الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلمان بن حمد: إنجازاتنا الخليجية مصدر اعتزاز وفخر ولكن الطموح أكبر

سلمان بن حمد: إنجازاتنا الخليجية مصدر اعتزاز وفخر ولكن الطموح أكبر
14 ديسمبر 2016 00:29
هالة الخياط، وعمر الأحمد (أبوظبي) أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، أن الإنجازات التي حققها مجلس التعاون لدول الخليج العربية مصدر اعتزاز وفخر، ولكن مع ذلك يتفق الجميع على أن الطموح أكبر، ويجب تعزيز الروابط لبلوغ مستويات أكثر قوةً وتكاملاً من خلال العمل ككتلةٍ لها ثقلها الدولي. وقال سموه: إن حجم الطموح يتجسد في إدراك أهمية العمل بوتيرة متسارعة لتحقيق المنجزات التي يتطلع لها الجميع في المستقبل، خاصة في ظل المتغيرات الدولية، مشيراً إلى أن ذلك ما جسدته الرؤية المستقبلية لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون للتكامل الاقتصادي، من خلال وضع الأسس لمواصلة تنسيق الجهود وتطوير التشريعات والتنظيمات المحفزة للأعمال والإسراع في تنويع الاقتصاد، وزيادة حجم الصادرات، وتوحيد السياسات المالية والاستثمارات المشتركة، مع التطلع إلى تفعيل اتحاد جمركي حقيقي بما يعزز فتح وتكامل أسواق المال. البنية التحتية وشدد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، خلال جلسة حوارية مع الإعلامي تركي الدخيل، على أهمية ربط هذه التوجهات بخطوات عملية، تضمن تحقيق الأهداف الموضوعة لها، ومن هذه الخطوات مواصلة تطوير البنية التحتية الخليجية ورفدها بكل ما يؤهلها لمواكبة البنى التحتية ذات المعايير الحديثة لارتباطها الوثيق بزيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي، واستدامته وتنوعه وتعزيز تأمين البيئة الممكنة للشباب، منوهاً بوجود الالتزام خليجي بتطوير البنية التحتية لدول المجلس الاستثمارات فيها، خاصة المشاريع المشتركة التي تؤطر إلى مزيد من التكامل والترابط الاقتصادي والاجتماعي، ومن أبرزها والتي نترقب تنفيذها هي مشروع سكة الحديد الخليجية، والربط المائي، الاستثمارات في الطاقة المتجددة. وأشار سموه كذلك إلى الإضافة التي يشكلها مشروع جسر الملك حمد الجسر الجديد بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة الذي سيقوم على أساس الشراكة مع القطاع الخاص، وقد بدأ في استقطاب اهتمام الشركات الخاصة إقليمياً ودولياً. جاء ذلك لدى مشاركة سموه، أمس، في الجلسة الحوارية في مؤتمر «فكر 15»، الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي تحت عنوان (التكامل العربيّ: مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة) المقام في أبوظبي، حيث تناول سموه الأولويات التي يرى أهمية تركيز مجلس التعاون عليها في المرحلة المقبلة لمواصلة الانطلاق منها نحو مزيد من الإنجازات التي تصب في صالح نماء وازدهار دوله وشعوبها، مؤكداً أن نجاح مجلس التعاون يعتمد بشكل أساسي على تحفيز طاقات الشباب بالتعليم الحديث والتمكين لما يمتلكونه من قدرة على الإبداع والابتكار . تسهيلات وخدمات وأشار سموه إلى أبرز ما تم تحقيقه للمواطن الخليجي من تسهيلات وخدمات طوال مسيرة مجلس التعاون، حيث أصبح تنقل المواطنين الخليجيين بين الدول الأعضاء أكثر سهولة بالبطاقة الشخصية، وترافقت سهولة الحركة مع سهولة ممارسة النشاطات التجارية لأي مواطن خليجي في كل دول المجلس، حيث بلغ عدد السجلات التجارية للخليجيين في الدول الأعضاء نحو 40 ألف سجل، وكذلك يمكنه تملك العقارات في دول المجلس، كما أن الفرص الاستثمارية قد فُتحت أمام المواطن الخليجي في أي من الدول الأعضاء. المنظومة الدفاعية واعتبر سموه المنظومة الدفاعية المتطورة المشتركة كضامنٍ وحامٍ لهذه المكتسبات المتحققة للمواطنين في دول الخليج العربي، فالأمن والاستقرار متطلب مهم لمواصلة