الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أوروبا تهدي ألمانيا المغرورة «درس التواضع»

أوروبا تهدي ألمانيا المغرورة «درس التواضع»
2 يوليو 2012
برلين (د ب أ) - عاد الحظ ليخلط بين كرة القدم والاقتصاد والسياسة أيضاً، في واحدة من أكثر بطولات الأمم الأوروبية تأثرا بالجوانب البعيدة عن الرياضة، سواء على أرض الملعب في وارسو أو في دهاليز السلطة في بروكسل. ألمانيا المزهوة بنفسها كان عليها أن تنال هزيمة مضاعفة وفي غضون ساعات أمام المحور «الإسباني-الإيطالي» الأقل تقديرا. كانت الساعة نحو الحادية عشرة مساء بتوقيت جرينتش عندما كان فيليب لام بوجه مكفهر تماما يعترف بارتكاب “أخطاء حمقاء”، محاولا تفسير الهزيمة الألمانية المفاجئة 1/ 2 في الدور قبل النهائي لبطولة أوروبا أمام إيطاليا، فيما أصيب زميله توماس مولر بحالة نحيب على مقاعد البدلاء. في خلفية الصورة، كان الملعب الوطني في وارسو يقدم المشجعين الألمان في صورة شهداء، فيما انطلقت إيطاليا على بكرة أبيها إلى الشوارع للاحتفال بانتصار مستحق وتأهل إلى النهائي الحلم الذي أسدل الستار بالأمس على منافسات البطولة. ولم تلتقط الكاميرات ما حدث بعد ساعات قليلة في قمة الاتحاد الأوروبي ببروكسل، لكن النتائج كانت غير متوقعة كذلك، فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تراجعت أمام الضغط المشترك لإيطاليا وإسبانيا ووافقت على أن تحصل مصارفهما التي تعاني من أزمات مالية على مساعدات أوروبية مباشرة. واعترفت في نحو الساعة الرابعة فجرا المستشارة الألمانية، التي لا تتقبل بسهولة الهزيمة “تحدثنا أيضا عن كرة القدم”، وذلك بعد ماراثون من الاجتماعات مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي. ووصف الخبراء الاستراتيجية الناجحة لرئيس الوزراء الإيطالي إلى جوار نظيره الإسباني ماريانو راخوي بتجميد الاتفاقات الأوروبية لحين فرض شروطهما، بأنها “عرض حقيقي”، وتحول مونتي بذلك إلى واحد من سلسلة “الخارقون ماريو” الذين احتفلت بهم إيطاليا، والآخر هو بالوتيللي صاحب الهدفين في مرمى ألمانيا. وسخر يورجن تريتن الزعيم البرلماني لحزب الخضر الألماني، وهو يمزج بين نتيجة “المباراتين” بقوله “قد يقول المرء: مونتي أمام ميركل: 2 /1”. وودعت ألمانيا بذلك بطولة أمم أوروبية مليئة بالخصومات، والعواطف، والحسابات المؤجلة التي أخذت منحى أكبر من كرة القدم، فالأزمة الخانقة التي تتعرض لها أوروبا جعلت من المتعذر تجنب أن تتحول الاستادات بالنسبة للكثيرين إلى مكان لإقامة “العدالة الرمزية” التي تهدي ابتسامة للدول الأكثر معاناة، ودرسا لألمانيا المرشحة كرويا، وغير المهزومة اقتصاديا، والمتعجرفة على كلا الصعيدين. ازدادت تلك الفكرة سخونة خلال مباراة دور الثمانية بين ألمانيا واليونان، حيث قالت وسائل الإعلام الألمانية “اليوم لا يمكننا إنقاذهم”، ورد اليونانيون بشكل غامض بأنهم لن يبرحوا “اليورو”، ولم تتردد صحيفة “بيلد” في أن تكتب “ميركل تستمتع وتفوز”. منذ ذلك الحين، ركز الرأي العام الألماني على تحليل أداء إسبانيا، التي اتهمها البعض باتباع أسلوب “ممل”، معتبرين أنه بات من المؤكد أن يكون النهائي أمام فريق المدرب فيسنتي دل بوسكي، الذي أطاح بهم من بطولة أوروبا عام 2008 ومونديال 2010. لكنهم دفعوا ثمن الاستهانة بإيطاليا، وانتهى الأمر بأن عرقل “الآزوري”: “ألمانيا المغرورة بشكل لا يطاق، ضحية عجرفتها” بحسب ما ذكرته الصحف الإسبانية. في المقابل بكت وسائل الإعلام الألمانية عدم إنهاء 16 عاما بعيدا عن الألقاب، واحتفت الشبكات الاجتماعية في إيطاليا وإسبانيا واليونان بدرس التواضع الذي تلقته القوة الأولى في أوروبا. كما لم تغب التفسيرات التآمرية الهازئة: “بعد الفوز على ألمانيا عامي 2008 و2010، غرقت إسبانيا في أزمة عريقة... أيها الطليان ، إنكم لا تعرفون ما ينتظركم”، بحسب ما كتب أحد مرتادي موقع “تويتر”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©