الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمزة بن عبد المطلب.. أسد الله

3 يوليو 2015 23:30
محمد أحمد (القاهرة) حمزة بن عبد المطلب بن هاشم ويكنى أبوعمارة، عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأخوه في الرضاعة، وكان أكبر من النبي بسنتين، صحابي جليل وأحد وزراء النبي الأربعة عشر، وهو خير أعمامه لقوله: «خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة» لُقب بسيد الشهداء، وأسد الله، وأسد رسوله. كان حمزة في الجاهلية شجاعاً كريماً، وأشد فتيان قريش، وشهد حرب الفجار بين قبيلتي كنانة وقيس عيلان، عاش في كنف والده عبد المطلب سيد قريش وبني هاشم. كان إسلام حمزة في السنة الثانية من بعثة النبي، بعد أن اعترض أبوجهل طريق الرسول عند جبل الصفا، فآذاه وشتمه، فلم يكلمه محمد، وكان حمزة راجعاً من الصيد كعادته، فدخل إلى ناد لقريش عند الكعبة، فقالت له مولاة لعبد الله بن جدعان التيمي القرشي يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقي ابن أخيك من أبي الحكم، وجده ههنا فآذاه وشتمه، فغضب حمزة متوعداً أبا جهل فلما وجده جالساً، أقبل نحوه، ورفع القوس فضربه بها، ثم قال: أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟ فرد عليَّ إن استطعت، وقام رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل، فقالوا: «ما تراك يا حمزة إلا قد صبأت»، فقال حمزة: «وما يمنعني منه وقد استبان لي منه ذلك، وأنا أشهد أنه رسولُ الله، وأن الذي يقول حق، فوالله لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين»، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن الرسول قد عز، وأن حمزة سيمنعه، فكفوا عن مضايقته. وتدل قصة إسلام عمر بن الخطاب على شجاعة حمزة، فقد كان عمر مشهوراً بالشدة والبطش، ولما أراد أن يسلم قال لخباب بن الأرت: «فدلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم»، فأخذ عمر سيفه، ثم ذهب إلى الرسول وأصحابه، فضرب عليهم الباب، فلما سمعوا صوته قام رجل من أصحاب الرسول، فنظر فرآه، فرجع إلى النبي وهو فزع، فقال: «يا رسول الله، هذا عمر بن الخطاب متوشحاً السيف»، فقال حمزة بن عبد المطلب: «فأذن له، فإن كان يريد خيراً بذلناه له، وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه». وبإسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما قويت شوكة المسلمين، وخرجوا إلى شوارع مكة في صفين أحدهما يتقدمه عمر، والثاني حمزة. وقالت قريش: «إن حمزة وعمر قد أسلما، وقد انتشر أمر محمد في القبائل، فانطلقوا بنا إلى أبي طالب، فليأخذ لنا على ابن أخيه وليعطه منا». هاجر حمزة إلى المدينة المنورة قبل هجرة الرسول بوقت قصير، وآخى النبي بينه وبين زيد بن حارثة الكلبي مولى الرسول. كان حمزة يُعلَّم في الحرب بريشة نعامة، وقاتل يوم بدر بسيفين، وقد روي عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: قال لي أمية بن خلف، وأنا بينه وبين ابنه آخذ بأيديهما - أي وهما أسيران عنده: «يا عبد الإله، من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره؟»، قلت: ذاك حمزة بن عبد المطلب، قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل. شهد حمزة غزوة أحد، وقد روي عن ابن الشياب أنه قال: «كان رسول الله آخر أصحابه يوم الشعب - يعني يوم أحد - ليس بينه وبين العدو غير «أسد الله» حمزة، يقاتل العدو حتى قُتل، وقد قتل من الكفار واحد وثلاثون رجلاً ». وكان جبير بن مطعم النوفلي القرشي قد دعا غلاماً له حبشياً اسمه وحشي، يقذف بحربة له قلما يخطئ بها، فقال له: اخرج فإن قتلت حمزة فأنت عتيق وكانت هند بنت عتبة كلما مر بها وحشي تحرضه على قتل حمزة. ولما قتل حمزة بقرت هند بطنه فأخرجت كبده، وكانت تلوكها ولم تستسغها فلفظتها، فقال النبي: «لو دخل بطنها لم تمسها النار». ووقف الرسول على حمزة، وقال: «جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع: حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله». وكان استشهاد حمزة في العام الثالث الهجري، وعمره 57 سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©