الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأمر والنهي» من الله ورسوله خير للمسلمين

«الأمر والنهي» من الله ورسوله خير للمسلمين
21 يوليو 2014 23:40
الشريعة الإسلامية على كثرة ما فيها من أحكام تدور حول «افعل ولا تفعل» فقد روي عن بعض الصحابة إنه قال: إذا سمعت الله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا…)، فاعلم أن بعدها إما خيرا يريد الله تعالى أن يأمرك به، وإما شرا يريد أن ينهاك عنه، وفي هذا دلالة على أهمية الأمر والنهي في الشريعة الإسلامية، فإن الله تعالى كلف عباده بما فيه صلاحهم في دينهم ودنياهم، ولذلك نجد القرآن الكريم حينما يتحدث عن قصة سيدنا آدم عليه السلام حينما كان في الجنة يبيح له الأكل من كل شيء وينهاه عن الأكل من شجرة معينة لما فيها من الضرر فيقول جل شأنه لآدم - عليه السلام - وزوجته حواء (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)، «سورة الأعراف: الآية 19». ويقول الشيخ عبدالعزيز النجار - عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر - أن الأمر مصطلح أصولي عرفه العلماء بأنه القول الذي يطلب للفعل سواء صدر هذا القول من الأعلى للأدنى أم من الأدنى للأعلى وصيغة الأمر تستعمل في معان كثيرة مختلفة بحسب ما تدل عليه القرينة التي تحدد المعنى المراد ومن هذه المعاني الوجوب كقوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ. . . )، «سورة البقرة: الآية 43»، والقرينة على الوجوب هنا الأدلة الأخرى التي تدل على وجوب الصلاة مثل قوله تعالى: (. . . إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)، «سورة النساء: الآية 103»، والأمر يأتي للندب كقوله تعالى: (. . . فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا. . . )، «سورة النور: الآية 33»، فالأمر هنا لا إلزام فيه لأن المالك حر التصرف فيما يملك. الأمر للتأديب والإرشاد ويستعمل الأمر كذلك في التأديب كقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن أبي سلمة وكان صغير السن: «كل مما يليك» والإرشاد كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ. . . )، «سورة البقرة: الآية 282»، فالأمر هنا للإرشاد إلى ما يحفظ الحق لصاحبه وقرينة ذلك قوله تعالى في الآية التي تليها مباشرة: (. . . فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ. . . )، «سورة البقرة: الآية 283»، والإباحة كقوله تعالى: (. . . كُلُوا وَاشْرَبُوا. . . )، «سورة البقرة الآية 60»، لأن الأكل والشرب من الأمور التي لا يستغني عنها الإنسان فكان ذلك قرينة واضحة على أن الأمر هنا للإباحة وقوله - صلى الله عليه وسلم: «كنت نهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث ليتسع ذو الطول على من لا طول له فكلوا ما بدالكم وأطعموا وادخروا» هنا أمر بالادخار بعد النهي عنه وهو دال على الإباحة، فدل ذلك على أن صيغة الأمر بعد الحظر للإباحة ويستعمل الأمر للتهديد كقوله تعالى: (. . . اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، «سورة فصلت: الآية 40»، والإنذار كقوله تعالى: (. . . قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ)، «سورة إبراهيم: الآية 30»، وهنا يأتي بمعنى التحذير الذي فيه تخويف. وقد يأتي الأمر بعد الحظر مثل قوله تعالى: (. . . وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا. . . )، «سورة المائدة: الآية2»، فإنه أمر بالاصطياد بعد الحظر الوارد في أول سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ. . . )، «سورة المائدة الآية 1»، فإن الاصطياد كان مباحا قبل الإحرام ثم صار محظوراً حال الإحرام فلما تحلل من الإحرام عاد الأمر كما كان، وكذلك الحال في شأن مباشرة النساء: (. . . فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ)، «سورة البقرة الآية 222»، فإنه أمر بالوطء بعد النهي عنه في قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ. . . )، «سورة البقرة: الآية 222». النهي بصيغ مختلفة أما النهي، فمعناه في اللغة المنع وفي الاصطلاح ما دل على طلب الكف عن الفعل ويأتي بصيغ مختلفة منها لا تفعل مثل قوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ. . . )، «سورة الإسراء: الآية 33»، ويأتي بصيغة التحريم مثل قوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ)، «سورة المائدة: الآية 3»، ونفي الحل مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا. . . )، «سورة النساء: الآية 19»، والأمر الدال على الترك كقوله تعالى: (. . . فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)، «سورة الحج: الآية 30». كما يأتي بمعنى التحقير وبيان العاقبة والدعاء والإرشاد والتهديد والتسوية والتحذير مثل قوله تعالى: (. . . وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، «سورة آل عمران: الآية 102»، واستدل أصحاب المذاهب الفقهية على ما ذهب إليه الجمهور من أن النهي يدل على التحريم ما لم يصرفه عن ذلك قرينة من القرائن لأن النهي في اللغة المنع لقول الله تعالى: (. . . وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، «سورة الحشر: الآية 7»، فقد أمر الله تعالى الأمة بالانتهاء عما نهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - والأمر هنا للوجوب فكان الانتهاء عما نهى عنه واجبا فإذا نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شيء فالنهي هنا محرم. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©