الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلوى زيدان تختزل تجربتها في اللون والمعنى

سلوى زيدان تختزل تجربتها في اللون والمعنى
17 فبراير 2009 23:00
أقام جاليري سلوى زيدان في أبوظبي أمس الأول معرضاً تشكيلياً بعنوان ''في الضوء'' قدمت فيه الفنانة اللبنانية سلوى زيدان 45 عملاً تشكيلياً ضمن رؤية إبداعية موحدة جمعت فيها تجربتها الفنية الأخيرة من عام 2006 حتى وقتنا الحاضر، حضر الافتتاح فوزي فواز سفير الجمهورية اللبنانية لدى الدولة، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والفنانين والإعلاميين والمهتمين بالفن التشكيلي ويستمر المعرض حتى 12 مارس المقبل· تراوحت مساحات الأعمال المعروضة بين 150 في 200 سم و15 في 15 سم استخدمت فيها الفنانة أنواعاً مختلفة من المواد والطرائق التنفيذية المتعددة بين الحبر على الورق والحبر على الجمفاص والماكس ميديا على الورق أو الجمفاص· استفادت سلوى زيدان من تجربتها الفنية بالتجديد حيث اعتمدت التجريد العالي لتنفيذ أعمال بدت فيها الرؤى رمزية إلى حدود بعيدة لذا تعتمد التكوينات الأسلوبية لديها على ضربات الفرشاة الحادة ''السوداء بخاصة''، هذا مع محاولاتها انتهاج سبيل الاختزال اللوني والتعبير بالحركات عن معانٍ تفيض أنواعاً متعددة من الدلالات· حاولت الفنانة أن تغيب في أغلب أعمالها المعروضة مسميات اللوحات فذيلت البطاقات المجاورة للوحاتها باسم ''بدون عنوان'' بينما ثبتت أبعاد لوحاتها ومكونات موادها المستخدمة وتواريخها المحصورة بين عام 2006 حتى ·2009 اشتغلت سلوى زيدان على الدوائر بوصفها تعبيراً عن كون لا مرئي أولاً أو عن حضن الولادة ثانياً حيث الرحم الدائري الشبيه بالتكوير الكوني المستدير· استخدمت الفنانة لونين مهيمنين على مجمل أعمالها وهما الأسود القاتم والأحمر الفاقع بما يشير إلى الظلام والدم وتلازمهما في تكوين الولادة فأفصحت عن رؤية واضحة حاولت من خلالها أن تدرس عتمة الكون والوجود معاً· تناولت سلوى زيدان الحياة والفناء اللذين يكمل أحدهما الآخر، الحياة عند الخلق في الرحم والفناء عند الغياب في الكون اللامتناهي المحدب، وبهذا التصور قدمت جنوحاً لونياً اعتمدت فيه التكرار وهو ما جعلها تقدم رؤية واحدة متشابهة ذات معانٍ متعددة· لا تخلو اللوحات من أشكال آدمية مرمزة في العمق وظلال وحشية للإنسان وانكفاءات داخلية للذات وهي في جميعها اشارات إلى دخانية الحياة وصيرورتها المحتمة· وقالت سلوى زيدان في لقاء لها مع ''الاتحاد'': ''اوصلتني تجربتي إلى هذا الاختصار بعد عناء وشغل طويل حتى سمحت لنفسي بمغامرة الاختصار، لأن الاختصار يبدو مخيفاً للمتلقي غير المعني، ولكنني اكتشفت ان هذا الأسلوب بالإمكان تقبله وقراءته حتى من غير المعنيين بالفن''· واضافت: ''ان عملي لم يأت من فراغ بل كان حصيلة تجربة طويلة في الفن، ولذا طرحت رموزاً كثيرة ويبدو ذلك من خلال تسمية المعرض ''في الضوء''، إذا أحس أننا كبشر في مرحلة مهمة ودقيقة تتطلب أن يتخلص الإنسان من أحمال وأثقال في تجربته الحياتية، أما الضوء فهو المعرفة الضرورية والإنسانية كي يستمر الإنسان بتطوير كينونته''· وقالت: ''ان المعرض دعوة للناس أو إشارة لهم بأن يكونوا أكثر نقاءً وأكثر قرباً من ضوئنا الداخلي''· والفنانة سلوى زيدان صاحبة الجاليري نفسه الذي اقيم فيه معرضها، وهي تشكيلية لبنانية عاشت في عواصم كثيرة، واشتركت في أكثر من 50 معرضاً· جاءت إلى أبوظبي منذ عام 1989 وأسست داراً للفن التشكيلي فيها وأعادت فتح الجاليري من جديد قبل شهرين، وسبق لها أن حصلت على الجائزة الرابعة لبينالي فرنسا العالمي عام ·2003
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©