السفر وممارسة الهوايات والأنشطة الذهنية تجعل خريف العمر «ربيعاً»

تختلف طريقة النظر إلى مرحلة التقاعد من شخص إلى آخر، فبينما يتشوق البعض لليوم الذي يرتاحون فيه من تعب العمل وخوض غمار الحياة ومشاقها، والنضال من أجل الكسب وتحقيق المطامح والأمنيات، يعتري أناساً آخرين نوع من الحيرة ويتساءلون عن أنسب الأنشطة لهم لملء فراغ وقت مرحلة ما بعد تقاعدهم عن العمل، وعما إذا كانت مدخراتهم ستسمح لهم بقضاء خريف عمرهم كما يحلو لهم، وبالشكل الذي يسعدهم ويسعد الآخرين من حولهم. وفيما يلي بعض الاقتراحات لأنشطة يمكن للمتقاعد أن يمارسها: 1- هواية جديدة حاوٍل ممارسة الأنشطة والهوايات التي كنت ترغب في السابق ممارستها لكنك لم تكن تجد الوقت لذلك. مارس رياضة الجولف مثلاً إذا كنت تستمتع بها، أو شارك حفيدتك بعض واجباتها المنزلية الداعمة وأعمالها اليدوية مثل الحياكة أو الغزل. فنوادي الجولف عادةً ما تطرح تخفيضات خاصة للمسنين والمحالين على التقاعد. ولعشاق القراءة، يمكنهم قصد مكتبة ورقية أو إلكترونية وقراءة كتب ضمن مجال اهتمامهم أو عناوين الكتب والتحف الأدبية التي طالما رغبوا في قراءتها، لكن أعباء العمل والأسرة حالت دون تحقيقهم لتلك الأمنية البسيطة. ويمكن أيضاً لمحبي الطبيعة والبستنة والتصوير أن يقوموا بذلك والاستعانة في حال نقصهم الخبرة بالكتب والمجلات المتوافرة في كل المكتبات أو المؤلفات الإلكترونية والإرشادات المتاحة على الإنترنت. 2 - السفر اتخذ من التجوال والسفر هواية لك، واقصد البلدان والأماكن التي كانت تسحرك ويمتعك المكوث فيها لفترة. ويعتقد العديد من الناس أن تكاليف السفر غالية، وهو أمر يصبح عارياً عن الصحة في حال حسن التخطيط. إذ يمكن أن يضع المرء خارطة طريق سنوية لرحلاته والاستفادة من مواسم العروض الخاصة والتخفيضات، ليجد في الأخير أن تكاليف سفره في متناول ميزانيته. وليس بالضرورة السفر جواً، بل إن المرء يمكنه السفر عبر القطار أو الحافلة شرط أن تكون مريحة، والاستفادة في الوقت ذاته بتمتيع ناظريه بما يراه من مناظر طبيعية وهو مستقل القطار أو الحافلة، وهو أمر لا يتسنى له عن طريق الطيران. كما يمكنك زيارة أقاربك الذين يقيمون في بلدات ومدن وبلدان أخرى والإقامة في بيت كل واحد منهم بضعة أيام، وتكون بذلك قد حققت هدفين: صلة الرحم والاسمتاع بالسفر وفوائده. ومن المؤكد أن ذلك سيسعد أقرباءك الذين يستضيفونك ويستقبلونك أحسن استقبال، وقد يأخذونك في جولة لزيارة أجمل الأماكن في المنطقة. أما إذا كنت تفضل خوض مغامرات برية في مناطق غير بعيدة من البلدة التي تسكنها، فإنه يمكنك استشارة أقرب مكتب سياحي ليزودك بكل الخرائط التي تحتاجها للقيام بنزهات مشياً على الأقدام وزيارة مواقع المنشآت السياحية والتاريخية. 3 - العمل التطوعي عد إلى أحضان مجتمعك من خلال المشاركة في الأعمال التطوعية. فما قد تعتبره أنت مساعدةً بسيطةً هو في أعين أفراد المجتمع ذا قيمة كبيرة لا تقدر بثمن. فقم بإفادة الآخرين من أفراد مجتمعك بما تملكه من خبرات وتجارب من خلال تقديم دورات معينة في مهارات حياتية ما في أحد المراكز القريبة من مسكنك أو في إحدى المؤسسات التعليمية- بالنسبة لمن لم يسبق لهم العمل في قطاع التدريس طبعاً. 4 - رياضة ذهنية مارس إحدى الرياضات الذهنية من خلال تعلم شيء جديد لم يسبق لك أن تعلمته في السابق أو نسيته وتحب تذكره وممارسته من جديد. فكونك تقاعدتَ عن العمل لا يعني أن مخك تقاعد عن التفكير، بل بالعكس، إن دماغك يمكن أن ينتج في مرحلة تفرغك هذه الكثير وأن يأتي بأشياء يعجز عنها الأوائل والشبان. فيمكنك على سبيل المثال الانضمام إلى إحدى الشعب بكليات الجامعات المجتمعية حسب ميولك واختيارك، فقد تكون ممن كانوا يتمنون التخصص أثناء دراستهم في إدارة الأعمال أو علم النفس أو علم الاجتماع، ولم تتمكن من ذلك بسبب سوء التوجيه أو ضعف المعدل التراكمي أو غيره، ولن تجد في المؤسسات التعليمية التي تقصدها إلا كل ترحيب. أما إن كانت الظروف قد ظلمتك في السابق وجعلتك تعمل في مجال غير مجال تخصصك، مثل من اضطروا إلى امتهان التعليم والتدريس عوض عملهم في مجال تخصصهم في تدقيق الحسابات أو الإرشاد الاجتماعي أو غيره، فيمكنهم تقديم خدماتهم لأقرب المؤسسات المتخصصة في مجال اهتماماتهم ولن يجدوا في مسؤوليها إلا كل التقدير والترحيب بالاستفادة من خدماتهم وخبراتهم. عن موقع «ehow.com» - اقتباس: تقاعدك عن العمل لا يعني تقاعد المخ عن التفكير، بل إن الدماغ يمكن أن ينتج في مرحلة تفرغك هذه الكثير وأن يأتي بما عجز عنه الأوائل