السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الدول الكبرى تتفق على مبادئ خطة انتقالية في سوريا

الدول الكبرى تتفق على مبادئ خطة انتقالية في سوريا
1 يوليو 2012
عواصم (وكالات)- اتفقت أطراف مجموعة العمل حول سوريا بمشاركة الدول الكبرى الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن في ختام اجتماع جنيف أمس، على مبادئ خطة انتقالية لمعالجة الأزمة السورية تقضي خصوصاً بتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية يمكن أن تضم أعضاء في الحكومة السورية الحالية. وفيما أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إثر الاجتماع أن هذا الاتفاق يمهد الطريق لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد، شدد نظيراها الروسي سيرجي لافروف والصيني يانج جيشي على وجوب أن يحظى الاتفاق بموافقة جميع الأطراف السوريين. من ناحيته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحفي بجنيف بعد اللقاء، أن الحكومة الانتقالية السورية التي تم الاتفاق على تشكيلها “سيتم اختيار أعضائها بتوافق متبادل مما يستبعد منها مرتكبي المجازر”، مشدداً بقوله “في هذه الظروف، لا مجال للشك في أن على الأسد مغادرة السلطة”. وأعلن الموفد الدولي العربي كوفي عنان أن اتفاقاً حول المبادئ والخطوط الكبرى لعملية انتقالية في سوريا، تم التوصل إليه في جنيف أمس، خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا. وتلا عنان البيان الختامي الذي يلحظ خصوصاً امكان أن تضم الحكومة الانتقالية في سوريا أعضاء في الحكومة الحالية. وأوضح أن المشاركين “حددوا المراحل والإجراءات التي يجب أن يلتزمها الأطراف لضمان التطبيق الكامل لخطة النقاط الست والقرارين 2042 و2043 الصادرين عن مجلس الأمن”. ولفت عنان إلى أن “الحكومة الانتقالية ستمارس السلطات التنفيذية. ويمكن أن تضم أعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات أخرى، وينبغي أن يتم تشكيلها على أساس قبول متبادل”. وقال المبعوث المشترك في مؤتمر صحفي “أشك في أن يختار السوريون أشخاصاً ملطخة أيديهم بالدماء لحكمهم”. ورداً على سؤال عن مستقبل الرئيس بشار الأسد، شدد عنان على أن “الوثيقة واضحة في شأن الخطوط الكبرى والمبادئ لمساعدة الأطراف السوريين وهم يتقدمون في العملية الانتقالية ويشكلون حكومة انتقالية ويقومون بالتغييرات الضرورية”. وأكد في السياق نفسه، أن مستقبل الأسد “سيكون شأنهم”. ومجموعة العمل حول سوريا التي شكلها عنان تضم وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، و3 دول تمثل الجامعة العربية هي العراق والكويت وقطر، إضافة إلى تركيا والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وقال عنان “الأمر متروك للشعب للتوصل إلى اتفاق سياسي لكن الوقت ينفد..نحتاج إلى خطوات سريعة للتوصل إلى اتفاق. يجب حل الصراع من خلال الحوار السلمي والمفاوضات”. وأضاف أنه يتعين على الأطراف أن تقدم محاورين لمساعدته في العمل من أجل تسوية. وأوضح عنان اليوم أنه يجب على الحكومة والمعارضة في سوريا أن تتعاونا مع خطة إقامة حكومة انتقالية يأمل بأن تحقق نتائج إيجابية في غضون عام. وأضاف أن “رياح التغيير القوية” تهب ولا يمكن مقاومتها طويلاً. وتابع أن الحكومة الجديدة سيجري تشكيلها عن طريق المناقشات والمفاوضات والتوافق المشترك وأن “مجموعة العمل” بشأن سوريا ستعود للاجتماع إذا اقتضت الضرورة. من ناحيتها، اعتبرت كلينتون أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس يمهد “الطريق لمرحلة ما بعد الأسد”، مضيفة أن الولايات المتحدة ستعرض على مجلس الأمن الخطة الانتقالية التي تم التوافق في شأنها. وقالت كلينتون “على الأسد أن يرحل” مضيفة أنه لا يمكن أن يكون في الحكومة الانتقالية نظراً “إلى أن يديه ملوثتان بالدماء”. وتابعت “ليس لدى أحد أوهام، نحن أمام نظام مجرم” معتبرة أن المنطقة برمتها حول سوريا “يمكن أن تتأثر” بالأزمة القائمة في سوريا. وفي المقابل، شدد لافروف على أن “السوريين أنفسهم هم الذين سيقررون الطريقة المحددة لسير المرحلة الانتقالية” مضيفاً أن روسيا اقنعت دولاً كبيرة أخرى بأنه سيكون من “غير المقبول” استبعاد أي مجموعة عن العملية الانتقالية مبيناً أن الوثيقة التي تم الاتفاق عليها لا تعني مطلقاً أنه يجب على الرئيس الأسد أن يتنحى. والموقف نفسه عبر عنه وزير الخارجية الصيني الذي أكد أن الخطة الانتقالية “لا يمكن إلا أن تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الأطراف المهمين في سوريا. لا يمكن لأشخاص من الخارج أن يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري”. وأضاف أن هذا الاتفاق الذي تم بلوغه بعد مشاورات استمرت ساعات “يرتدي أهمية كبرى لتعزيز عملية الحل السياسي للمشكلة السورية”. وتعتبر روسيا أن مصير الرئيس السوري يجب أن “يتقرر في إطار حوار بين السوريين ومن قبل الشعب السوري نفسه”. من ناحيته، قال فابيوس “لا يمكن لأحد أن يتصور للحظة أن الأسد سيكون في عداد هذه الحكومة، كما لا يمكن بالمقدار نفسه لأحد أن يتصور أن الأسد سيكون قادراً على تأمين أجواء محايدة” كما هو وارد في الاتفاق. وقال فابيوس أيضاً إن هذا الاتفاق يشكل “خطوة إلى الأمام لأن النص أقر بالاجماع بموافقة روسيا والصين” ونظراً إلى “التحديد الذي أعطاه للمرحلة الانتقالية”. وتابع وزير الخارجية الفرنسي أنه في حال لم يطبق هذا الاتفاق “فسيتم التوجه إذا دعت الحاجة إلى مجلس الأمن”. وقال إن المرحلة المقبلة ستكون عبر اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” المقرر بباريس في 6 يوليو الحالي والذي “سيشارك فيه أكثر من 100 دولة إضافة إلى ممثلين للمجلس الوطني السوري”المعارض. واعتبر فابيوس أن اجتماع باريس هذا سيؤمن “دعماً متزايداً من المجتمع الدولي” للمعارضة و”سيفرض ضغوطاً على النظام” على أن يؤدي “لاحقاً إلى إرسال مساعدة ملموسة على الأرض”. وكان عنان الذي دعا إلى اجتماع جنيف حذر في افتتاح المؤتمر، الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وحضهم على التوحد لايجاد اتفاق حول مرحلة انتقالية في سوريا. ونبه في خطاب افتتاحي إلى أن السوريين في حال الفشل سيكونون “أكبر الضحايا، وقتلاهم لن يكونوا فقط صنيعة قتلة بل أيضاً نتيجة عدم قدرتكم على تجاوز انقساماتكم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©