الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السوق الشعبي يكشف أسرار نسوة الغربية

السوق الشعبي يكشف أسرار نسوة الغربية
2 فبراير 2010 21:42
استقبلتنا كعادة أهلها الكرام بصدرها الرحب الذي يتسع للقريب والغريب، الصغير والكبير، المواطن والمقيم، بساطة عمرانها تعكس بساطة سكانها، حياء نسوتها يختبئ خلف براقعها، رائحة تاريخها تنبعث من مشارفها، خيام بدوية من الشعر والصوف تتموضع حول محيطها، تلال رملية تسر ناظريها، بيوت شعبية تعبق برائحة هيلها وشايها وقهوتها، تمورها ورطبها، أشجارها ونخيلها، تستقبلك بورودها كاتبة عبارة “ابتسم انت في مدينة زايد”، إنها المنطقة العربية، موطن التراث والأصالة. تجولنا بين أزقة السوق الشعبي الذي ضم أكثر من 180 محلاً مصممة وفق الطريقة الإماراتية التقليدية، حيث تم تأثيثها من الطين والخشب وسعف النخيل، متربعاً على مساحة 12 ألف متر مربع، وقد أقيمت على هامش فعاليات مهرجان الظفرة 2010 في دورته الثالثة التي تشهدها مدينة زايد بالمنطقة الغربية، وتمتد طيلة عشرة أيام كاملة تحت رعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتنظيم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي وفرت كل الإمكانيات لضمان السير الحسن لأنشطة وفعاليات المهرجان الذي شمل مزاينة الإبل، ومسابقات عديدة كتلك الخاصة بالتمور وأخرى للتصوير، أما مسابقة الطبخ الشعبي ومسابقة الأطفال فقد نالتا حصة الأسد في استقطاب الجماهير من الزوار والسياح العرب والأجانب، الصغار والكبار، وكل من يعشق الأصالة والتراث. نجمات الغربية تتلألأ في المهرجان هناك وبكل محل من محال السوق الشعبي ستلمس بصمة أنثوية جميلة، وقعتها صاحبة المحل، فكل واحدة تسعى لإبراز عملها وسط النسوة المشاركات والتي تراوحت أعمارهن بين 16-66 سنة، في ظل منافسة شريفة وحميدة في عرض منتجاتهن والتباهي بمصنوعاتهن أمام تلك الجموع الغفيرة من السياح الذين ارتادوا السوق أيام المهرجان، عربا كانوا أم أجانب، معجبين بقدرة المرأة الإماراتية على إنتاج الحرف اليدوية التراثية التي تعكس تاريخ البلد العريق، وترمز إلى ثقافته الواسعة والمتنوعة، فهذه تعرض سلال التمور، وأخرى تعرض عطورات وبخور، وتلك شباصات ودلات رصعتها بالأحجار وزينتها بالورود. اقتدار ومهارة برهنت نسوة الغربية على جدارة المرأة الإماراتية في الحرف اليدوية، بعدما أظهرت المكتشفات الأثرية في دولة الإمارات العربية المتحدة أن سكان المنطقة كانوا يتقنون العديد من المهارات الحرفية منذ زمن بعيد يعود إلى سبعة آلاف سنة خلت، حيث ضمت القبور والمباني التي اكتشفت في مواقع مثل أم النار في أبوظبي، وهيلي في مدينة العين، على أدوات وفخاريات (معظمها مزخرف وفق أرقى المعايير الفنية) وحلي وقطع مصنوعة من المرمر، ولعل هذه المكتشفات أكبر دليل، إلى جانب أمثلة أخرى من صناعات يدوية تعود إلى فترة زمنية قريبة، على عمق وامتداد تقاليد ممارسة الحرف التقليدية في المنطقة التي تضرب بجذورها الى أزمنة عريقة ماضية. أما عن الحرف والصناعات اليدوية فيمكن تصنيفها إلى ثماني حرف أساسية خاصة بالإمارات العربية المتحدة وهي: الفخار، والخوص (حياكة سعف النخيل)، والسدو (الحياكة)، والغزل، والتلي (التطريز)، صناعة الحلي والمجوهرات، الصناعات الجلدية والصناعات الخشبية. هدى الريامي في أول مشاركة لها شاركت الفنانة التشكيلية الإماراتية هدى الريامي لأول مرة في مهرجان الظفرة في موسمه الثالث، حيث عرضت لوحاتها الخمس مختارة ركنا جميلا يتناسب وجمال رسوماتها، التي قالت عنها: “لقد تشرفت بمشاركتي الأولى بهذا المهرجان الدولي لمزاينة الإبل في دورته الثالثة، أما عن لوحاتي المشاركة فقد اخترت خمسا منها ذات العلاقة بالهجن وتراث الإمارات والخيول العربية الأصيلة، إضافة الى صورة ضمت الوالد زايد “رحمه الله” وبعضاً من أنجاله الشيوخ”. لقد شاركت الفنانة هدى بعدة معارض نالت خلالها جوائز وشهادات شكر فاقت السبعين، لعل أبرزها جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإدارة العربية 2004-2005، كما حازت لوحتها المشاركة في مهرجان النصر للكويت عام 1997 كأفضل لوحة فنية تعكس التضامن مع الشعب الكويتي، فيما حصلت بمعرض الصيد والفروسية في دورته لعام 2006 على الجائزة الثانية لأفضل رسم للفرس، أما عن أول معرض خاص بالفنانة هدى فقد كان تحت رعاية سمو الشيخ سعيد بن خليفة آل نهيان في مقر هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وعن مشاريعها المستقبلية تقول هدى الريامي إنَّها تسعى جاهدة لإكمال لوحة كبيرة تحمل صورا للوالد زايد رحمة الله عليه، وجميع أنجاله سمو الشيوخ حفظهم الله ورعاهم، مشيدة بجهود صاحب السمو رئيس الدولة حفضه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، على جهودهم الحثيثة في إنجاح مهرجان الظفرة، ومختلف الفعاليات المقامة داخل دولة الإمارات العربية أو خارجها. من المحلي للعالمي انطلاقاً من ذلك كله تعمل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على بعث هذه الحرف والصناعات وإنتاج كميات كبيرة منها لتسويقها محلياً وخارجياً، وذلك في إطار مشروعها الرائد والرامي لتوثيق وتطوير تلك الحرف والصناعات الشعبية في إمارة أبوظبي، ورفع درجة الوعي بأهمية الأعمال اليدوية والحرف وتشجيع الأبناء على تعلمها وممارستها وتنمية مهاراتهم وتطوير منتجاتهم بما يتناسب مع متطلبات العصر، بوصف الحرف والصناعات اليدوية قطاعاً اقتصادياً فاعلاً يسهم في توفير وخلق فرص عمل لشرائح كبيرة من المجتمع، وبخاصة النساء
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©