الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسائلكم وصلت

30 يونيو 2006 01:23
إعدام موهبة إلى/ صحيفة الاتحاد·· تحية طيبة وبعد·· بصراحة لقد تأثرت كثيراً بمقالة الأخت (إيمان النعيمي) والتي نشرت بتاريخ 15/6/2006 بعنوان (إعدام لوحة) لأن ما حصل معها قد حصل معي قبل سنتين عندما كنت طالبة في الصف الثاني ثانوي، فقد فاجأتنا معلمة اللغة العربية بأن المنطقة التعليمية ستقوم بإجراء مسابقة شعرية بمناسبة عيد الأم وعلى من تريد المشاركة في المسابقة أن تقوم بتأليف قصيدة تهديها لوالدتها في يوم عيدها·· وعندما حان موعد تسليم القصائد فوجئت بأن قصيدتي عادت لي دون ذكر أي سبب، مما اضطرني لسؤال معلمتي عن ذلك، فصدمتني حين سمعتها تقول إن اللجنة استبعدت مشاركتي لأنه على حسب رأيهم القصيدة أكبر من أن تنجزها طالبة في هذا العمر، فبالتأكيد هناك شخص آخر قام بذلك!! فلم أتمالك نفسي وبكيت فأخذت المعلمة تخفف عني محاولة تهدئتي، ومما زاد الطين بلة انه في نهاية لقائي بالمعلمة فوجئت بها تلقي على مسامعي قنبلة من العيار الثقيل وذلك عندما قالت: اصدقيني القول يا مريم من كتب لك القصيدة؟!! إذا كان المسؤولون لا يثقون بقدراتنا كطالبات، لماذا إذاً يقيمون المسابقات ويرصدون لها الجوائز؟! إذا كانت المعلمات لا يشجعن طالباتهن على الإبداع وتنمية المواهب فلا داعي إذاً أن نلقي باللوم على الطلبة والطالبات ونتهمهم بالكسل والتقاعس وعدم التفاعل مع الأنشطة المختلفة، بالطبع ليس كل المعلمين أو المعلمات كذلك، بل هناك فئة ليست بالقليلة تساعد الطلاب على تنمية مواهبهم وتأخذ بأيديهم نحو التميز دون كلل أو ملل، تنمي فيهم ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم، تزرع فيهم اليقين بأنهم قادرون على العطاء والابتكار والتجديد، تغرس فيهم نوعا جميلا من التحدي، أقصد هنا تحدي النفس حتى تزخر ساحات المواهب بأفكار وإبداعات أجمل وأجمل· لكن في المقابل توجد فئة بسيطة من المعلمين أو المعلمات بل وحتى من المسؤولين في الحقل التربوي تقوم بقتل المواهب وهي في المهد، مما ينعكس سلباً على نفسية الطالب فيؤدي تدريجياً الى اندثار تلك الموهبة التي حباها إياه الخالق خصوصاً إذا كانت الأسرة من النوع الذي لا يحتضن مواهب الأبناء ولا يقيم لهم وزناً، الى هذه الفئة أقول: لن تخسروا شيئاً إذا سمع منكم أبناؤكم الطلبة كلمة تشجيع، والى ذلك النوع من الأسر أقول: أنتم المدرسة الأولى لأبنائكم وبناتكم، فإذا لم يجدوا الأرض الخصبة لمواهبهم وطموحاتهم في كلا المدرستين فلا داعي أن نلومهم إذا تحولت طاقاتهم الإبداعية الى طاقات سلبية لا فائدة منها· والى عزيزتي إيمان أقول: لا عليك يا عزيزتي·· فطالما وهبك الله سبحانه موهبة الرسم وجعلك تبرعين فيها، أو أي موهبة أخرى فأعتقد أنه من الطبيعي أن تعترض طريقك بعض العقبات التي بإمكانها أن تثبط من عزيمتك إذا سمحت لها أنت بذلك، هل تعلمين لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى حين يهب الإنسان نعمة ما فإنه يختبره ببعض العثرات أو المنغصات ليمتحن صبره وإيمانه، فلا تدعي تلك المنغصات تؤثر عليك سلباً أو تلغي موهبتك، فطالما أنك تؤمنين بموهبتك وقدراتك فلا تسمحي لأي شيء أن يضعف من إصرارك على السير في طريق التميز، فموهبتك نعمة من خالقك، فحافظي عليها لأنك مسؤولة عنها·· مع كل التمنيات لك بالتوفيق· مريم مبارك الظاهري أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©