الأحلام لا تحدث أثناء النوم فقط.. ومن الممكن أن ترى حلماً جميلاً في وقت اليقظة، فقد تحقق حلمي وأنا مستيقظ، عندما تم إبلاغنا بأننا سنشرف بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واستقبال سموه لمنتخبنا الوطني لكرة اليد بعدما تأهل عام 2014 لمونديال الرجال، عبر البطولة الآسيوية بالبحرين.
نعم كنت أنتظر اللقاء بلهفة، خاصة أنني كنت إدارياً للمنتخب آنذاك، لكنني لم أكن أعرف متى الموعد، وعندما علمت بخبر الاستقبال شعرت أن الساعات المتبقية طويلة رغم قصرها، ولم أنم ليلتي، ومع اقتراب الموعد كنت أسـأل نفسي: هل أنا جاهز للاستقبال أم لا؟ وللمرة الأولى أشعر أن الطريق من دبي إلى أبوظبي طويل، وكان رأسي مشتتاً، فقد كانت لدي مهمة إبلاغ اللاعبين وترتيب نظام التحرك، ونقطة التجمع التي نلتقي فيها.
جاء موعد اللقاء الذي انتظرته طوال عمري، فقد كنت أتابع سموه وهو يستقبل أبطال الإمارات في كل الألعاب، وأسأل نفسي: هل من الممكن أن يأتي اليوم وأكون ضمن المكرمين من سموه؟، ورغم مرور 3 سنوات فإن الصورة هي الأهم عندي وأضعها على جوالي، وفي كل حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الصورة الكبيرة التي وضعتها في بيتي.
الاستقبال غيَّر تاريخي الرياضي في ملاعب اليد، فقد كان تأهلنا لمونديال الرجال وأنا في منصب إداري المنتخب أجمل من صعودنا لكأس العالم للشباب عام 1997 في تركيا، عندما كنت لاعباً مع المنتخب وتأهلنا من بوابة كأس آسيا.
كانت أمي أول من عرفت بخبر الاستقبال، ولم تتوقف للدعاء لي كعادتها، مثلما تدعو لأشقائي، وهو ما دفعني أن أتوجه إليها عقب انتهاء مراسم الاستقبال، كي تشاهد كل صوري مع صاحب السمو ولي عهد أبوظبي.
مرت السنوات، ولا زالت أحكي لأولادي عن هذا الاستقبال، وكم منحني دفعة قوية للأمام ليس فقط في المجال الرياضي، بعدما وصلت إلى منصب الأمين العام لاتحاد اليد، بل أيضاً في عملي، فلا زلت أتطلع للقاء سموه مرة أخرى.
عدد اليوم
