الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوسف إبراهيم:الخط العربي جميل بذاته ودائم التطور

يوسف إبراهيم:الخط العربي جميل بذاته ودائم التطور
3 يوليو 2015 19:50
مجدي عثمان (القاهرة) شكل وجود فنان الخط العربي يوسف إبراهيم بالمدينة المنورة وبجوار المسجد النبوي الشريف دوراً كبيراً في ازدياد عشقه لهذا الفن الرائع، إضافة إلى أن معظم العائلة خطوطهم جميلة، ولكنهم لم يهتموا كاهتمامه بتعلمه ودراسته، ومما سمع من والدته وإخوانه أن جده الأكبر إبراهيم كان يلقب بإبراهيم الخطاط، ويدين بالفضل بعد الله إلى والدته وأخيه نور الدين، اللذين شجعاه على الاستمرار في تعلم فن الخط العربي، فدرس على يد الخطاط مصطفى نجاة الدين خط النسخ وكان عمره لم يتجاوز الخامسة عشرة سنة، وكانت بدايات طريقه للتعلم متواضعة، وإن كان فيها الكثير من العشق لهذا الفن، ولا يعتقد يوسف أن الخطاط أو العاشق لهذا الفن يمكن أن يتمكن من أسرار الحرف دون التعلم على يد خطاط خبير، ومنه قد يطّلع على أسرار الحروف وجمالياتها وإمكانياتها. قبلة الخطاطين درس يوسف خط الثلث على يد الخطاطة خالدة شلبي بأنقرة، ويصفه بأنه الأحب والأجمل والأرقى، ويعتبر أن الأتراك في فن الخط العربي منارة يهتدى بها، وقبلة الخطاطين في العالم وربما ذلك لحرصهم واهتمامهم بهذا الفن الراقي والمقدس والإسلامي الأصيل. ويقول يوسف إن الخط العربي حرفة كان أو فنا، جميل بذاته ويبقى جميلاً، ولكنه على المستوى الشخصي يعتبره فناً، وفناً راقياً، ومن أرقى أنواع الفنون التشكيلية فهو دائم التطور عندما يجد من يخدمه ويتعرف أكثر على أسراره وإمكاناته، حيث يحتاج الخط العربي إلى فكر يستطيع ربط جماليات الحرف مع إمكانيات فروع الفنون التشكيلية الأخرى، ولكن بحرص وعنائية، وقد يتمكن البعض من صنع هذه العلاقة والتي لا يدعي أنه صنع هذه العلاقات الموسيقية بين الخط العربي واللون والموسيقى في أعماله الحروفية التشكيلية خلال محاولاته، التي يعتقد أنها نضجت إلى حد ما بعد تجارب لأكثر من ثلاثين عاماً. عشق أزلي يوضح أنه لا يوجد رابط بين الخط العربي والهندسة الميكانيكية، الدراسة التي أجبر عليها وعمل بها، بينما الخط العربي عشق أزلي دائم، بدأ معه منذ الصغر من خلال الكتابات التي كان يتأملها على جدران المساجد، والتي كانت تثيره بشكل كبير، فيقلدها، خصوصاً جدران المسجد النبوي الشريف والذي تعتبر كتاباته من روائع الخط العربي، ومن الكنوز التي لا تفنى وستبقى بقاء الزمن، ويعتقد أنه منها انطلق. ويقول يوسف إبراهيم: إن التصميم يعتمد على الفكر والموازين، والخط العربي جماله وروعته في ميزانه الدقيق، وربما كانت هذه النقطة هي التي جمعت بين التصميم والخط العربي لديه، مؤكداً أن الكمبيوتر ولغته تبقى جافة وخالية من الروح التي تميز الخط العربي، ولا يعتقد أن الكمبيوتر وتصاميمه يزيد من جمال الخط العربي، بل ربما ينتقص من ذلك الجمال، ولكنه قد يكون ساعد في تسريع إنتاج التصاميم المطلوبة ولكن على مستوى الإبداع يبقى بيد الخطاط والفنان المبدع روح الخط وجماله. كان يوسف أول من أدخل أسلوب العمل بالبخاخات في العالم العربي من خلال إقامة ورش عمل فنية بهذا الأسلوب وتدريسه لبعض المهتمين، وقد شاهده في شوارع بعض الدول الأوروبية، وتعلمه وأعجب به، فرأى أنه من الطيب أن يحاول عمل ورش لهذا الفن الجميل، فأقام أكثر من ورشة عمل في السعودية ومصر واليمن، حتى بدأ في الانتشار بشكل جيد بين شريحة كبيرة من الفنانين. الجمال الكافي أوضح يوسف إبراهيم أن استلهام الخطوط العربية طريق أخذ منه أكثر من ثلاثين عاماً من التجريبية والمحاولة والدراسة، وخلص من ذلك إلى أن الحرف العربي بقوته ورصانته وانسيابياته وتداخلاته يوفر لنفسه داخل أي مسطح، الجمال الكافي له ولباقي العناصر في العمل الفني من لون أو كتلة أو فراغ، وأن رئاسية الخط العربي والحرف العربي هي دائماً الطاغية مهما كان المحيط في العمل الفني من لون أو عناصر أو فراغ، مؤكداً أن الخط العربي يبقى وإن كان هناك من يحاول بقصد أو دون قصد التقليل من ماهية الحرف وروعته وبريقه، ولكنه يبقى بقاء الزمن والإبداع والجمال. النصوص الدينية أكد أن الخط العربي يعطي النصوص الدينية وضوحاً ورصانة وأناقة، وأن من جمالياته أن أنواعه تختلف باختلاف النصوص، حيث إن النصوص الدينية تناسبها أنواع معينة من الخطوط، بينما القصائد تناسبها أنواع غيرها، مما يوفر لمبدعي الخط العربي مساحة جديدة للإبداع. وقال إن الفن الإسلامي أعطى التقنيات الحديثة زخماً ورصانة، وقد تولد من هذا التلاقح فن راق يعتقد أنه أعطى أبعاداً جديدة لإرث وموروثات كانت في أرفف التاريخ لولا تزاوجها وتلاقحها مع مختلف الفنون المعاصرة التي تتسارع بشكل كبير في وقتنا الحالي. ولفت إلى أنه بالحرف العربي قامت دول وقام العدل وبقي الشعر، وقبل ذلك بقي القرآن مكتوباً محفوظاً وسيبقى مكتوباً به على أستار عرش الرحمن وعلى أبواب الجنة، وسيبقى الحرف العربي رمزاً للسلام والجمال والإبداع والسمو والأناقة، ويبقى انعكاساً للغة السلام والسماء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©