الحب وتفاصيله الأخرى

كان يحدثني عن الحب كان يمازج الليل بالنهار والسكر بالملح.. والماء بالعشب.. يحتسي شرابا بنكهة الكرز الأحمر يتنبأ بالفصل الخامس للدورة الكونية.. يروي لي حكايات الأمس حين هزَمتهم القبائل البربرية وانقسام الحواري.. يحدثني عن قلبه الذي بكى وعينيه التي جعلها مفتوحة.. لا توقظيني من غفلتي.. قالها في صمت: استعدي اليوم للقاء الفراشة الزرقاء التى ستحط على زهرة روحك أغمضي عينيكَ وأتركي لعقلك التحليق حول لغة الصعود ارسمي حول القمر بستان بدائرة قطرها حلمك دوّني على حائطكِ مذكراتك القديمة.. سرحتُ طويلاً معه.. كُنت أُتمتم في الخيال.. تلعثمت لهجة الروح أمسكت بالنجمة وناولتها قلمي الجاف.. أيقظتُ القمر برفق .. وابتسم.. ركضتُ.. ركضت كثيرا.. تعبتُ قليلاً.. سافرتُ الى تلك المدينة التي أحاطها الله بالنور جلستُ عند أبوابها أتفقد إحساس الخارجين عنها.. تطلعتُ الى السماء بانتظار الضوء الأبيض وجدت الدب الكبير والملعقة الصغيرة رأيتُ أحلامي التي سرقها اللص الظريف كانت مُعلقةٌ على حبل من تفاصيل الكلام المبتور.. عاد مرة أخرى ليحدثني عني أنتِ... أنتِ... أنتِ... ولا زلتِ تعشقين السهر وحدكِ الا تأخذيني معكِ؟ تطلعتُ إليه.. نحو عينيه التي لم تزل مفتوحة الى يديه التي امتدت نحو الفضاء الى جبهته العريضة... الى شعره الكثيف الأسود الى شفاهه الداكنة.. الى أصابعة الطويلة.. أجبته: كيف لي أن أسافر معك في الخيال؟ تلك التفاصيل الأخرى قد بُعثت وماتت حول محور الكوكب الآخر رأيته.. يذهب بعيداً بعيداً وفي الجهة الأخرى تبعته الفراشات ترك رسالة من لون الذهب على يدي.. فجأة... نهضتُ من سريري استشعر كثافة الليل وضوء الفجر الساطع على نافذتي والحب وتلك التفاصيل الأخرى التي لامسها بكلتا يديه في نومي..