الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«وجبة قمامة» لمكافحة التبذير في مدريد

1 يوليو 2012
مدريد (أ ف ب) - في مساء يوم حار، تجمع نحو 30 شخصاً حول مطبخ بحديقة عامة في مدريد، يقدم أطباقاً من الخضار المشوي والسلطات المتنوعة التي تم تحضيرها جميعها من مكونات عثر عليها في سلال القمامة. وفي محاولة للتنديد بالتبذير الذي يبدو أكثر قساوة الآن في ظل الأزمة الإسبانية، تحضر مجموعة من الناشطين المدافعين عن البيئة من وقت لآخر “وجبة قمامة” لسكان حي شعبي. وقبل إعداد هذه الوجبة، تجول النشطاء وهم يجرون عربات في الشوارع لتفتيش سلال القمامة أمام متاجر البقالة بحثا عن أطعمة تم التخلص منها، لكنها لا تزال صالحة للاستهلاك. وبعد ساعة من البحث غير المجدي، وقع النشطاء على كنز مطمور داخل حاوية مهملات أمام متجر للخضار والفاكهة. وقال أحد النشطاء “حصاد اليوم كيلوجرام من السلق، ونصف حبة أناناس، كيلوجرامان من الطماطم، ملفوفتان، كيلوجرامان من الجزر و3 كيلوجرامات من الزعرور، وكيلوجرامان من الموز وكيلوجرام من المشمش وقرنبيطتان وفليفلة وكرفس وطماطم كرزية”. وأضاف تخومين كالفا (50 عاماً) “إنها غلة جيدة والجزء الأكبر منها وضعه جيد”. وأوضح لويس تاكمايو (43 عاماً)، وهو أيضاً من مؤسسي “وجبة القمامة”، إننا “نعثر في بعض الأيام على كثير من المؤن وفي أيام أخرى لا نعثر على شيء البتة”. ونصب النشطاء مائدتهم في حديقة بحي شعبي انتشرت عليها أطباق شهية فيها الباذنجان والجزر المبروش والفاصولياء الخضراء والكسكوس بالخضار وسلطة الفكاهة. وإضافة إلى المؤن، التي أخذت من القمامة قدم بعض التجار منتجات لم تعد صالحة للبيع لأنها وصلت إلى حد نهاية صلاحيتها. وقد تم غسل كل هذه المكونات بمواد مطهرة. وقال بيبي رودريغث، وهو عاطل عن العمل في الرابعة والأربعين الذي سمع من صديق عن هذه الوجبة المجانية “ليس لدي أي مشكة في تناول وجبة كهذه لأنني أعرف أن الأطعمة التي رميت لم تكن سيئة. بالنسبة لي هذه ليست نفايات إنها فعلاً لذيذة”. وأضاف أن فكرة هذه الوجبات “ولدت عام 2010 عندما رأينا أن كميات كبيرة من الأطعمة يتم إهدارها”. و”حتى لا تكون هذه المبادرة مجرد إجراء احتجاج، نقدم هذا الطعام مجاناً إلى المعوزين” الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم. وهدف المدافعين عن البيئة واحد، هو تقليل التبذير. ففي أسبانيا يتخلص الفرد سنوياً من 163 كيلوجراماً من الأطعمة و179 كيلوجراماً في المتوسط بدول الاتحاد الأوروبي. وأوضح ميجيلي كارينو أحد أعضاء الحركة “الهدف هو تشجيع الناس على الاستهلاك باعتدال وبشكل مسؤول. الموارد محدودة، علينا أن نقتسمها مع من يحتاجون إليها”. وفي مايو 2011، أدان تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) “لجوء التجار والمستهلكين في أحيان كثيرة جداً إلى رمي الأغذية القابلة للاستهلاك” بسبب “معايير نوعية تبالغ في أهمية الشكل الخارجي”. ويسعى هؤلاء الناشطين إلى تعديل القانون أيضاً، فالمتاجر لا يحق لها في الوقت الراهن أن تقدم منتجاتها التي انتهى تاريخ صلاحيتها، ويواجه الأشخاص الذين يفتشون في حاويات النفايات إمكانية فرض غرامة عليهم قدرها 150 يورو. إلا أنهم يأملون الآن توسيع نطاق تحركهم مع تنظيم عدد أكبر من مآدب العشاء. وشدد الناشط إيناسيو (49 عاماً)، إننا “نرغب في أن تمتد هذه المبادرة إلى كل الأحياء”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©