الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أقصى حدود التحدي

30 يونيو 2006 01:22
ربما جلست وتساءلت ذات ليلة ما هو التحدي وما أقصى درجاته؟ ربما هو بلوغ الغاية وتخطي الصعاب، ومن المحتمل أنه خطر في بالك صورة الفوز والنجاح في منافسة ما·· ولكل من البشر تفسيره الشخصي لتعريف هذا المصطلح، فحينما سُئل طفل في السابعة من عمره السؤال ذاته أجاب وبكل براءة التحدي هو عندما أكسر فازة أمي أثناء اللعب بالكرة، فتغضب وتثورة وفي ذروة غضبها تبتسم بمجرد أن أحضنها وأقبلها معتذراً عما بدر مني·· بالفعل ان صنع ابتسامة في ذروة الغضب لا تبدر إلا عن شخص شجاع ومتفائل في الحياة، فالكثير منا يغضب بدرجات متفاوتة، فهناك من يكتفي بالصراخ ومن الأشخاص من يحطم أو يرطم رأس الآخر بالجدار·· وهناك من يصل لأقسى درجات الغضب فيرتكب فعلاً متهوراً كجرائم القتل أو تصبح عنده صفة مكتسبة فيتولد لديه أسلوب العنف من الآخرين·· ومن جهة أخرى من يكتم غيظه وغضبه قد ينعكس ذلك الكبت على صحته النفسية ليصاب بالاكتئاب الدائم، وأحياناً على جسده مصاباً بالقولون العصبي أو ضغط الدم· وهنا يأتي الدواء العاجل والفعال وهو السير على ما ورد في سُنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فالغضب من النار، ولا يطفئ النار إلا الوضوء والاستعاذة بالله من الشيطان·· والجدير بنا هو أن نتعلم فن التسامح ونتقن رسم الابتسامة على الشفاه·· فالتحدى لا يمكن تحقيقه دون العمل به، وعلينا أن نبذل جهداً لنتحدي ثوران النفس ساعة الغضب·· وما يساعدنا على ذلك هو تذكر مقولة: لا تهتم بصغائر الأمور، فكل الأمور صغيرة، فمهما كان الأمر يستحق الغضب ثق بأنه برهة وسيصغر حتى يتلاشى·· ولنثبت صحة هذه المقولة ولنأخذ مثالا أن هناك أمراً أغضبك قبل سنوات عدة·· وتذكر ذلك الحادث الآن، ما عساها أن تكون ردة فعلك؟ هل تغضب وتثور أم أنك تكتفي بابتسامة وتتراود بداخلك همسة (فعلاً السنين تمر·· لقد كانت أياما جميلة) حتى وإن كان الأمر يستحق غضبك حتى يومك هذا ولكن بمجرد تذكر الماضي لا شعورياً ينتابك شوق وحنين لتلك الأيام·· وهنا يأتي دور الحفاظ على الاسترخاء بين فترة وأخرى للحفاظ على صفاء الذهن من كل المتاعب التي تواجهنا في حياتنا اليومية·· لذا لا تضيع وقتك في الغضب·· وانظر للأحداث بما أنها حدثت كأنها في الماضي الذي سنشتاق له يوماً·· فإن بلغت حدود التحدي بلغت السعادة وحصلت على بطاقة النجاح في الحياة· ü إشارة حمراء: ابتسم فالابتسامة برشام الشباب· سيف بن تويلي النعيمي العين
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©