الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النبي المتواضع لم يفخر ولم يتكبر

النبي المتواضع لم يفخر ولم يتكبر
21 يوليو 2014 23:35
جمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في شخصيته كثيراً من الفضائل المرتبطة بالتواضع، وكان لتواضع النبي أثره الكبير في سرعة انتشار دعوته ورسالته. وتقول د. إلهام شاهين - الأستاذ بجامعة الأزهر-: اتصف النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتواضع الجم، فهو لم يفخر، ولا يتكبَّر ولم يترفع على أحد، وكان يختلط بالناس، ويلاطف الصغير، ويمزح مع الكبير، وكان يخدم أهله في بيته، ولم ينتهر أحداً. وتشير الى أقواله - صلى الله عليه وسلم - في التواضع، ومنها قوله: «إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد». وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله». مظاهر تواضعه ومن مظاهر تواضعه - صلى الله عليه وسلم - مع الصغار، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله مر على صبيان فسلم عليهم، وعنه أيضاً أن الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - فتنطلق به حيث شاءت. وعن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة رضي الله عنها: ما كان يصنع رسول الله في بيته؟، فقالت: «كان في مهنة أهل بيته - أي في خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة»، وكان يقبل الطعام لدى من يدعوه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو دعيت إلى كراع أو ذراع لأجبت ولو أهدى إليَّ ذراع أو كراع لقبلت». اختلاطه بالناس ومن تواضعه - صلى الله عليه وسلم - اختلاطه بالناس وحضوره جمعهم وجماعتهم، ومشاهد الخير، ومجالس الذكر معهم، وعيادة مريضهم وحضور جنائزهم، ومواساة محتاجهم، وإرشاد جاهلهم، والامتناع عن إيذائهم والصبر على أذاهم. وتضيف: وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الكبر والإعجاب بالنفس وكل مظاهره، فعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الرجل يذهب نفسه»، أي يرتفع ويتكبَّر «حتى يُكتب في الجبارين، فيصيبه ما أصابهم». وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن ينازعني عذبته»، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا؟ قال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس». وعن التواضع في اللباس يروى عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من ترك اللباس تواضعاً لله، وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها»، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لا تلبسوا الحرير، فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة». ملاطفة الضعفاء ومن مظاهر التواضع أيضاً ملاطفة سائر الضعفاء والمساكين واليتامى والبنات، والمنكسرين، والإحسان اليهم، والشفقة عليهم، والتواضع معهم، وخفض الجناح لهم، فعن حارثه بن وهب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر»، (متفق عليه). والعتل هو الغليظ الجافي، والجواظ المنوع الضخم المختال في مشيته. وعن أبي العباس سهل بن سعد السعدي رضي الله عنه قال: مر رجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لرجل جالس عنده: «ما رأيك في هذا؟ فقال: رجل من أشرف الناس، هذا والله حري إن خطب أن ينكح، ولأن شفع أن يشفع. فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم، ثم مر رجل آخر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ما رأيك في هذا؟ قال: يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب ألا ينكح، وإن شفع لا يشفع، ولأن قال إن لا يسمع لقوله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «هذا خير من ملء الأرض مثل هذا». (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©