سيارات الأجرة·· حلم سكان الشارقة

في الوقت الذي تجاوز فيه عدد السيارات الخاصة في مدينة الشارقة 46 ألف سيارة بحسب معطيات إدارة المرور والترخيص بالإمارة، وعلى الرغم من تضاعف أعداد سيارات الأجرة في شوارع المدينة لتصل إلى 4000 مركبة جميعها يعود الى ''مؤسسة مواصلات الشارقة''، لا يزال الطلب على سيارة الأجرة ''التاكسي'' أمراً ضرورياً وحلماً صعب المنال للعديد من سكان المدينة· ما ساعد العديد من سائقي الأجرة على التعامل بمزاجية ولا مبالاة مع كثرة الطلب· فلا يتوقفون للركاب الذين يعانون الأمَرين في سبيل الحصول على هذه الخدمة· وكان الرد من مواصلات الشارقة حاسماً إذ تصل العقوبة إلى إنهاء الخدمات· ويؤكد عبد الله الزري مدير مواصلات الشارقة أن المؤسسة سبق لها أن رصدت هذه الظاهرة من خلال الشكاوى الهاتفية التي تلقتها عبر مركز الاتصال التابع للمؤسسة وكذلك من خلال مراقبي الجودة الميدانيين التابعين للمؤسسة، وقامت إدارة المؤسسة باتخاذ اللازم للحد من هذه الظاهرة، حيث قامت المؤسسة بتشديد عقوبة عدم التوقف لتحميل الركاب أو رفض توصيلهم على عدة مراحل، ففي المرة الأولى تطبق غرامة قدرها 500 درهم مع احتساب نقطتين على السائق· وفي المرة الثانية غرامة 750 درهما مع احتساب 4 نقاط· وفي المرة الثالثة ترفع الغرامة إلى 1000 درهم مع احتساب 6 نقاط سوداء· وفي المرة الرابعة يتم إنهاء خدمات السائق· 16 نقطة سوداء ''للتفنيش'' وأضاف أنه في حالة تجاوز أي سائق 16 نقطة سوداء في ملفه خلال عام يتم إنهاء خدماته فوراً طبقاً لما جاء بالاتفاقية المبرمة مع الشركات الممنوحة حق تشغيل مركبات الأجرة داخل إمارة الشارقة· مؤكدا أنه في حال ضبط سائق يقوم بالتحميل من خارج نطاق المنطقة المخصصة له يتم مخالفته بغرامة قدرها 1000 درهم للمرة الأولى وغرامة 2000 درهم للمرة الثانية، ويتم إنهاء خدمات السائق في حال ارتكاب نفس المخالفة للمرة الثالثة· وبحسب رحمة الشامسي مساعد مدير عام مواصلات الشارقة فإن عدد المخالفات التي سجلها مراقبو الجودة التابعون لمواصلات الشارقة خلال العام الماضي 2007 قدرت بحوالي 10600 مخالفة ضد السائقين، إضافة إلى حوالي 6800 شكوى مقدمة من الجمهور ضد السائقين· مؤكدا في الوقت نفسه على استمرارية مواصلات الشارقة في عقد دورات بالتعاون مع إدارة مرور الشارقة وإدارة معهد السويد بغية تطوير الأداء وتوعية وتأهيل السائقين على الصعيدين العملي والنظري· حلم الركاب وفي لقاء مع عدد من سكان مدينة الشارقة أكد أغلبهم سوء معاملة سائقي مركبات الاجرة، بل ذهب بعضهم أبعد من ذلك حين أشار إلى أن بعض السائقين يمارسون حربا على الركاب ويتلذذون بتعذيبهم من خلال عدم التوقف لهم، وطالب السكان بضرورة إخضاع السائقين لدورات مكثفة حول كيفية التعامل مع الآخر، خاصة أن البلد تضم 101 جنسية تتباين في سلوكياتها وتعاطيها مع الأمور· وقال عبد الحميد العزاوي ''33 عاماً'' موظف: إن سائقي مركبات الأجرة يتصفون بقلة الصبر والعصبية ورفض توصيل الشخص الى المكان الذي يرغبه بالتحديد، فيما يرى حسان منصور ''19 عاماً'' ان الحصول على تاكسي في المدينة تحول إلى حلم، حيث يستغرق الحصول على تاكسي نحو ساعتين، خاصة أن السائقين أصبحوا مدللين ويتعاملون مع الراكب وكأنه متسول! وتقول نهلة منهالي ''22 عاماً'' طالبة: تضطرني الظروف أحيانا إلى استخدام سيارة الأجرة، وحينها يقول لسان حالي ''كان الله في عون هؤلاء الذين لا يملكون مركبة خاصة'' جراء سوء معاملة السائقين، فضلا عن روائح المركبة ورفضهم التوصيل الى المكان المرغوب بالضبط، بدعوى أنه مكان مزدحم أو أنه حين العودة لن يجد راكباً، وغيرها من الحجج الواهية· مهنة متعبة فيما جاء رد أحد السائقين الذي فضل عدم التصريح عن هويته بأن ما يشاع عن زملائه ورفاق دربه ظلم وافتراء، حيث إن مهنة السائق مهنة متعبة وليست مهنة ترفيهية مقابل حفنة من الدراهم بالكاد تكفي تسديد متطلبات الحياة· وقال السائق محمد موليسا إن أصابع اليد الواحدة لا تتشابه، مؤكدا في الوقت نفسه أن الخطأ ليس دائما على السائق، حيث إن بعض الزبائن يتعاملون مع السائق وكأنه خادم أو شخص ينتمي لمنزلة دنيا· والأمطار أيضاً؟ وفي سياق متصل ساهمت الأمطار الاخيرة أيضا في اختفاء أسطول كبير من سيارات الأجرة من الشوارع نظرا لتجمعات المياه التي تهدد سياراتهم، ما جعل مسألة الحصول على تاكسي مستحيلة في بعض الأماكن· ووفقا لمعطيات جمعها الموقع الرسمي لبوابة معلومات إمارة الشارقة فإن ما يعادل 10% من حجم أسطول مواصلات الشارقة كان خارج الخدمة نظرا للأضرار الكبيرة التي لحقت بها جراء الأمطار· و30 سيارة من أصل 999 سيارة حجم أسطول أجرة الإمارات تعطلت وتحتاج إلى تغيير ماكينة بالكامل، فضلا عن الأضرار المتفاوتة والتي نتجت بسبب دخول الماء الى قلب المركبة، فيما توقف عن العمل 96 سيارة من مواصلات الأفضلية بسبب الأضرار التي لحقت بها· أما شركة تاكسي المدينة فقد توقف لها عن العمل 109 سيارات من أصل 917 سيارة بسبب اضطرار سائقيها الى الدخول في التجمعات المائية ما تسبب بإلحاق أضرار في السيارات تتراوح بين عطل المحرك وتلف الأضواء وغيرها·