أسماك القد وفية لأوطانها

اكتشف علماء دنماركيون أن سربا من سمك القد يتخذ من حطام إحدى السفن شمال شرق المحيط الأطلسي وطنا له وأن هذا السرب يعود يوميا لهذا الحطام ليحتمي به. واكتشفت يونيتا كارلسن من معهد أبحاث البحار التابع لجامعة الدنمارك التطبيقية في مدينة شارلوتنلوند هذه الحقيقة بعد أن زودوا 140 من هذه الأسماك بأجهزة إرسال سمعية. وعندما سجلت كارلسن مراكز هذه الأسماك التي يتم رصدها تلقائيا عبر أجهزة الإرسال في خريطة فوجئت بأن هذه النقاط الصغيرة التي تمثل الأسماك على الخريطة كونت معالم الحطام الذي تعيش فيه هذه الأسماك. وأشارت كارلسن إلى أن نفس الأسماك تعود لهذه السفينة الغارقة على مسافة بعيد من الساحل الغربي للدنمارك. ومعلقة على نتائج الدراسة قالت كارلسن: "من المدهش أن أسماك القد تعود لنفس الحطام رغم أن هذه الأسماك تمتلك القدرة على الذهاب لأماكن بعيدة ورغم أن هذا الحطام صغير جدا إذا ما قورن بالمنطقة التي تتحرك فيها هذه الأسماك". كما أوضحت كارلسن أن دراستها تبرهن على أن الأسماك وفية لبعض الأماكن. وبعد أن علمت كارلسن هذه الأسماك التي تم اصطيادها بالصنارة بعلامة مميزة قامت بتدلية مكبر صوت الكتروني مائي فوق حطام السفينة المشار إليه لجمع بيانات لرسالة الدكتوراه الخاصة بها. وتبين لكارلسن أن هذه الأسماك تقضي أكثر من 80% من وقتها في حطام السفينة وأنها تستخدمها كحماية ضد التيارات المائية التي قد تبدد طاقتها لترشيد هذه الطاقة واستخدامها في النمو والتكاثر. وأشارت كارلسن إلى أن أسماك القد في أماكن أخرى ليس بها حطام تستخدم الصخور كملجأ لها. استغرقت رسالة كارلسن عامين قامت خلالهما بدراسة الغذاء الذي تعيش عليه أسماك القد التي تحتمي بحطام السفينة وتبين لها أنها تلتهم سرطانات وأسماكا صغيرة وديدان وهي كائنات تعيش بالقرب من قاع البحر وليس في السفينة الغارقة.