً: “نحن بحاجة إلى الشاعر الإنسان، الذي يستطيع أن يصل إلى قلوب الناس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©