الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدكتورة آمنة نصير: القرآن الكريم معجزة الأمن النفسي

الدكتورة آمنة نصير: القرآن الكريم معجزة الأمن النفسي
4 يوليو 2015 11:59
حسام محمد (القاهرة) الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر واحدة من مشاهير الداعيات على الساحة الإسلامية تؤكد دوماً أن القرآن الكريم هو المنحة الإلهية للمسلمين، وأن أسعد اللحظات عندما نعيش مع آية من كتاب الله نتدبر دلالاتها ومعانيها. تقول الدكتورة آمنة إنها تقرأ حالياً كتاب «أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي» للمؤلفة والباحثة الإسلامية ناهد عبد العال وهو كتاب يؤكد منذ بدايته وحتى آخر سطر أن القرآن هو الفيض الإلهي والصراط المستقيم، فلا سعادة لإنسان بلا سكينة، ولا سكينة بغير إيمان، فالسعادة هي جنة الأحلام التي ينشدها كل البشر، وليست في وفرة المال ولا سطوة الجاه، ولا كثرة الولد، لكن في الإيمان، والقرآن وضع ركائز الهدوء النفسي والطمأنينة. الصحة الجسدية ويحتوي الكتاب على فصل كامل حول دور القرآن الكريم في تهيئة النفس البشرية لتقبل كل ما يحدث حولها سواء كان جيداً أو سيئاً لأن الباحثة تؤكد بالأدلة العلمية القاطعة أن كل من يحفظ شيئاً من كتاب الله، ويداوم على الاستماع إلى القرآن يشعر بتغيير كبير في حياته وإن حفظ القرآن يؤثر على الصحة الجسدية أيضاً، حيث ثبت من التجربة أن حفظ القرآن يرفع النظام المناعي لدى الإنسان ويساعده على الوقاية من الأمراض لما فيه من عطاء الله تعالى، حيث يوجه النفس البشرية إلى ما تحبه ويخاطب ملكات خفية فيها لا نعرفها، وهذه الملكات يحدث لها تفعيل مباشر حينما يقرأ القرآن، وتؤكد الباحثة أن هذا ما جعل كفار قريش يحرصون على ألا يسمع أحد القرآن حتى لا يقع تحت تأثيره. الثقة والصبر تؤكد الباحثة أيضاً أن للإيمان بالله تعالى وبقرآنه الكريم تأثيراً عظيماً عند المؤمن، فهو ينمي ثقته بنفسه ويدعمها، ويزيد قدرته على الصبر، وتحمل مشاق الحياة ويبث الأمن والطمأنينة، ويجدد الهدوء وراحة البال، ويغمر الإنسان بالشعور بالسعادة، قال تعالى: «الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ»، «سورة الأنعام: الآية 82» فمما يبعث الطمأنينة في النفس ويحفزها على العمل ومواصلة السير في طريق الإنجاز والتقدم وعدم اليأس هو إيمانها بأن ما يحدث من أحزان ومصاعب وابتلاءات فإنها تقع كلها في دائرة القضاء والقدر الذي أوجده الله سبحانه وتعالى مستشهدة بقوله تعالى: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ»، «سورة الحديد: الآية 22»?.? ويوضح الكتاب أن للقرآن أثراً عظيماً في نفوس العرب فقد غيَّر شخصياتهم وأخلاقهم وسلوكهم، وكون منهم أفراداً ذوي مبادئ وقيم إنسانية، ولهذا كان للقرآن طاقة روحية هائلة في نفس الإنسان، فهو يهز وجدانه ويجلي بصيرته. طاقة روحية ويوضح الكتاب الاختلافات الكثيرة بين مدارس العلاج النفسي ونظرتها إلى طبيعة الدوافع الأساسية المحركة للسلوك والتهديدات المثيرة للقلق، ولذا بدأت اتجاهات ترى أن الإيمان بالله وأهمية الدين في الصحة النفسية قوة خارقة تمد الإنسان المتدين بطاقة روحية تعينه على تحمل مشاق الحياة، وتجنبه القلق. ويسوق الكتاب أقوالاً لكبار علماء النفس الغربيين مثل وليم جيمس عالم النفس الأميركي الذي قال: إن أعظم علاج للقلق هو الإيمان بالله، فإذا أخضعنا أنفسنا لإشرافه تعالى تحققت كل أمنياتنا، ويستشهد الكتاب في ذلك بأشهر محلل نفسي في العالم وهو كارل أونج الذي يقول: استشارني خلال الأعوام الثلاثين الماضية أشخاص من مختلف العالم، وعالجت كثيرين من المرضى، لكن كل المشاكل التي كانت تواجه مرضاي تكمن في افتقارهم وجهة نظر دينية في الحياة، فكل فرد وقع فريسة للمرض، لأنه فقد الشيء الذي تمنحه الأديان. وتلقي المؤلفة الضوء على الأمراض النفسية التي حذر منها القرآن الكريم ومنها الرياء والغفلة والوساوس، واليأس والقنوط والطمع والغرور، والحقد والحسد والقلق والكبت مؤكدة أنه إذا قرأ الإنسان القرآن الكريم، وأدى العبادات في أوقاتها بخشوع صفت روحه، واطمأنت نفسه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©