الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مبادرات القيادة تستهدف تمكين «أصحاب الهمم»

مبادرات القيادة تستهدف تمكين «أصحاب الهمم»
18 سبتمبر 2018 01:20

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

أكد سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، على أهمية تناول وسائل الإعلام المختلفة لقضايا أصحاب الهمم، ومدى نجاح الإعلام اليوم في إبراز هذه القضايا ونشر الوعي المجتمعي بها، لافتاً إلى الرعاية والاهتمام البالغين اللذين يحظيان بهما أصحاب الهمم من قِبل قيادة الدولة الرشيدة، في إطار حرصها على نقل هذه الشريحة المجتمعية من دائرة الاعتماد على الآخرين إلى مرحلة التمكين والمشاركة.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها المركز أمس، تحت عنوان: «أصحاب الهمم في الإعلام»، وشارك فيها نخبة من المسؤولين والخبراء والمعنيين بأصحاب الهمم، وذلك في «قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، بمقر المركز في أبوظبي.
وألقى الشيخ ماجد بن سعود المعلا، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية، الكلمة الرئيسة خلال الندوة، وأوضح فيها الأولوية الكبيرة التي توليها القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لأصحاب الهمم، حيث شرعت حكومة الإمارات، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في إصدار العديد من القرارات والتشريعات التي تدعم السياسة الوطنية، لتمكين أصحاب الهمم، من القيام بمهامهم في شتى المجالات، ومواجهة التحديات، والعمل على ضمان حقوقهم، وتوفير الخدمات التي تتناسب مع قدراتهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم، ودمجهم في المجتمع كجزء من النسيج الاجتماعي، ووضع البرامج المحفزة لهم، وإنشاء مراكز ومؤسسات الرعاية والتدريب، وتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية وبرامج التأهيل والدعم وتسهيل طرق الوصول إليها والاستفادة من خدماتها.
وأشاد المعلا، بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بإطلاق مسمى «أصحاب الهمم»، وبجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في رعاية أصحاب الهمم ودعم مبادراتهم وأنشطتهم الرياضية والثقافية والاجتماعية، ودعم المؤسسات الخيرية والخاصة بهم.
وبدأت فعاليات الندوة التي تناولت محورين رئيسيين: الأول، «الإعلام وقضايا أصحاب الهمم»، تحدث فيه سعادة الدكتور علي بن تميم، المدير العام لـ «أبوظبي للإعلام»، عن الجهود التي بذلتها الدولة لرعاية أصحاب الهمم، وتطرق إلى أهمية المجلس الاستشاري الذي تم تأسيسه لهذه الفئة بهدف تسهيل دمجهم في المجتمع.
كما أشار سعادته إلى التشريعات التي تكفل الحياة الكريمة لهم، وإلى المؤسسات المختلفة التي تعنى بهذه الفئة، ومن بينها مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية، وأشاد بدور مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيّة في الحرص على جمع وتضافر جهود الباحثين والمفكرين لتطوير البرامج المناسبة للارتقاء بأصحاب الهمم وبدورهم في المجتمع، منوهاً بضرورة أن تضطلع المنصات الإعلامية المختلفة بمهمة إبراز دور أصحاب الهمم في تنمية المجتمع والدولة، والمساهمة في إعادة تأهيلهم.
وأوضح أن «أبوظبي للإعلام» تواصل جهودها نحو تأسيس قناة لأصحاب الهمم للتواصل معهم والإسهام في جهود إعادة تأهيلهم، مشيراً إلى أنّ إمارة أبوظبي تستعد لاستقبال الأولمبياد الخاص 2019 بأعلى التجهيزات، لتكون أول من ينظم هذا الحدث العالمي المعني بذوي الإعاقة الذهنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذين تتراوح نسبتهم بين 1-3% في العالم، مشكلين النسبة الأكبر من أصحاب الهمم، ويأتي هذا الأولمبياد لمنحهم أبسط حقوقهم في ممارسة الرياضات الاحترافية ضمن قواعد منظمة.
وأكد د. علي بن تميم، أن الإمارة استوفت كل الشروط والمتطلبات، من مرافق ومنشآت مخصصة لأصحاب الهمم، ومقر مناسب لاستقبال الوفود، وشبكة المواصلات وتوافر الكوادر الطبية والمتطوعين، مما جعل فوزها باستقبال هذا الحدث العالمي بنسخته الصيفية أمراً طبيعياً، وما كان ذلك ليحدث لولا الرعاية المستمرة التي يوليها كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إطار بناء مجتمع إمارتي منتج ومتفاعل، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «إعاقة الإنسان هي عدم تقدمه وبقاؤه في مكانه وعجزه عن تحقيق الإنجازات، وما حققه أصحاب الهمم في مختلف المجالات وعلى مدى السنوات الماضية من إنجازات، هو دليل على أن العزيمة والإرادة تصنعان المستحيل، وتدفعان الإنسان إلى مواجهة كل الظروف والتحديات بثبات للوصول إلى الأهداف والغايات».
وهذا ما يعبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على الدوام، فقد أعلن «أن أصحاب الهمم هم محل تقدير وفخر واعتزاز الدولة»، لهذا رأى أن الإنجاز الحقيقي هو امتلاك إرادة التغلب على التحديات والمعوقات، وجعلها جسوراً لتحقيق التطلعات والآمال، وأن الدولة تسعى إلى التآخي والتسامح واندماج أصحاب الهمم في المجتمع.
أما المحور الثاني، الذي جاء تحت عنوان (تمكين أصحاب الهمم)، فتحدث فيه عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً أن إطلاق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أبريل من العام المنصرم، السياسة الوطنية المتكاملة لتمكين ذوي الإعاقة بالدولة، وإعادة سموّه تسميتهم ليكون مسماهم الرسمي «أصحاب الهمم» كان مبادرة نوعية أتاحت المجال لتلك الفئة لتتحدث عن نفسها في مجتمعنا في المجالات كافة وتبرز قدراتها وطموحاتها.
وأكد الحميدان أن مؤسسات الدولة كافة تفاعلت مع تلك المبادرة، بتنفيذ عدد من المشروعات والبرامج ضمن محاور «السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم» الستة، وهي: الصحة وإعادة التأهيل، والتعليم، والتأهيل المهني والتشغيل، وإمكانية الوصول، والحماية الاجتماعية والتمكين الأسري، والحياة العامة والثقافة والرياضة، حيث يؤمن الجميع بشكلٍ كبير بأهمية تمكين أصحاب الهمم ومساندتهم وتقديم الدعم اللوجستي والمعنوي اللازم لهم، والحرص على تقديم التدريب المهاري اللازم لتطوير مهاراتهم بهدف مساعدتهم في الحصول على وظيفة أو مهنة مناسبة لميولهم وقدراتهم مستقبلاً، ليصبحوا أفراداً مساهمين في عمارة هذا البلد الطيب أسوةً بالأفراد العاديين.

