تعزيز منظومة القيم الأخلاقية لمواقع التواصل الاجتماعي.. ضرورة

لمياء الهرمودي (الشارقة) دعا المشاركون في الجلسة الخامسة للمجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي إلى ضرورة تعزيز منظومة القيم الأخلاقية والضوابط الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، بما يضمن الإفادة من التأثيرات الإيجابية لهذه الوسائل، وتجنب تداعياتها السلبية على الأسرة والمجتمع. وبحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي، تواصلت، أمس الأول، أمسيات المجلس في موسمها الرابع الذي تقام جلساته في جزيرة المجاز، وسيطرت «قضايا مواقع التواصل الاجتماعي» على محاور الجلسة، التي تناولت أبعاد ومحاذير هذه المواقع من منظور نفسي ورؤية دينية، دون تجاهل تأثيراتها على النسيج المجتمعي والهوية الوطنية. حضر الجلسة الشيخ سعود بن فيصل القاسمي، سفير منظمة «ايكاف»، المنظمة الحكومية الدولية لصندوق دعم التعليم التابعة للأمم المتحدة، وأسامة سمرة، مدير مركز الشارقة الإعلامي، وعدد من الشخصيات الرسمية والإعلامية، ونخبة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الإماراتيين والعرب، إلى جانب جمهور كبير حرص على التفاعل مع الجلسة من خلال الأسئلة التي طرحها على المتحاورين. وشكر الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي فضيلة الشيخ وسيم يوسف، والشيخ الدكتور عبدالعزيز النعيمي، على مشاركتهما في هذه الجلسة التي تناولت واحداً من أكثر الموضوعات إثارة للجدل، وهي مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لما أفرزته من إشكالات تقاطعت مع جوانب الحياة المختلفة. وأعاد الشيخ الدكتور عبدالعزيز النعيمي ذاكرة الحضور في مستهل الجلسة إلى بدايات ظهور وسائل الإعلام التقليدية، مذكراً إياهم بأن الناس كانوا دائماً لا يتقبلون الشيء الجديد، ويتعاملون معه عند ظهوره بشيء من الخوف أو القلق،مضيفاً أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم حقيقة واقعة، فيها النافع والضار، ويرجع قرار الاختيار إلى الشخص الذي يستعمل هذه الوسائل. وابتدأ فضيلة الشيخ وسيم يوسف مداخلته بتأكيد أن ثقافة الحوار تعتبر شيئاً معدوماً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت هذه المواقع وسيلة للهيمنة، وفرض الرأي، وإقصاء الآخر، مشيراً إلى أن هذه المواقع ساعدت على تقدم الفكر من خلال التعرف إلى توجهات أصحاب الأفكار المختلفة، بين وسطي، ومحايد، ودموي، وما إلى ذلك من تصنيفات، مضيفاً أنه لو كان «تويتر» رجلاً لغلبنا رأيه؛ لأنه يكشف لنا الخبيث من الطيّب، وفي الوقت نفسه فإن هذه المواقع تفتقر إلى التثبت في نقل أو نشر المعلومة، وهو ما يفقدها مصداقيتها، ويتيح المجال أمام البعض للطعن في الثوابت الدينية والوطنية. كادر/ 1/ الشارقة الفرق الضالة وتطرق الشيخ وسيم يوسف إلى بعض الإيجابيات والسلبيات في هذه المواقع، وقال إن مواقع التواصل الاجتماعي جعلت الإنسان يفكر أكثر ولا ينقاد بسهولة، وأتاحت له فرصة الاستفادة من علوم ومعارف كثيرة، ولكنها بالمقابل جعلت المتلقي أسير المتكلّم، بمعنى أن كل شخص قد يفهم ما تكتبه أو تنشره بطريقة مختلفة، وهو مازاد من حساسية ما يتم تداوله على هذه المواقع. وطالب وسائل الإعلام بالجرأة في الطرح، من خلال رفع سقف خطابها، لتوعية الناشئة والشباب من الفرق الضالة وشيوخ السياسة، والتأكد من مساهمة أفراد المجتمع في المحافظة على أمن بلادهم.