الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مفاوضات «النووي الإيراني» تتواصل دون إنجاز في فيينا

مفاوضات «النووي الإيراني» تتواصل دون إنجاز في فيينا
3 يوليو 2015 01:07
فيينا (وكالات) تواصلت الجهود الدبلوماسية المكثفة في الملف النووي الإيراني في فيينا أمس، لكن من دون أن تؤدي إلى «اختراق» يتيح إبرام اتفاق نهائي، فيما التقى الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الرئيس الإيراني في طهران. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينمير خلال مؤتمر صحفي في فيينا: «من الواضح أننا لم نصل بعد إلى اتفاق»، مضيفاً: «هناك عراقيل صغيرة وكبيرة نعمل على إزالتها». وتساءل عما إذا كانت الأطراف جميعها تمتلك «الشجاعة والنوايا» للتوصل إلى اتفاق تاريخي بعد 20 شهراً من المباحثات المكثفة. أما نظيره البريطاني فيليب هاموند فقال لدى وصوله إلى فيينا للصحفيين «لا أعتقد أننا أحرزنا أي نوع من الاختراق حتى الآن»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «العمل مستمر، سترون خلال الأيام القليلة المقبلة وزراء يأتون ويذهبون للحفاظ على زخم تلك المحادثات». وقبل ذلك بدقائق، خرج وزير الخارجية الإيراني إلى شرفة القصر مبتسماً كما عادته، وقال للصحفيين حول إمكانية التوصل لاتفاق: «آمل ذلك». لكن لا يبدو أن المباحثات تتقدم فعليا في اليوم السادس من الجولة الأخيرة من المفاوضات، التي جرى تمديدها حتى 7 يوليو مع إمكانية إنهاء المفاوضات قبل هذه المهلة أو بعدها سواء باتفاق أو دونه، بحسب مختلف الأطراف. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: «أحرزنا تقدماً في بعض المسائل، وما زال هناك مسائل أخرى». لكن وزير الخارجية الصيني وانج يي كان أكثر تفاؤلا، قائلاً: «إن على جميع الأطراف أن تبذل جهوداً إيجابية». وأضاف: «نحن واثقون أن الأطراف سيتوصلون في النهاية إلى اتفاق عادل ومتوازن.. اعتقد أن ثمة احتمالاً كبيراً للتوصل إلى اتفاق». ومنذ استئناف المفاوضات رسمياً الجمعة الماضي يقوم وزراء خارجية دول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والمانيا) برحلات متتالية ذهاباً وإياباً إلى العاصمة النمساوية باستثناء وزير الخارجية الأميركي جون كيري الموجود في فيينا منذ أسبوع. وتريد الأسرة الدولية فرض رقابة مشددة على برنامج إيران النووي لضمان عدم امتلاك طهران قنبلة نووية مقابل رفع العقوبات. وتزامناً مع محادثات فيينا، وصل رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ليلاً إلى طهران. والتقى الرئيس الإيراني حسن روحاني. وقبيل ذلك، التقى رئيس الوكالة الدولية أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني الذي أكد رغبة بلاده في التوصل إلى اتفاق «عادل ومتوازن». من جهته أعرب أمانو الذي يزور طهران للمرة الرابعة منذ 2012 عن تفهمه «قلق وحساسية» الإيرانيين، مؤكدا أنه «قدم اقتراحات لإزالة العراقيل القائمة وتسريع عملية التعاون» بين طهران والوكالة. وستلعب الوكالة الدولية للطاقة الذرية دوراً أساسياً في أي اتفاق نهائي مع إيران إذ ستكون مكلفة تفتيش المنشآت للتأكد من احترام إيران لالتزاماتها. ولدى الوكالة بين أربعة و10 مفتشين يعملون يومياً في إيران، وهي تملك حالياً إمكانية الوصول إلى عدد من المنشآت النووية، إلا أن مجموعة 5+1 تريد تعزيز وتوسيع التفتيش. وتأتي زيارة أمانو بدعوة من طهران التي تود بحث أنشطة سابقة تتعلق باحتمال وجود بعد عسكري للبرنامج النووي. وفي هذا الصدد قال دبلوماسي غربي: «إذا كان الإيرانيون دعوا أمانو لزيارتهم، فمن الممكن أن نتخيل أن لديهم ما يريدون قوله». وعلى الرغم من نفي طهران، تشتبه وكالة الطاقة الذرية في أن طهران قامت بأبحاث حتى عام 2003، وربما بعد ذلك التاريخ لامتلاك قنبلة ذرية، وتسعى للقاء العلماء الضالعين في هذه الأنشطة، والإطلاع أيضاً على وثائق وزيارة مواقع قد تكون جرت فيها هذه الأبحاث. لكن هذه المطالب لاقت رفضاً قاطعاً من المرشد الأعلى علي خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في البلاد. وبالإضافة إلى تفتيش المواقع الإيرانية، تبقى هناك مسائل أخرى عالقة مثل مدة الاتفاق. وتريد المجموعة الدولية ان تكبح البرنامج النووي الإيراني لعشر سنوات على الأقل، لكن خامنئي رفض الأسبوع الماضي الحد من القدرات الإيرانية لفترة طويلة، كذلك يشكل رفع العقوبات عقدة بالغة الأهمية، لأن إيران تأمل في تدابير فورية، أما مجموعة 5+1 فتريد رفعاً تدريجياً ومشروطاً لهذه العقوبات. والاتفاق الذي «أصبح في متناول اليد» بحسب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لا يزال يواجه عراقيل كبرى. والتوصل إلى اتفاق نهائي سيكون له انعكاسات دولية مهمة، إذ سيفتح الطريق أمام تقارب قد بدأ فعلاً بين الولايات المتحدة وإيران، كما أمام عودة إيران إلى الساحة الدولية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©