الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الطاقة الإيجابية

الطاقة الإيجابية
21 يوليو 2014 00:30
محمد بن ربيع الغامدي رمضان من الناحية المادية هو فترة زمنية يمارس فيها الإنسان مجموعة من القيم الإيجابية منها: تنظيم الطعام وإعادة برمجة مواعيده، ومنها تنظيم الجنس، ومنها الكف عن مجموعة من القيم السلبية مثل الكذب والغش والنميمة والشجار، وكل هذه الأمور من شأنها أن تعيد بناء الفرد في جوانبه الجسدية والروحية ويمكن اعتبارها شكلا من أشكال امتصاص قدر مناسب من الطاقة الكونية المحيطة بالتكوين الأثيري للإنسان. فتنظيم الطعام من شأنه أن يحقق راحة لمناطق كثيرة في الجسم مثل المعدة والبنكرياس والكبد والأمعاء والمستقيم، كما إن إعادة تنظيم مواعيد الطعام من شأنه إحداث هزة مسالمة يعيد فيها الجسم بكامله محاولة البحث عن نقاط توازن جديدة وذلك البحث يقدم للجسم فرصة مناسبة لمسح نقاط الضعف التي تراكمت عبر أشهر مضت ومن ثم محاولة معالجتها ذاتيا ولذلك كان الصيام صحة وعلاجاً حتى على المستوى المادي بعيداً عن الدين وفرائض الدين. أما من الناحية الدينية فالصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة يتعبد به المسلم طاعة لربه ويتقرب فيه بأعمال كثيرة منها أعمال البر ومنها تجنب مفسدات الصيام التي من بينها السباب وإيذاء الناس، وهكذا يكون المسلم بصيامه قد استجاب لربه وأدى عبادته وفي ذلك تحقيق لمبدأ الرضا عن النفس وهو من أهم المبادئ التي توفر للإنسان حالة من السعادة البالغة ينجم عنها راحة الضمير واسترخاء نوازع الشر في النفس البشرية وهذه بيئة مناسبة جدا للتزود بالطاقة الروحية الكونية المحيطة بالتكوين الأثيري للإنسان. وإذا كانت مدارس الطاقة الايجابية التي كرس لها الجهد البشري عبر العصور قد وضعت برامج ورياضات للتزود بتلك الطاقة فإن في الإسلام ممارسات كثيرة تفي بالغرض منها الصيام ومنها الصلوات اليومية الخمس ومنها مجموعة من الأوامر ومن النواهي يتعلق بعضها بالجسم نفسه وبعضها بالعلاقة مع الله ومع خلق الله وتنعكس ايجابا على نفس المسلم نفسه، ولذلك يكفي أن تكون مسلماً حقيقياً تؤمن بحقوق الله وبحقوق الآخرين مهما اختلفوا عنك لوناً ولغة وديناً وبحقوق جسمك عليك لتكون متهيئا لاستقبال الطاقة الكونية من حولك بما يضمن لك عمراً طوي لاً خالياً من المشاكل حتى يأتيك اليقين. وأعتقد جازما بأن جسداً سليماً ونفساً متوازنة وأثيراً نشطاً من شأنه أن يكون بيئة مناسبة للتفكير السليم، أو ليس العقل السليم في الجسم السليم؟ والجسم السليم الذي يحتفظ بعقل سليم هو جسم محفز للإبداع بلا شك، لذلك فإن تنظيم العلاقات المحيطة بالإنسان مع نفسه ومع غيره ومع ربه هو أفضل ما يمكن القيام به تحفيزا للإبداع بجميع أشكاله. *كاتب وإعلامي سعودي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©