اعتذر الرئيس الباكستاني السابق الجنرال برويز مشرف للباكستانيين عن أخطاء ارتكبها أثناء حكمه لباكستان منذ استيلائه على السلطة بانقلاب عسكري عام 1999 وحتى استقالته في العام الماضي، فيما أطلق في لندن مساء أمس الأول حزباً سياسياً جديداً وقال إنه سيعود إلى بلاده في "وقت مناسب" لخوض الانتخابات العامة المقبلة هناك المقرر إجراؤها عام 2013.
وخلال مؤتمر حاشد لأنصاره بمناسبة بدء انخراطه في العمل السياسي كزعيم لحزب "رابطة عموم باكستان الإسلامية"، أذاعته القنوات التلفزيونية الخاصة في باكستان وبثته شاشات موزعة في مدينتي لاهور وكراتشي على الهواء مباشرة، قال مشرف "سأكون في باكستان قبل الانتخابات المقبلة مهما كانت الاخطار". واعترف بأن شعبيته تدنت بشدة بسبب "قرارات خاطئة" اتخذها في آخر سنوات حكمه، وأضاف "انتهز هذه الفرصة لأعتذر بإخلاص لكل الأمة عن القرارات الخاطئة التي أدت الى انعكاسات سلبية، لقد تعلمت دروساً وأنا متأكد للغاية من أنني لن أكررها مرة أخرى"، ورأى مشرف أن توقيع اتفاق الحصانة من العقاب المثير للجدل كان "أكبر أخطائه"، ونفى مشرف صحة الاتهامات ضده بالخيانة وارتكاب تجاوزات واعتبرها ذات دوافع سياسية، وقال "لا شيء ضدي اليوم في محاكم باكستان، فما صدر كان على أسس سياسية وأنا مستعد لمواجهته عندما أعود".
وأعلن أنه اذا عاد الى السلطة، فسيطلق "الجهاد ضد الفقر والأمية والجوع والتخلف" ويخلص البلاد من خطر الفساد والتطرف، وقال "علينا ان نكافح الارهاب والتطرف الى ان ندحرهما"، وذكر أنه لا يملك أسلوبا جديداً لمحاربة حركة طالبان المتمردة في المناطق القبلية شمال غربي باكستان ولكنه سيطبق الخطط الحالية لمحاربتها كما يجب، وقال "لن تكون استراتيجية جديدة بل تطبيق لاستراتيجية موجودة ولم تطبق بالكامل من قبل".
وأضاف مشرف "أعتقد أن باكستان في خطر وأنا، كباكستاني وطني، من الضروري أن أنقذها، إن المبادرة السياسية في باكستان لا تظهر أي ضوء، يمكنني أن أعطي هذا الضوء وأثق في أنني أستطيع أن أوجه باكستان تجاهه وسط هذا الظلام"، وتابع قائلاً "حان الوقت لنجعل من باكستان دولة إسلامية حديثة وتقدمية وستكون رابطة عموم باكستان الإسلامية حزب إنقاذ لتغيير كل القادة الحاليين الذين عجزوا عن إضاءة بصيص نور في الظلمة التي تسود باكستان".
وكان مشرف محاطاً باعلام باكستان الخضراء والبيضاء وخلفه ملصق لشعار حزبه الجديد وهو هلال تتوسطه نجمة مثل العلم الباكستاني فوق رأس صقر وعبارة “باكستان أولاً” باللغة الأوردية.
وقد استولى مشرف على السلطة في باكستان في بانقلاب ابيض في 1999 واقيل في 2008 بعدما هددت حكومة برئاسة رئيسة الوزراء السابقة الراحلة بينظير بوتو التي بمحاكمته.
وقد حل محله زوجها الرئيس آصف علي زرداري.وهو يوجه احتمال اغتياله من قبل متشددين أو اعتقاله بتهمة الخيانة عند وصوله إلى باكستان.
وسخر المتحدث باسم حزب "الرابطة الاسلامية الباكستانية- جناح نواز"، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، إحسان إقبال من تصريحات مشرف، وقال لصحفيين في إسلام آباد "لقد حكم البلاد بأكملها بنفسه لنحو عقد من الزمن ولم يفعل شيئاً لمصلحة الشعب، وبدلا من ذلك، دمر البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كيف يمكن للمرء أن يتوقع منه أي شيء جيد الآن؟"، ويقود الحزب رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف الذي أطاح مشرف بحكومته عام 1999.
ورأى المحلل السياسي الباكستاني حسن عسكري رضوي أن فرص مشرف في السياسة في باكستان ضعيفة على الأقل في الوقت الراهن، وقال "الحكام العسكريون لا ينجحون عادة في السياسة الشعبية بما في ذلك الذين ينتقلون إلى صفوف المعارضة، سيكون عليه أن يعود ويظهر شعبيته".
كما توقع المعلق السياسي الباكستاني نجم سيتي أن يواجه مشرف عقبات كبيرة، وقال "لمشرف أنصار، لكن الحزبين الرئيسيين والإعلام والقضاء ضده ولذلك، فإن فرصه في الأجل القصير لا تبدو جيدة".
عدد اليوم
