الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معلومات موظف «المبيعات»

2 يوليو 2012
لا أعلم ولا أدري ولا أعرف... لماذا تصر أغلب شركات ومتاجر ومراكز البيع “المحلية” العديدة، مختلفة النشاطات والمنتجات، وخصوصاً تلك التي تبيع وتعرض الأجهزة الإلكترونية والمنتجات التكنولوجية والتقنية متعددة الأشكال والأنواع ومختلفة المصادر والشركات المصنعة لها، على تعيين موظفي المبيعات، والذين يطلق عليهم اسم مصطلح “السيلز”، بخبرات فنية ومعلومات مهنية أفضل ما يمكن وصفها بأنها “سطحية”، وهي التي تكون أقل من السطحية لدى العديد منهم. أصبحت اليوم متأكداً، بأن صانع القرار في “أغلب محال ومنافذ ومتاجر ومراكز... بيع الأجهزة التقنية والتكنولوجية المختلفة”، والمسؤول عن توظيف “السيلز”، هو في الغالب شخص “سطحي” أو ربما أعلى من ذلك أو أقل، وهذا بشكل خاص أقرب للعام وليس بالمطلق، حتى لا يتهمنا أحدهم بما لا نريد، ولأنه قد يوجد العديد في الطرف الآخر من المسؤولين عن هؤلاء “السيلز” أو حتى موظفي “السيلز” أنفسهم، ليسوا سطحيين، إنما مثقفون ويعرفون لماذا وضعوا في هذه الأماكن، ويعلمون تمام العلم كيف يمكنهم إفادة الزبائن، وليس فقط إقناعهم بمنتج معين، وتحسين صورته في أعينهم، بغرض إغرائهم لشرائه، على حساب منتج آخر. كنت قبل أيام قليلة في أحد المراكز التجارية، وقمت بجولة في أحد المتاجر الإلكترونية، لتلبية رغبة صديق لي، باختيار أفضل كمبيوتر محمول يمتاز بالعديد من الميزات والمواصفات والخصائص، بشرط أن لا يتجاوز سعره 4000 درهم، وكالعادة وبمجرد اقترابي من أحد الأجهزة المعروضة إذ بموظفي السيلز يتوافدون عليّ، وكأني “اللمبة” التي تهرع إليها الفراشات بمجرد توهجها. وما أن وضعت يدي على أحد الكمبيوترات، حتى جاءتني موظفة “السيلز” لتخبرني العبارة المشهورة التي اشتهر بها موظفو السيلز “كيف أخدمك” أو “هاو كان آي هلب يو سيير”... وغيرها من العبارات التي مللنا منها، والتي تحرج العديد من المقبلين على شراء منتج جديد، وللأسف مازال معظم السيلز يغمروننا بها، وترى أعينهم تترصد تحركاتك في المتجر، منتظرة الفرصة المناسبة للانقضاض عليك، ولمحاولة مساعدتك. المهم أن هذه الموظفة حاولت أن تقنعني ببعض الكمبيوترات، رغم أنها تأتي بتكنولوجيا قديمة، إلا أنها أكدت لي أنها أفضل من تلك التي تأتي بالتقنيات الحديثة، وعندما أخبرتها أن كلامها خطأ، لم يعجبها كلامي، فأشارت إلى سيلز آخر يبدو أنه هو المسؤول، وكأنها “باعتني” لهذا السيلز الجديد، الذي أخبرني أن التقنيات والتكنولوجيا الجديدة لن تهمني ولن تفرق معي، وأنها مصممة للأشخاص والزبائن “البروفيشونال” على حد تعبيره، وعند تغير ملامحي وعلامات وجهي، لتنتابني علامات الدهشة مما يقوله السيلز، ومن ضمور معرفته بهذه المنتجات وقلة خبرته للأجهزة التي يبيعها ويسوق لها، اندهشت وانصدمت أكثر عندما رأيت أن هناك كمبيوتراً يأتي بسعر أقل بكثير من الكمبيوترات التي كان وكانت زميلته الأخرى يريداني أن أشتريه، ليس هذا فحسب، بل إن مواصفات الكمبيوتر الجديد أفضل والتقنيات التي يأتي بها هي الأحدث. لن ألوم اليوم موظف أو موظفة “السيلز” لقلة معرفتهما ولضآلة واضمحلال معلوماتهما التقنية والتكنولوجية، ولكني سألوم الموظف المسؤول عن تعيين مثل هؤلاء “السيلز”، وسألوم الشركات التي قامت بتعيين مثل هذا الموظف، الذي يبدو أنه يعاني من نفس السطحية التي يعاني منها بعض هؤلاء “السيلز”. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©