التنمية واستدامتها، فالتحديات الأمنية أمام مجلس التعاون كبيرة؛ ولذا يجب مواصلة تقوية أسس التعاون الدفاعي والأمني بصور متعددة منها إنشاء غطاء دفاعي ضد الصواريخ الباليستية، منوهاً بأن قيام مجلس التعاون في عام 1981 جاء في فترة كانت المنطقة تمر خلالها بعدة متغيرات، مؤكداً أن كل ذلك مؤشرٌ واضح على أن التنسيق والعمل الجماعي في العمل الدفاعي والأمني أصبح على مستوى عالٍ جداً . وتحدث سموه عن أهم ما حققته دول مجلس التعاون في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري، حيث أكد أن دول مجلس التعاون سعت إلى تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بين الدول الأعضاء بما يكفل الازدهار المشترك، وحققت عدداً من المنجزات في هذا المجال ضمن منظومة العمل الخليجي المشترك مشيراً إلى أنه لو تم النظر إلى القمم التي عقدت والنتائج التي أسفرت عنها، فإن دول مجلس التعاون لديها اليوم سوق خليجية مشتركة، وتم توحيد وخفض رسوم الجمارك بما رفع مستويات التجارة البينية 115 مليار دولار في 2015 مقارنة بـ 15 مليار دولار في 2002. وأكد سموه أن كل ذلك يؤكد أن دول المجلس تحوز مرتكزات بالجانب الاقتصادي تمتلك إمكانيات هائلة يمكن البناء ليها لتكون أكثر تأثيراً على المستوى الدولي ككتلة اقتصادية عالمية. وفيما يتعلق باقتصاد مملكة البحرين، قال سموه إنه حتى خلال تحديات عام 2011 فقد تمكنت البحرين من مواصلة تحقيق النمو الاقتصادي الإيجابي آنذاك، مؤكداً سموه أن البرامج والمبادرات التي تسير عليها المملكة بالتوازي مع رؤيتها الاقتصادية 2030 سوف تستمر في الإسهام في تحقيق التطلعات والأهداف المرجوة. تحديات ومتغيرات واعتبر سموه أن كل ما تم استعراضه اليوم يؤكد أن مجلس التعاون الخليجي نجح كمنظومة في مواجهة تحديات ومتغيرات عدة، واستمر في تماسكه وترابطه، مشيراً إلى أن دول المجلس تسير في الاتجاه الصحيح للوصول إلى مرحلة الاتحاد المرتكزة على أسس ثابتة من خلال استكمال العمل المؤسسي المشترك والتشريعات اللازمة، مع الاستفادة من تجارب التكتلات الدولية الأخرى بكل ما فيها؛ فالاتحاد يجب ألا يكون فقط عنواناً، وإنما حقيقة على أرض الواقع في كل يوم وفي كل بقعة من دول المجلس، وأن يتم بشكل تلقائي بعد استكمال المؤسسات والتشريعات والتنظيمات اللازمة، وأكد سموه في هذا الجانب أهمية إعلاء الإيمان بالمواطنة والعروبة كقيم جامعة بناءة ترتقي على أي تصنيفات دون ذلك في جميع أوطاننا العربية. وأضاف سموه: أنه يجب أن نعي لأهمية السمو بالدين عن أي محاولات لإساءة استغلاله سياسياً أو محاولة تحريف تعاليمه السمحة والداعية للوسطية بأيديولوجيات إرهابية متطرفة، وتحدث سموه عن الدبلوماسية الخليجية والدور المهم الذي لعبته في كثير من المحافل الدولية . وفيما يتعلق بالعلاقات بين مجلس التعاون والقوى الدولية، تناول اللقاء القمة الخليجية البريطانية التي استضافتها المنامة وحضرتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في أول زيارة لها للمنطقة، حيث أشار سموه إلى ما أكدته رئيسة الوزراء من الالتزام المملكة المتحدة بعلاقاتها مع حلفائها في المنطقة، ومواصلة تطويرها على أسس أكثر تطوراً من الوضوح والتفاهم، إذ شددت على ارتباط أمن الخليج العربي بأمن بريطانيا والخليج، مما يدلل على متانة العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، ويضاف إلى واقع أن السوق الخليجي هو ثالث أكبر سوق لبريطانيا. وفيما يتعلق بالعلاقات الخليجية الأميركية مع انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، وتشكل إدارته الجديدة، أعرب سموه عن التطلع للبناء على العوامل المتحققة للجانبين الخليجي والأميركي من مردود هذه العلاقات الاستراتيجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©