مسيرة من التميز
وقال حسام مجدي علي، ضابط اقتراحات في بلدية دبي: إن الندوة تعتبر إضافة لكل إنسان من أصحاب الهمم لما تعطيه من عزيمة وإصرار وتبني في داخلة الإرادة الفذة، وهذا ما غرسته في نفوسنا القيادة الرشيدة لهذه الدولة.
وأضاف ذيبان سالم المهيري، أمين عام اتحاد الإمارات لرياضات أصحاب الهمم: إن مثل هذه الندوات المعنية في أصحاب الهمم تعطي اتساعاً بعيد المدى لما لديهم من قدرات فائقة ربما البعض لا يعرفها، واليوم الإمارات تعطي للعالم مثالاً على ذلك لما أولته من مسؤوليات كبيرة لأصحاب الهمم، وكانوا قادرين على إثبات ذواتهم ووجودهم من خلالها بكل ثقة وعزيمة وإصرار.
وتحدث محمد راشد الغفلي، رئيس العلاقات العامة والإعلام في جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً: بأن المتحدثين في الندوة أصحاب فكر وثقافة ولديهم باع طويل في الإعلام، ولحضورهم إضافة ملهمة لأصحاب الهمم، حيث خرجنا من الندوة بأفكار وآمال وطموحات مشرقة لدولتنا الحبيبة ومسيرة مضيئة بالإنجازات الحافلة لأصحاب الهمم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©