الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الثورة الفرنسية

29 يونيو 2006 00:53
أمين الدوبلي هل هناك علاقة بين ما حدث في مباراة فرنسا وإسبانيا مساء أمس الأول في مونديال ألمانيا·· وبين الثورة الفرنسية ؟ سؤال فرض نفسه بقوة على ضوء المشهد الكامل للمباراة وردود أفعالها في المدرجات وفي شوارع فرنسا·· كانت كل المعطيات قبل المباراة تقول: إن فرنسا ليست في أفضل أحوالها وأن الديوك فقدت شهية الصياح الجميل منذ 1998 فقد تأهلوا بشق الأنفس إلى دور الـ 16 بعد تعادلين باهتين مع كوريا الجنوبية وسويسرا وفوز ضعيف على توجو وكان أداؤهم غير مقنع ولا يعطي أية إشارة إلى السطوع أو التألق·· وكانت النغمة السائدة هي صعوبة عودة العواجيز إلى شبابهم·· وكان زيدان قد أوضح أن الديوك تعاني من الإرهاق وفقدان التركيز وانعدام الثقة ومثله كان تيري هنري وقد عمَّق الجراح طرد زيدان في مباراة كوريا وهو مشهد غير معهود للاعب المبدع حتى أنه اعتبره يوماً أسود في حياته·· وفي المقابل كان الماتادور الإسباني في أفضل أحواله يعتمد على الشباب المتألق المدعم بخبرة مدرب ثقيل اسمه أراجوينز وقد أعلن المنتخب الإسباني عن نفسه من البداية وهزم أوكرانيا 4/صفر ثم فاز على السعودية 1/صفر وعلى تونس 2/صفر وتأهل أول مجموعته عن طريق عروض جيدة· وفي ظل هذه الأجواء كانت كل التوقعات تصب في مصلحة إسبانيا إلا أن ما حدث في الملعب كان ثورة فرنسية قادها زين الدين زيدان فاستعاد مكانته وتمرد على المفاهيم والقناعات التي كونتها الجماهير عن الديوك وانقلب على الماتادور مع زملائه برغم أن تلك الثورة كادت تفشل من البداية بعد أن تقدم الماتادور بهدف مبكر·· وانتقلت ثورته من الملعب بعد أن وجه ثلاث ضربات قاضية للماتادور إلى المدرجات في استاد هانوفر الذي اشتعل وشعر أنه لأول مرة يتحرر ويستعيد مكانته التي يستحقها منذ عام 1998 ونجحت الديوك في التخلص من عقدة النحس التي لازمتهم ومن منطلق أن أية ثورة لا يمكن أن يكتب لها النجاح إلا إذا تجاوب معها الشارع فقد انتقلت إلى الشوارع في كل المدن والقرى الفرنسية وتجسدت في أفضل مشاهدها في الشارع الرئيسي بعاصمة الجمال شارع الشانزليزيه· ولم ينم الشعب الفرنسي في هذه الليلة فسهر حتى الصباح يحتفل بالنصر الكبير رافعاً صورة زعيمه الجديد زين الدين زيدان ويهتف باسمه وباسم زملائه فقد استعاد لهم هيبتهم وحقق لهم حلمهم بفوز هو الأجمل والأغلى على منافس عنيد ومن قبله فوز على مشاعر الإحباط واليأس التي سادت المجتمع الفرنسي·· وعزف زيدان مع زملائه لحن الخلود حيث إن هذه الموقعة بما سبقتها من معطيات كما ذكرنا كانت الهزيمة فيها تعني اختفاء جيل من أفضل الأجيال وانتهاء حياتهم من الملاعب في مشهد حزين لا يختلف كثيراً عن المشاهد الجنائزية برغم أنهم أبطال حققوا لفرنسا ما عجز عنه الجميع بما فيهم ميشيل بلاتيني·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©