الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيام الدهر.. لا يعوض يوماً من رمضان

3 يوليو 2015 19:35
أحمد محمد (القاهرة) رمضان أيام معدودات، وفرص سانحات، واغتنام هذه الأيام دليل الحزم، وانتهاز تلك الفرص عنوان العقل والإيمان، ومن نعم الله تعالى علينا التي لا تعد ولا تحصى أن هيأ أمر عبادته وأرشد إلى طريق طاعته، فما من خير إلا ودل عليه، وما من شر إلا وحذر منه، ومن هذه الأفضال والمنن أن هدانا لصيام شهر رمضان، كله بركات وخيرات، شمل كل أنواع الطاعات من صلاة وصيام وزكاة وتلاوة للقرآن وكل وجوه البر. وصوم رمضان فريضة واجبة بحكم القرآن والسنة والإجماع، يقول تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، «سورة البقرة: الآية 183»، وقد جاءت أحاديث كثيرة في الترهيب من إفطار رمضان، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أفطر يوماً من رمضان في غير رخصة رخصها الله له لم يقضِ عنه صيام الدهر كله وإن صام». أبواب الخير فصوم رمضان من أركان الدين المعلومة بالضرورة، شهر كريم وموسم يعظم الله فيه الأجر، ويجزل العطايا، ويفتح أبواب الخير لكل راغب، شهر البركات والمنح والهبات، أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين، وتستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا، وتتزين الجنة كل يوم ويغفر لهم في آخر ليلة. شرع الله فيه الأعمال الصالحة لتكفير الذنوب ورفعة الدرجات، فمن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، والصائم يعطى أجره بغير حساب، ويشفع له الصيام يوم القيامة، ويباعد الله النار عن وجهه سبعين خريفاً، ويدخل الجنة من باب يقال له الريان. لا للإهمال وكما شجع الإسلام على الصوم حذر من الإهمال فيه وعدم أدائه، وقال الإمام الذهبي، من ترك الصوم في رمضان بلا مرض أو عذر مباح فهو شر من الزاني ومدمن الخمر، بل يشك في إسلامه ويظن به الزندقة والانحلال، ويقول العلماء، لا يمكن أن يعوض يوم رمضان إلا بيوم مثله من رمضان آخر، وكل رمضان يأتي مشغولاً بواجب الصوم فيه لا محالة، وقال عن الكبيرة العاشرة في كتاب الكبائر، هي إفطار رمضان بلا عذر ولا رخصة. قال الحافظ في الفتح، إن معنى قوله في الحديث «لم يقضِ عنه صيام الدهر»، أي لا سبيل إلى استدراك كمال فضيلة الأداء بالقضاء. وهناك جانب من التفريط في أوقات رمضان الثمينة، وهي السهر، فالذي يسهر ليله وينام نهاره سيضيع صلة أرحامه، إذ لا وقت لديه لصلتهم، ولو لم يأتِ من آثار السهر إلا أنه سبب لترك صلاة الفجر لكفى، أما النوم الكثير، خصوصاً بالنهار، فلا يخفى ضرره فذلك مضيعة للوقت، وحرمان للبركة، ويعطل قوة العقل. فحقيق على المضيعين أوقاتهم أن يتنبهوا لأسرار الصيام، ويغتنموا مدرسته، ليجنوا ثماره، ويستمدوا منه قوة الروح، فيكون نهارهم نشاطاً وإنتاجاً، وتعاوناً على البر والتقوى، وليلهم تهجداً وتلاوة، ليخرجوا من الصيام مفلحين فائزين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©