الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الشجاعية» ساحة تتوزع في أرجائها أشلاء القتلى

21 يوليو 2014 01:55
وقفت عربات الإسعاف والإطفاء التابعة لأجهزة الطوارئ في قطاع غزة على مشارف حي الشجاعية بانتظار بدء الهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية. وتم الاتفاق على هدنة مدتها ساعتين تتيح لأجهزة الطوارئ إخلاء القتلى والجرحى والأشخاص المذعورين الذين بقوا داخل الحي بعد ليلة من قصف الدبابات الإسرائيلية الذي لم يتوقف. عندها تشكلت قافلة من العربات، وتقدمت ببطء داخل الحي رغم أن صوت القصف كان لا يزال يسمع. ومع أنه كان من المستحيل التأكد مما إذا كان القصف يستهدف الشجاعية أو حياً مجاوراً له، قررت العربات التحرك على أية حال. وفي الداخل انتشرت مشاهد الدمار الكامل حيث انهارت مبان بأكملها، وسدت أنقاضها عدداً من الشوارع. وتناثرت أغصان الشجر المقطعة على الأرض، بينما امتزجت أحذية الأطفال بالأنقاض من بينها حذاء فتاة باللون البنفسجي وحذاء صبي أزرق. وكانت النيران لا تزال مشتعلة في الطابق الأرضي من مبنى شقق سكنية غطى السواد واجهته. وتناثرت الجثث في الشوارع، وكان بعضها محترقاً لدرجة تجعل من الصعب التعرف على أصحابها. وشوهدت جثة رجل كان يرتدي ثياب النوم على ما يبدو وقد احترقت بالكامل باستثناء أحشائه التي بدا لونها أصفر وسط اللون الأسود لباقي جثته. وكان من بين القتلى الصغار والكبار، ومن بينهم أكثر من جثة لطفل حملها موظفو عربات الإسعاف الذين عثروا كذلك على بقايا إحدى عرباتهم في المكان وقد تطاير زجاج نوافذها واخترقت الشظايا هيكلها بالكامل. ولم يتضح ما إذا كانت هذه العربة هي التي قتل فيها موظف الطوارئ فؤاد جابر والصحفي الفلسطيني خالد حمد صباح أمس. وسار عناصر قوات الدفاع المدني داخل الشوارع على الأقدام برفقة أطباء وعاملين في المجال الطبي غطوا وجوههم بالأقنعة الطبية أثناء دخولهم المباني التي امتلأت بالجثث. وصاح أحد المسؤولين أثناء دخول الشوارع «إذا كنتم لا زلتم هنا أخرجوا، فالوضع آمن. نحن من الدفاع المدني». ولكن طوال الوقت كان صوت القصف لا يزال مسموعاً، وبعد ذلك سمع صوت الرشاشات. وعلى طول شارع نزاز الرئيسي شوهدت نوافذ وأبواب جميع المباني مشلعة. وكانت الستائر التي مزقتها القذائف ترفرف على النوافذ المحطمة. وخرج عدد قليل من المواطنين المذعورين هما امرأتان ورجل. وصرخت إحدى المرأتين «والدنا فارق الحياة، وهو لا يزال في المنزل، إنه لا يزال داخل المنزل». وحاول أقاربها مواساتها وتهدئتها وهم يفرون من المنطقة. وكان جميع الفارين من المدنيين. وخرج عدد قليل من المسلحين الذين يحملون الرشاشات من أحد المباني، وغطى بعضهم وجوههم أثناء فرارهم. وحاول أحدهم أخفاء سلاحه بلفه بكوفية قبل أن يضعها في النهاية في كيس بلاستيكي. (غزة - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©