إعداد - محمد عبدالرحيم:
بدأت شركة جوجل في التوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لاستغلال النمو المتسارع في حجم التعداد السكاني الذي يستخدم الانترنت حيث شرع عملاق البحث في توظيف المستخدمين وانشاء المكاتب قبل ان تفرج عن نسخ من منتجاتها باللغة العربية من اجل تشجيع انتشار استخدامات الانترنت في العالم العربي· وكما ورد في صحيفة ''الفاينانشيال تايمز'' مؤخرا فإن اطلاق نسخة خدمة جوجل للانباء باللغة العربية قد حظيت بالاشادة والترحاب بسبب ما يمكن ان توفره من منصة موحدة لوسائل الإعلام العربية على الانترنت، وكانت جوجل في الاسابيع الاربعة الاخيرة قد اطلقت ايضا خدمة للبريد الالكتروني باللغة العربية واداة للترجمة ما بين اللغتين الانجليزية والعربية·
وذكر حسين امين رئيس قسم الصحافة والاتصال الجماهيري في الجامعة الاميركية بالقاهرة ان منتجات جوجل من شأنها ان تعمل على تعزيز وتوطيد الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية العابرة للحدود في كامل انحاء الوطن العربي تماما كما ظلت تفعل أجهزة تلفزة الاقمار الاصطناعية، ومضى يقول: ''الآن وقد اصبحت لدينا اداة كهذه فإن الأشخاص سوف يفكرون في تطوير المزيد من مواقع الانترنت باللغة العربية، وسوف ينعكس هذا الامر في مجالات عديدة مثل الأعمال التجارية والثقافية والتعليمية بالاضافة الى السياسية''·
اما دينيس وودسايد المدير الجديد للاسواق الناشئة في شركة جوجل قال من جانبه: ''نحن نعتقد بأن موقع الويب العربي سوف ينتهج خطى عددا من الأنماط المشابهة مثل موقع (Turkey Today) او ''تركيا اليوم'' حيث شهد التعداد السكاني الذي يستخدم الانترنت زيادة بستة اضعافها في غضون خمس سنوات فقط''·
وعلى الرغم من ذلك فهنالك مخاوف حقيقية من ان جوجل ربما تواجه ضغوطا شرسة من بعض الحكومات في المنطقة بشأن الكشف عن معلومات لا ترغب في البوح بها أو تسربها·
وكما يقول محرر في أحد مواقع الويب الإسلامية: ''أخشى ان تؤدي هذه المبادرة الى متابعة كل ما يفعله أي مستخدم لمواقع الويب، وهو الأمر الذي بات يثير مخاوفنا''، إلا ان شركة جوجل ذكرت بأنها لن تقدم على توفير تفاصيل عن الشخص الذي يستخدم موقع الويب بدون طلب من المحكمة، واشار وودسايد ان الاندفاع في داخل منطقة الشرق الأوسط لن يمضي بنفس الوتيرة التي حدثت في الصين حيث كانت جوجل قد اطلقت خدمة صينية متخصصة تفيد نتائج البحث عن المواضيع الحساسة مثل مسألة حقوق الانسان· وعلى الرغم من ان الحكومات سيصبح بامكانها اغلاق عمليات الدخول الى مواقع الويب الجنسية والاباحية على سبيل المثال الا ان نتائج البحث الخاصة بشركة جوجل في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا سوف تخضع لبعض القيود بخلاف ما يحدث في الصين حيث يتم ''فلترتها'' بالكامل·
والى ذلك اشار شريف اسكندر ممثل شركة جوجل في القاهرة الى ان هناك حوالي 23 مليون مستخدم للانترنت في العالم العربي ومازال هذا الرقم يشهد نموا بوتيرة متسارعة، وكذلك فقد تم انفاق مبلغ يتراوح ما بين 10 الى 25 مليون دولار في الإعلانات والدعاية على الانترنت والذي بلغ اجماليها 50 مليون دولار في العام الماضي·
ومضى يقول: ''ان هدفنا اصبح ينصب على ضرورة التعلم اولا قبل التفكير في استدرار الأموال من هذه الخدمة''· ويذكر ان خدمة ام اس ان البوابة الخاصة بشركة مايكروسوفت وأحد أكبر محركات البحث المنافسة لخدمة جوجل قد ذكرت ايضا بأنها تعتزم اطلاق منتج للبريد الالكتروني باللغة العربية في وقت لاحق من هذا العام·
عدد اليوم
