الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع أسعار العقارات يزيد من برجوازية العاصمة الأميركية

4 يوليو 2013 21:53
واشنطن (أ ف ب) - تم تسجيل هذه العتبة الرمزية بعيد وصول باراك اوباما إلى البيت الأبيض مع تراجع عدد السود إلى ما دون 50% في واشنطن، فبسبب ارتفاع أسعار العقارات راح وجه العاصمة الفيدرالية الأميركية يتغير مع جذبها لسكان جدد. ويتأسف الروائي جورج بيليكانوس المقيم في العاصمة الفيدرالية قائلا “للمرة الأولى في حياتي، لم تعد غالبية السكان في واشنطن من السود”. ويضيف الروائي البالغ من العمر 56 عاما والذي شارك في وضع سيناريو المسلسل التلفزيوني “ذي واير” أن “المدينة قد خسرت طابعها الجنوبي”، معتبرا أن هذا التحول ناجم عن الإرساء التدريجي لشبكات قطار الأنفاق التي ربطت العاصمة بمناطق سيئة السمعة. ويشرح موريس جاكسون المؤرخ في جامعة جورجتاون أن “70% من سكان واشنطن كانوا في العام 1970 من ذوي البشرة السوداء. لكن ما بين العامين 2000 و2010، ارتفع عدد البيض من أصول غير أميركية لاتينية من 50 ألفا إلى 209 آلاف، في حين تراجع عدد السكان السود إلى ما دون 50% في العام 2010”. والسبب واضح في نظر المؤرخ، ألا وهو “عجزهم عن تسديد أجور السكن الحالية”. وأفاد تقرير صادر منذ فترة وجيزة من إعداد أربعة اقتصاديين بأن أسعار العقارات واصلت ارتفاعها في العاصمة الفيدرالية في الأحياء الشرقية، خلافا للانخفاض الذي تشهده عموما في البلاد. ويلفت دانييل محمد أحد القيمين على هذا التقرير إلى أن “سعر المسكن قد ازداد ثلاث مرات في هذه الأحياء ما بين العامين 2001 و 2010 ... حتى أن القيمة العقارية ارتفعت بنسبة تتراوح بين 800 و900%”. ففي حي يو ستريت التاريخي الذي كان يلقب فيما مضى بـ “برودواي السود”، باتت قيمة منزل موسيقي الجاز الشهير ديوك إلينجتون تتخطى المليون دولار، بحسب هاري جونز المدير المساعد في متحف “أفريكان أميركان سيفيل وور ميوزيم”. وليس حي يو ستريت إلا الجزء الجلي من المشكلة، فقد شهد 18 حيا ارتفاعا في أسعار العقارات والمداخيل أكبر من ذلك المسجل في بقية المدينة بين العامين 2001 و2010، وفق ما جاء في التقرير. ويشرح دانييل محمد أن الفئة السكانية التي طغت بعددها على السكان السود هي “فئة مؤلفة من شباب تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين و90% من السكان الجدد هم من العزب الذين يتقاضون راتبا سنويا وطيا قدره 90 ألف دولار”. وقد استقطب نمو الوظائف في العاصمة الأميركية أصحاب الشهادات الشباب “من مستشارين ومحامين وأكاديميين”. وهم بدلاً من تحويل أموالهم إلى الضواحي الثرية، راحوا ينفقونها في واشنطن. وباتت الفعاليات الليلية أكثر انتشارا في هذه المدينة التي أدرجت في العام 2013 في قائمة أفضل 12 مدينة تزخر بالفعاليات الفنية، إلى جانب بروكلين وهوليوود. وراحت تنتشر فيها أيضا الحانات ومتاجر البقالة العضوية والنوادي الليلية، بالإضافة إلى المساحات المخصصة للدراجات الهوائية. وبحسب هاري جونز، يستعيد حي يو ستريت أمجاده، وهو يذكر بأن “الحي لم يكن من أحياء السود الفقيرة، فهو كان قبل أحداث العام 1968 أرقى حي للسود في البلاد”. وهو يلفت إلى أن “اكتساب المدينة طابعا بورجوازيا ناجم أيضا عن هجرة الفقراء إلى مناطق أخرى، وليس السود فحسب ... فبعض السود يقومون أيضا برفع أسعار العقارات”، مشيرا إلى أحد المباني الفاخرة التابع لرجل أعمال أسود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©