الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

موزة الظاهري.. تطارد بريشتها الغزلان والصقور

موزة الظاهري.. تطارد بريشتها الغزلان والصقور
28 أكتوبر 2017 23:18
أشرف جمعة (أبوظبي) نشأت في أسرة تهتم بالفن، فوالدها الذي درس الهندسة، غرس فيها حب الرسم وترك لها الحرية في أن تختار موضوعاتها، وفي المرحلة الابتدائية حظيت الفنانة التشكيلية موزة الظاهري باهتمام خاص من معلمتها التي كانت تشجعها على الرسم، ما جعلها تسافر عبر الريشة إلى عوالم هذا الفن، فبرعت في رسم الطبيعة والطيور والحصان العربي الأصيل والغزلان بأشكالها الرشيقة، والصقور بقوتها وعنفوانها، واهتمت بشكل خاص برسم البورتريه، ورسم الأطفال الذين يرتدون الملابس التراثية الزاهية، والبيئة الإماراتية بمختلف ألوانها، إلى أن حققت حلمها والتحقت في المرحلة الجامعية بكلية الفنون الجميلة، وتخرجت فيها بامتياز، وبتشجيع من عائلتها أصبحت تشارك في المعارض الدولية، من خلال معارضها الشخصية التي تطرحها كتشكيلية إماراتية ذات ريشة لها خصوصيتها في محراب الفن. رؤية خاصة تقول الفنانة التشكيلية موزة الظاهري: «ارتبطت بالرسم في مرحلة مبكرة من العمر، فكنت أرسم أي شيء يخطر على بالي حتى اكتشفت أسرتي موهبتي وشجعتني في كل مراحل حياتي، وفي المدرسة كان الأمر يسير على غير توقع، خصوصاً أنني حظيت باهتمام واسع من إحدى المعلمات التي كانت تطلب مني رسومات للطيور والأشجار والطبيعة، وفي المناسبات الوطنية وغيرها، ما جعلني أدرك أن التشكيل بالريشة أمر ليس سهلاً على الإطلاق، لأنه يتطلب اختيار الموضوعات ورسمها بدقة مع إصباغ الخيال على كل شيء، وهو ما أتاح لي الانطلاق في هذا العالم برؤية خاصة ساهمت في أن إبداع لوحات تحمل توقيعي، وتلقى قبولاً من محبي الرسم. طريق الفن وتلفت الظاهري إلى أن أول معرض شخصي لها كان في المرحلة الثانوية، حيث إن مديرة المدرسة آنذاك هي التي شجعتها على إقامته وسط حضور الأهل والطالبات والمعلمين، وهو ما منحها دفعة قوية، فتناولت رسومات تعبر عن المرحلة التي تعيش فيها والأحداث الجارية التي واكبتها حينها، وهو ما أعطي للمعرض شكلاً خاصاً، وحظي في الوقت نفسه باهتمام وتقدير الجميع، وفي المرحلة الجامعية كانت حياتها الفنية أكثر رحابة وإتقاناً، مما جعلها تحقق التفوق في جميع السنوات حتى تخرجت بامتياز، لكنها فضلت أن تكون تشكيلية حرة بعيداً عن العمل الأكاديمي، فاتسعت لديها الرؤية، وأخلصت إلى فنها الذي يحقق لها السعادة والتفرد. رؤية عصرية لا تخفي موزة أنها تأثرت بشدة بالطبيعية الإماراتية التي ألهمتها موضوعات كثيرة ومتنوعة، خصوصاً أن الماضي يمتزج بالحاضر، فالماضي هو الذي بلور هذا الحاضر المشرق لوطننا الغالي، مبينة أنها جسدت من خلال الألوان وتقاطع الريشة على اللوحة جملة من العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، كما اهتمت برسم رموز الوطن، وهو ما أتاح لها أن تتعايش مع الكثير من المضامين الفنية برؤية عصرية. مشاهير الشعر وتشير الظاهري إلى أنها أقامت بعض المعارض لبعض مشاهير الشعر في منطقة الخليج، ورسمت لهم العديد من البورتريهات، فضلاً عن تصوير الطبيعة بالألوان الزيتية والفحم الأكريليك، أيضاً اشتغلت على رسم الخيول العربية الأصيلة في تعبير عن الفروسية والشجاعة، وكذلك رسم الغزال الذي استوحته من البيئة الإماراتية، خصوصاً أنه يشغل حيزاً في قصائد الشعراء، وكذلك رسم الصقور وقاع البحر بدرجات ألوانه الزرقاء، وتلفت إلى أنها تزين لوحاتها بالخط العربي الذي استطاعت أن تبرع فيه، فتضع لمساتها بالخط الديواني والرقعة والنسخ والثلث، تعبيراً عن الاعتزاز بالحرف العربي الأصيل. اختبار حقيقي تورد موزة الظاهري، أنها وُضعت أمام اختبار حقيقي عندما كانت في المرحلة الجامعية، إذ طلب أحد الأساتذة الأكاديميين أن يرسم كل طالب أي شيء يخطر على باله، وبسرعة انبرى الجميع في تحريك الريشة والبدء فوراً في الرسم، موضحة أنها في هذه اللحظة خطر على بالها أن ترسم زميلتها، وقدمت اللوحة في زمن قياسي، وحين قيم الأستاذ الجامعي اللوحات اختار لوحتها كأفضل الرسومات، وهو ما جعلها تشعر بسعادة غامرة، والعمل على تطوير نفسها بشكل إبداعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©