«السرداب» تعرض قصة ثلاثة شخصيات في صراع من أجل الحب

افتتحت في ندوة الثقافة والعلوم في دبي مساء أمس الأول فعاليات الدورة الرابعة من “مهرجان دبي لمسرح الشباب” الذي يقام برعاية “هيئة دبي للثقافة والفنون”، وحضر حفل الافتتاح عبد الرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وبلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في الوزارة ومحمد المر نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون وسعيد النابودة الرئيس التنفيذي للمشاريع في هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، وإسماعيل عبد الله رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين في الإمارات. ودشنت مسرحية “السرداب” لفرقة مسرح دبي الأهلي، تأليف عبد الله صالح وإخراج محمد الأهلي، عروض الدورة الرابعة من “مهرجان دبي لمسرح الشباب”، والمسرحية عمل يغوص في الحالة النفسية لثلاثة من الشخصيات (شابان وفتاة) يعيشون قصة بسيطة لصراعات من أجل الحب، ويقوم بالأدوار جاسم الخراز وإلهام محمد وعبد الله الحريبي. العرض الذي استغرق مدة خمس وثلاثين دقيقة قام على حوارات بدأت غامضة، حيث الشخوص الثلاثة (شريف وهاني ومزون) يجدون أنفسهم عالقين في قبو مظلم تحت الأرض، ويدور الحوار حول طبيعة المكان، وكيف آلت الأمور إلى هذا المكان، وكيفية البحث عن حل للخروج منه. ومنذ البداية تبدو شخصية هاني ضعيفة مهزوزة في مواجهة شريف الساعي إلى توثيق العلاقة مع مزون، ويجري الصراع بصورة خفية بين الشابين، لكنه سرعان ما يتصاعد ليبلغ حدود المعاركة، وفي حركة مفاجئة يقوم شريف بإلقاء هاني أرضاً، فيموت فوراً، وهنا تتخذ الحركة الدرامية مساراً جديداً في العلاقة، حيث شريف يطارد مزون بشراسة، ليجبرها على أن تحبه، وتتكشف شخصية شريف عن جوانب “غير شريفة”، من جهة، وعن جانب رومانسي من جهة ثانية، فهو عاشق للفتاة التي لا تحبه. ففي مشهد شديد الرومانسية يرسم المخرج في مربع مضاء وسط عتمة المكان اعترافات شريف، فنكتشف أنه قد خطط للنزول إلى القبو للتخلص من هاني، لكنه من جانب آخر يعترف بمشاعر حب جارف تجاه مزون، وبينما هو في هذا المشهد يغيب في حالة شبه صوفية، وحين يصحو يكتشف غياب مزون وغياب جثة هاني، وفجأة يسمع صوتيهما قادمين من العتمة على صورة شبحين، فينسحب في حالة هزيمة. العرض الذي يشكو من الكثير من صراخ الممثلين الشباب، يحفل بلحظات فنية جميلة على صعيد استخدام الإضاءة والمؤثرات الصوتية. وكان أهم ما فيه هو حبكته الدرامية التي اشتغل عليها المؤلف بصورة جيدة وبسيطة وبلا فذلكات. ويتضمن المهرجان عرض 8 مسرحيات هي إضافة إلى “السرداب”، “المغني” من تأليف عمر غباش وإخراج شيخة الحوسني وإنتاج مسرح أبو ظبي، و”العاصفة” لمسرح الشباب للفنون من تأليف حميد فارس وإخراج حسن يوسف، و”سيدة اللوحات” تقدمها جمعية عجمان للفنون الشعبية والمسرح من تأليف محمد الحمادي ومنال بن عمرو وإخراج محمد الحمادي، و”رحلة بوح” لمسرح رأس الخيمة الوطني تأليف فهد الشحي وإخراج مبارك خميس، و”راح ملح” لمسرح دبي الشعبي من تأليف طلال محمود وإخراج مروان عبد الله، و”زلة عمر” لمسرح أم القيوين الوطني تأليف حميد فارس وإخراج سالم العيان، و”باب” لجمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح من تأليف مرعي الحليان وإخراج محمد صالح. كما يتضمن المهرجان ندوات فكرية متخصصة وندوات تطبيقية لمناقشة العروض. وسيتاح للفرق المشاركة حضور ورش عمل متخصصة تغطي مراحل إنتاج العمل المسرحي كافة بدءاً من كتابة النص وانتهاءً بتأدية العرض أمام الجمهور. وإلى ذلك فإن المهرجان سينظم ورش عمل عديدة على هامش فعالياته، بإدارة خبراء متخصصين لمناقشة مواضيع عديدة، منها كتابة النص المسرحي، ودور المرأة في المسرح، وتوظيف التقنيات الحديثة في خدمة العمل المسرحي. وتعتبر كل من مؤسسة دبي للإعلام وبنك دبي التجاري رعاة الجوائز في هذا الحدث المسرحي. وفي برنامج المهرجان تكريم الفنانة موزة المزروعي، حيث ستقدم جائزة الشخصية المسرحية للعام لهذه الفنانة والممثلة المسرحية التي ساهمت في تغيير وجه المسرح الوطني ومهدت بإبداعاتها الطريق أمام ظهور العديد من الممثلات الإماراتيات المتميزات. ويختتم المهرجان يوم العاشر من الشهر الجاري بحفل توزيع الجوائز لمستحقيها، حيث تشكلت لجنة التحكيم لهذه الدورة من الفنان جمال مطر (رئيساً) وعضوية كل من الفنانين إبراهيم سالم وخليفة التخلوفة ويحيى الحاج والكاتبة باسمة يونس وإبراهيم سالم، وتشمل الجوائز الفئات التالية: أفضل عمل مسرحي، أفضل إخراج، أفضل تأليف، أفضل ممثل وممثلة في دور أول، أفضل ممثل وممثلة في دور ثانٍ، أفضل إضاءة، أفضل جهد متميز من غير أبناء الدولة، أفضل مؤثرات صوتية وموسيقية، أفضل ديكور، أفضل أزياء، وأفضل ماكياج. يعرض اليوم تعرض في الثامنة من مساء اليوم على خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي مسرحية «العاصفة» لمسرح الشباب للفنون بدبي، تأليف حميد فارس وإخراج حسن يوسف.