الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجمهوريون».. و«المنحدر الزلق» لتشريعات الأسلحة

28 أكتوبر 2017 23:12
تراجع الجمهوريون في الكونجرس، عن دعم تشريع يحظر استخدام قطعة تكميلية، عبارة عن أخمص بندقية متحرك، استخدمه ستيفن بادوك مطلق النار في لاس فيجاس، يحول البندقية نصف الآلية إلى مدفع رشاش، وأحالوا الموضوع إلى «مكتب الكحوليات، والتبغ، والأسلحة النارية والمتفجرات» المعروف اختصاراً بـأحرف ATF كي يقوم بحظر استخدام مثل تلك القطع، من خلال إجراء تنفيذي. و«نعتقد أن الحل التنظيمي هو الحل الأذكى، والأسرع، وبعده، نريد أن نعرف بصراحة، كيف حدث ذلك في الأصل»، كان هذا هو ما قاله رئيس مجلس النواب «بول رايان» (جمهوري- ويسكونسن)، في مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي. ورايان مخطأ فيما قاله، فحظر ATF لأجزاء من أسلحة نارية من دون تفويض صريح من الكونجرس، يشكل تهديداً للتعديل الثاني من الدستور، وهو أكبر بكثير من التهديد الذي يمكن أن يشكله أي تشريع آخر يمرره الكونجرس. وفي عام 2010، في عهد إدارة أوباما، رأى مسؤولو ATF أن إضافة أخمص بندقية تكميلي لزيادة قدرتها على إطلاق النيران بمعدل كبير، يعتبر إجراءً قانونياً بموجب القانون الفيدرالي الساري في هذا الشأن، وقالوا في خطاب وجهوه لمصنع هذه القطعة وهو مصنع «سلايد فاير»: «نرى أن الأخمص التكميلي، يشكل جزءاً من أجزاء السلاح الناري ولا يعتبر هو سلاحاً نارياً في حد ذاته، وذلك بموجب قانون مراقبة الأسلحة، أو قانون الأسلحة النارية الوطني». وكان هذا الرد يعبر عن قراءة صحيحة، ولكن محدودة لقوانين الأسلحة المعمول بها في الولايات المتحدة. وفي الوقت الراهن يريد الجمهوريون من ATF أن يقوم بإلغاء القرار الذي أصدره في عام 2010 باعتبار تلك الأجزاء التكميلية للبنادق قانونية، والعمل على حظرها فعلياً بموجب أمر تنفيذي، وبدون إذن صريح من الكونجرس بذلك. وإذا ما اتخذ ATF مثل هذا الإجراء، فإنه سيمثل سابقة لاتخاذ إجراءات تنفيذية أخرى بشأن الأسلحة، من دون تفويض صريح من الكونجرس. وهي سابقة، يمكن لأي رئيس ديمقراطي في المستقبل، أن يستغلها لجعل ATF يقوم بإعادة تصنيف جميع الأسلحة نصف الآلية، كمدافع رشاشة. لقد وقف الحزب الجمهوري من قبل ضد كل الإجراءات التنفيذية غير القانونية، التي اتخذها الرئيس السابق أوباما، بشأن الهجرة وغيرها من الموضوعات، وبالتالي فإن حث الحزب الآن للرئيس دونالد ترامب على اتخاذ مثل هذه الإجراءات القانونية، يعتبر شيئاً يدعو للدهشة البالغة. إن على الكونجرس أن يصر على المبدأ الخاص بضرورة، تصرف المنظمين، بشكل دقيق، داخل إطار القوانين التي يمررها الكونجرس فقط، بدلاً من حث هؤلاء المنظمين على التمادي في تقديم تفسيرات لقوانين لم تكن ضمن نية الكونجرس. ونية الكونجرس، كما عبر عنها السيناور ديان فينشتاين (ديمقراطي- كاليفورنيا) هي تمرير تشريع محدود، مصوغ بعناية، لحظر مثل هذه الأجزاء، وغيرها من الأكسسوارات التي تزيد معدل إطلاق النار، على نحو يحول البنادق من نصف آلية إلى آلية. والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق هو: لماذا يحجم الجمهوريون عن تمرير مثل هذا التشريع؟ يرجع ذلك إلى أن البعض منهم تملكهم الرعب، وهو أمر يمكن تفهمه، عندما أعلنت زعيمة الأقلية في مجلس النواب «نانسي بيلوسي» (ديمقراطية- كاليفورنيا)، عن أملها في أن يتحول تشريع فينشتاين، بشأن أخمص البندقية التكميلي، إلى «منحدر زلق»، يسهل عملية فرض إجراءات مراقبة أسلحة أكثر شمولاً. ولكن على الجمهوريين أن يفهموا أن «المنحدر الزلق» الحقيقي بشأن الأسلحة يكمن في منح الصلاحية لمكتب ATF لفرض رقابة على الأسلحة من جانب واحد، من خلال أمر تنفيذي، وليس من خلال تمرير تشريع مصوغ بعناية. والسبب الآخر الذي يجعل جمهوريي الكونجرس، مترددين في تمرير تشريع في هذا الخصوص هو أنهم يحاولون تجنب المساءلة. فهم يخشون أن يدون في الدفاتر الرسمية، أنهم يدعمون أي تشريح جديد لفرض المزيد من الرقابة على شراء واستخدام الأسلحة. ولكن على هؤلاء الجمهوريين أن يدركوا أن حظر استخدام قطع تكميلية، ليس إجراء جديداً لإحكام الرقابة على بيع الأسلحة، وإنما هو إجراء يقصد به سد ثغرة موجودة في التشريع الحالي، لا أكثر. وسد هذه الثغرة لا يحد من حقوق استخدام الأسلحة، وإنما ينسجم ببساطة مع نية قوانين الأسلحة النارية السارية. والكونجرس يلجأ لهذه الأنواع من الحيل طيلة الوقت. فالمشرعون يجدون وسيلة لزيادة الحد الأعلى للدَّين الوطني، ثم يدعون في الوقت ذاته أنهم يعارضونه. وهذه الحيل في رأيي عمل جبان، وتمثل إهانة للشعب الأميركي. والآن نرى جمهوريي الكونجرس -وبدلاً من القيام بواجبهم- يختبئون وراء مكتب ATF، لحماية سمعتهم السياسية، ولا يعنيهم أن يعرضوا التعديل الثاني للدستور لخطر كبير. ولذا فإن على هؤلاء الأعضاء أن يظهروا مزيداً من الاحترام لمن أعطوهم أصواتهم، ومزيداً من الاحترام أيضاً للدستور، وللضحايا الذين قتلوا في لاس فيجاس. وهذه فرصة لعمل مشترك من جانب الحزبين الكبيرين، على الجمهوريين في الكونجرس، أن يغتنموها. * زميل معهد أميركان إنتربرايز وكاتب الخطابات الرئيسي لبوش الابن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©